المغزى من زيارة نجاد إلى لبنان
المغزى من زيارة نجاد إلى لبنان
محمد هيثم عياش
برلين / 20/10/10/ قام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في في وقت سابق من الاسبوع الماضي بزيارة لبنان مصحوبا بترحيب حار من سياسيي تلك الدولة وباستقبال شعبي كبير مصحوبا في الوقت نفسه من انتقادات بعض دول العالم الى جانب الكيان الصهيوني الذي ارسل طائراته الى اجواء الجنوب اللبناني متزامنا مع وجود احمدي نجاد في بنت جبيل وغيرها من المناطق . الا أن الرئيس الايراني الذي كان قد وعد فرجم الكيان الصهيوني من مناطق الجنوب اللبناني ليتحدى الكيان الصهيوني ويؤكد لهم بأن تحرير فلسطين سيتم يوما لم يف بوعده .
واعتبر خبراء الوضع اللبناني ومنطقة الشرق الاوسط في معهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الدولية زيارة احمدي نجاد الى لبنان وخاصة الجنوب تحديا للغرب ليقول له بأن بلاده موجودة شعبيا وسياسيا في المنطقة وغير معزولة مؤكدين ان ايران لم تساهم وحدها باعادة بناء وترميم المساجد والمدارس والطرق التي هدمتها الية الحرب التي وقعت بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني في صيف عام 2006 بل ساهمت السعودية وقطر ودول اخرى في الخليج العربي والعالم باعادة بناء تلك المناطق وزيارة احمدي نجاد الى لبنان كانت بمثابة دعم قوي لحزب الله ومظاهرة لابراز قوة الحزب على الساحة السياسية اللبنانية ، فالخلافات السياسة بلبنان والاتهامات المتبادلة بين زعماء مافيا السياسة في ذلك البلد تهدد بعودة العنف من جديد واحتمال استعانة الدول العربية والغرب ايضا بسوريا بارسال جيشها من جديد الى ذلك البلد للاشراف على الامن فيه معتبرين زيارة احمدي نجاد مقدمة لتطورات مخيفة تحيق بلبنان وزيارة احمدي نجاد الى ذلك البلد لا يعني بأنه أخاف الكيان الصهيوني الذي ينظر الى ايران بانها الخطر الكبير على وجود الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الاوسط على ارض فلسطين اذ يعتقد الصهاينة انه اذا ما قاموا بتوجيه ضربة سريعة للمنشئات النووية في ايران فانه من الممكن أن يرسل احمدي نجاد جميع الامكانيات العسكرية الى الجنوب اللبناني لتصبح تل ابيب التي تبعد عن الجنوب الى حوالي 160 كلم بمرمى الصواريخ وغيرها من الاسلحة وبإمكان الفرق العسكرية الايرانية بالتعاون مع حزب الله وبعض افراد الجيش اللبناني اقتحام الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة باتجاه تل ابيب الا أن ذلك لن يحصل في اوقاتنا هذه ، فسوريا غير مستعدة لدخول حرب مع الكيان الصهيوني بالرغم من أن نظام تلك الدولة يؤيد جهرا المقاومة اللبنانية الا أنه لم يقدم لها اي مساعدة عسكرية او معنوية خلال الحروب التي وقعت في لبنان بداية الثمانينات عندملا اجتاح الكيان الصهيوني لبنان من أقصاه الى أقصاه والحرب التي وقعت في صيف عام 2006 كما ان مصر والاردن التي لهما علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني لن يلغيا هذه العلاقات ليحاربا الصهاينة .
ويؤكد هؤلاء ان زيارة احمدي نجاد هي من اجل اعادة هيبة حزب الله الى العالم وخاصة الى المحكمة الدولية التي تشغل نفسها بقضية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري في عام 2004 واتهام عناصر من الحزب المذكور وراء اغتيال الحريري ، فقد ساهمت الاتهامات ضد بعض عناصر الحزب تأرجح شعبيته في لبنان وساهمت ايضا ببذور اندلاع فتنة حرب اهلية جديدة في تلك الدولة التي تحكمها عائلات المافيا السياسية فتوجيه اتهام القتل للحزب تبرئة للنظام السوري ورسالة واضحة لجماعة رئيس الوزراء سعد الحريري بأن ايران والمسلمين يقفون مع الحزب في مواجهة الولايات المتحدة الامريكية ودول في الاتحاد الاوروبي الداعمة بشكل مطلق للحريري والمتعاطفين معه
الا انه يجب علينا أن لا ننسى بأن زيارة احمدي نجاد الى لبنان لم تلقى ترحيبا واسعا من جميع اللبنانيين وخاصة في مناطق اهل السنة فقد تم رفع يافطات في طرابلس التي تعتبر معقلا لاهل السنة تندد بزيارة الزعيم الايراني وتندد ايضا بحكم ما يطلق عليه بـ / ولاية الفقيه / اذ ان دعم شيعة ايران لشيعة لبنان هو على حساب المسلمين السنة الذين ينظرون الى ظاهرة التشيع نظرة وجل اضافة الى الدعم العسكري الايراني المطلق لحزب الله والجماعات الشيعية الاخرى اضافة الى ان المسيحيين اللبنانيين اصبحوا يشعرون بالخوف من قوة حزب الله ووقوع حرب جديدة بين الحزب والكيان الصهيوني تعود مساوئ انتصار الحزب على المسيحيين في لبنان على حسب قولهم .
ويعتقد هؤلاء الخبراء ان المسلمين يعتقدون ان الحرب الكبيرة بين المسلمين والصهاينة لن تقع الا في زمن المهدي ونزول عيسى / عليه السلام / الى الارض من جديد والشيعة يتطلعون الى المهدي بشغافة فلذلك لن يحاربوا الصهاينة بشكل حازم .
وقد ترك زيارة احمدي نجاد تأييدا لبعض اولئك الذين يجهلون السياسة ، فقد اتصل بي أحد المسلمين العرب يسألني عن رأيي فأجبته ان الزيارة ليست تحديا للكيان الصهيوني انما هو دعم للشيعة والسياسة الايرانية فأجابني بأن احمدي نجاد من الابطال المعدودين اذ لا يوجد من ينافح عن فلسطين على السياسية الدولية والاسلامية غيره وزيارته الى لبنان انتصار للمسلمين متهمني بانني وهابي لا أحب الشيعة وأغلق الهاتف .

