جريمة نشر أنباء كاذبة، وتوهين نفسية الأمة
جريمة "نشر أنباء كاذبة، وتوهين نفسية الأمة"،
من يرتكبها في سورية؟!
محمد أحمد الكردي*
كل أحرار سورية، من كرد وعرب وآشوريين وغيرهم، من إسلاميين ووطنيين ومستقلين وعلمانيين وغيرهم، من رجال ونساء وأطفال وغيرهم، من حملة الشهادات العليا ومثقفين وطلبة** وعمال وصغار الكسبة وغيرهم، يعتقلون ويخضعون للتعذيب ـ الذي لا تحتمله الجبال الراسيات، ومنهم من يستشهد تحت التعذيب*** ـ ويحاكمون بجريمة غريبة مطاطة فضفاضة، وهي " نشر أنباء كاذبة وتوهين نفسية الأمة"!! لنأت على هذه الأسطوانة المشروخة والمعزوفة النشاز التي يعزف عليها نظام دمشق الممانع صاحب التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل.
1. هل النظام السوري بني على الصدق والصراحة والعدل حتى يعاقب مواطنيه الشرفاء الأحرار على ما يدّعيه أنه كذب؟! بل هل يميز هذا النظام بين الصدق والكذب؟ وهل يعرف أصلاً أن الصدق فضيلة والكذب رذيلة؟ أمن الصدق الغدر برفاقه والانقلاب عليهم وزجهم في السجون حتى يموتوا قهراً وكمداً، كما حصل مع صلاح جديد وغيره. أمن الصدق والأمانة تمكين مجموعة من الطائفيين الفاسدين من مقدرات البلد لينهبوا خيرات الوطن ويملؤوا جيوبهم المثقوبة التي لا تمتلىء؟ أم من الصدق والأمانة تزوير إرادة الشعب في كل الانتخابات والخروج إلى الناس بنتائج 99,97% في عملية غش مفضوحة؟ أمن الصدق والأمانة التكتم على مصير أكثر من 17 ألف معتقل سياسي لديه منذ ثلاثين عاماً دون أن يعرف ذووهم عنهم شيئاً حتى هذه اللحظة؟!
لقد بلغ من شدة العمى والعمه لدى هذا النظام أنه يعدّ الكذب فضيلة ويكافىء المتصفين به، ويعد الصدق رذيلة ويعاقب أصحابه.
2. وهنا نسأل هذا النظام: ما الأنباء الكاذبة التي قام بنشرها هؤلاء الأحرار القابعون في معتقلاته؟ متى كانت المطالبة بالعودة إلى الدستور أنباء كاذبة؟ ومتى كانت المطالبة بإلغاء قانون الطوارىء اقترافاً للكذب وتوهيناً لنفسية الأمة؟ هل الأمة توهن نفسيتها إذا استعادت حريتها وكرامتها؟ أم أن فضح أساليب الأجهزة الأمنية الأسدية القمعية كذب وتوهين لنفسية الأمة؟ أيريدون من الناس أن يتجرّعوا الذل والهوان والركض من الصباح إلى المساء وراء لقمة العيش العزيزة، ثم يتحملوا هذه الأوضاع بنفوس راضية والشكر على المنابر لبشار والدعاء له ولأبيه وبنيه بطول العمر والبقاء على صدورهم أبد الدهر؟!
هل فضح الوجه الطائفي للنظام وتمكين الفرس الطائفيين من التبشير بدينهم وسط الشعب السوري المسلم كذب وتوهين لنفسية الأمة؟
وهل المطالبة بالكشف عن مصير آلاف المعتقلين في السجون السورية منذ واحد وثلاثين عاماً كذب وتوهين لنفسية الأمة؟
وهل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، من أمثال شيخ الحقوقيين هيثم المالح وزميله المحامي مهند الحسيني والطالبتين طل الملوحي وآيات أحمد وقادة التنظيمات السياسية الكردية والناشطين الكرد، من أمثال: قادة حزب يكيتي الكردي(الأستاذ حسن إبراهيم صالح، المحامي محمد مصطفى بن احمد، السيد معروف ملا احمد بن احمد)، والأستاذ محمد سعدون (عضو اللجنة السياسية لحزب آزادي الكردي في سوريا)، الكاتب السوري المعارض علي العبد الله، الناشط سليمان أوسو بن عبد المجيد ورفاقه عبد الكريم عبدو بن محمد وسالار عبد الرحمن بن برزان و دل خواز محمد بن زين العابدين و دحام شيخي بن حسن ورياض أحمد بن محمد و أيمن المحمود بن صالح و رشيد عثمان بن رمضان و رياض حوبان بن كمال (المعتقلون بجريمة احتفالهم بعيد نوروز هذا العام)****، والكاتب والسياسي كمال شيخو، وأحمد محمد علي قليج ـ طالب في السنة الرابعة كلية الصحافة في جامعة دمشق ـ ومصطفى محمد شيخو( من كوادر حزب الوفاق الديمقراطي الكوردستاني – سوريا)، وإسماعيل محمد عبدي، والمدرس جمال إبراهيم منجه والسيد مسعود علي باشوك سلو،...إلخ من الأحرار الذين كان ذنبهم الوحيد المطالبة بحرية العمل السياسي وحرية التعبير وإلغاء حالة الطوارىء، وإنصاف المظلوم.
3. وهل تسليط الضوء على معاناة أبناء القومية الثانية في البلاد، الكرد، نشر للأنباء الكاذبة وتوهين لنفسية الأمة؟ هل الأمة تكون سعيدة ونفسيتها عال العال إذا كان قطاع واسع فيها يعاني من سياسات الإقصاء والتمييز العنصري والحرمان من أبسط الحقوق في غفلة منها وجهل؟ وهل الأمة تكون سعيدة ونفسيتها سليمة إذا كانت مهمّشة مهيضة الجناح مهضومة الحقوق يقودها من لا يراعي فيها حق الله ولا حق المسؤولية، ولا يردعه رادع من دين ولا خلق ولا ضمير ولا إنسانية؟ وهل المطالبة بحق المساواة في الحقوق والواجبات، والمطالبة باسترداد الجنسية التي أسقطت بدوافع قومية ظالمة منذ عام 1962م، والمطالبة بحق التملك والسفر والتعليم والتوظيف والمعالجة في المستشفيات الحكومية جريمة ترقى إلى كونها "العمل مع جهات أجنبية لاقتطاع أجزاء من الوطن وإلحاقها بدولة أجنبية"؟ أي ظلم هذا؟ وأي قانون يحكم الشعب السوري؟ وأي تفسير لهذا القانون؟وأي قضاة يفهمون هذا الفهم ويحكمون بهذه الأحكام؟ بل وأي جريمة هذا السكوت على هذا النظام؟
4. من يستحق أن يحاكم بموجب قوانين الطوارىء وتلصق به هذه التهم "نشر أنباء كاذبة وتوهين نفسية الأمة": النظام الذي يكذب على الشعب والأمة صباح مساء ولا يتمتع بأي مصداقية؟ أم الشعب الذي يطالب بأبسط حقوقه، حق الكرامة وحق الحرية في التعبير والاعتقاد والعمل السياسي، وحق العيش الكريم، وحق التقاضي أمام قضاة مدنيين بموجب قوانين مدنية بعيداً عن المحاكم العسكرية، وحق المساواة باليهود الذين يحتلون الجولان وفلسطين، ويدّعي النظام السوري أنه فرض قانون الطوارىء لأن البلد في حالة حرب معهم، على حين أنه يجلس معهم في مفاوضات "سلام" ويرسل إلى قادتهم أطباق الطعام التي يفضّلونها والحلويات الدمشقية الفاخرة، ولايطبق قانون الطوارىء هذا إلا على الشعب السوري فقط؟ هل الشعب أصبح أخطر من المحتلين في سورية؟
إننا على يقين أن نهاية الظالمين الوخيمة ليست ببعيدة، ولنا ولهم عبرة في أمثالهم الذين سبقوهم، وإننا على يقين أشد أن "سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله"، وصدق الله العظيم القائل: " وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ". سورة القصص/ الآية 5. صدق الله العظيم,


* نائب المشرف على موقع syriakurds.com
** أليست آيات أحمد وطل الملوحي طفلتين طالبتين في عمر الزهور ترزحان في أقبية النظام منذ أشهر، ولا أحد يعرف التهمة المنسوبة إليهما ولا حتى مصيرهما!!
*** لقد استشهد كل من الآتية أسماؤهم على سبيل المثال تحت التعذيب:
1. السيد رياض أحمد خليل المعتقل لدى الأجهزة الأمنية السورية، اضغط على الرابط:
http://www.syriakurds.com/home/index.php?option=com_content&task=view&id=19442&Itemid=28
2. السيدان جلال الكبيسي والمهندس وديع شعبوق،للمزيد اضغط على الرابط:
http://www.syriakurds.com/home/index.php?option=com_content&task=view&id=19222&Itemid=28
3. السيد محمد علي رحمون، للمزيد اضغط على الرابط:
http://www.syriakurds.com/home/index.php?option=com_content&task=view&id=18691&Itemid=28
4. الشاب حنان بن عبدالقادر محمود، للمزيد اضغط على الرابط:
http://www.syriakurds.com/home/index.php?option=com_content&task=view&id=18226&Itemid=28
ومراجعة سريعة لباب حقوق الإنسان في موقعنا على سبيل المثال تنبئك عن حجم انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان.
****: اضغط على الرابط الآتي لمعرفة المزيد عن "جريمتهم":
http://www.syriakurds.com/home/index.php?option=com_content&task=view&id=18437&Itemid=28 يا للفضيحة والعار التي تلاحق هذا النظام!!