صورة بشار الأسد بعد مذبحة سجن صيدنايا

مؤمن كويفاتيه

ومن أجلك يا إسرائيل تكرم مرج عيون

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( بشار قبل مذبحة سجن صيدنايا قال العالم الغربي رسمياً وشعبياً فيه عندما عرف عن مُشاركته باحتفالات فرنسا ، بأنه قاتل وذا التاريخ المُلطخ بالدماء ، وبالدكتاتور المدعو رسمياً على منصّة الشرف ومربّع للدكتاتوريين ليكافئوا بمشروع ساركوزي والاستغراب من التحول الخطير في التعامل مع هذا الإرهابي الخطير ، والشعور بالصدمة و احد الأنظمة الأكثر قمعا في العالم"و"أعداء الحرية في المنصة الرسمية و امرأ غير مقبول والشعور بالخجل وأمر شائن وإهانة ونقلاً عن وجودة في العيد الوطني الفرنسي عن كبار رجالاتها بقولهم فقال كوشنير بأنه ليس مدعاة سرور له والآخرون قالوا عن دعوته بأنه أمر مزعج ورمز مزعج والتعبيربالإنزعاج الشديد وبالمُستبد الذي سيجلب السمعة السيئة لفرنسا باستقباله ، ورفض الرئيس الفرنسي الأسبق حضور الحفل استنكاراً لوجود طاغية العصر على المنصة وعربياً وُصف تشريفه بالعار و العمل الذي لا يمكن وصفه والاستخفاف بمشاعر العرب والمسلمين وشعبياً سورياً بالاستهزاء من فكرة الساركوزي بالتشريف بل ولمجرد فكرة استقباله وضع التساؤل إذا كانت فرنسا تقبل ان يحكمها أقلية عصبوية منبوذة حتّى من طائفتها

(ومذبحة صيدنايا مازالت مُستمرة كما جاء في المرصد السوري لحقوق الإنسان والمُنظمات الإنسانية والحقوقية الأُخرى لذلك تأخرت في تناول موضوع "صورة بشّار بعد مذبحة سجن صيدنايا "، حيثُ لازال الاعتصام قائم ولازالت الدماء الطاهرة تُراق إلى يومنا هذا بعد مضي 15 يوم من الانتفاضة والاحتجاج ، والذي ذهب ضحيته العشرات من المكتومين الغير مُقيدين في السجلاّت الرسمية من السوريين واللبنانيين والذين هم في عداد الأموات بالنسبة للنّاس ، والمُغيبين داخل السجون والمُعتقلات منذ عقود ، هذا عدا عن الخمسة والعشرون شهيداً الذين تمّ الإعلان عنهم في قائمة من قضوا في هذه الأحداث ، التي لم تكن في هذا السجن الوحيد بل الاحتجاج امتد ليشمل سجن عذرا أيضاً ، والتي غفل عنه المتابعون ، والذي بحسب المعلومات التي وصلتنا من الداخل السوري بأنّ الشهيد الدكتور أحمد طعمة الإسلامي أمين سر إعلان دمشق الذي سُلمت جُثته وهي مُخزّقة بالرصاص الى أهله نتيجة أحداث سجن عذرا ، ومن سجن عذرا، وأنّ هناك ضحايا في هذا السجن الذي جرى التكتم عليه بنفس الأعداد التي سقطت في سجن صيدنايا ، وهذا للعلم وكبيان للتأكد منه لمن أراد ولمن يشاء)

وعوداً الى بشار بعد مذبحة صيدنايا الذي وبضغط من اللوبي الصهيوني تحوّل إلى رجل السلام كالتحوّل الجنسي السائد اليوم من أبو الشوارب إلى المرأة الحامل ، أو العكس ، في عالم غريب عجيب ومُدمّر ، وكل ذلك من أجل مرج عيون إسرائيل  حبيبة القلب الابنة المُدللة للغرب، الذي عبّر عنه الساركزوي عندما منح بشار وسام البراءة وصكوك الغفران بعد جرائمه  زائعة الصيت ، والتي يندى لها جبين الإنسانية وكان آخرها ما جرى في سجن صيدنايا الذي سقط فيه العشرات مابين شهيد وجريح عند تدنيس أزلام نظام بشار للقرآن فيه ، فكوفئ هذا الدكتاتور بالدعوة إلى عرض الشرف رغم أُنوف الفرنسيين والرأي العام العالمي الإنساني الساخط ، بعدما وُصف فرنسياً ما قبل العرض بالدكتاتور السفّاح إثر علم الفرنسيين لدعوته عرض الشرف الذي آثارهم وأحدث فيهم حالة الصدمة والذهول  في يوم الحرية الفرنسية والأُوربية المأسوف عليها ، بعد أن تم لعق ما بصقه الرسميون وما جاء من تأكيدات عن مدير قصر الأليزيه بان لا حضور لأحد من الزعماء،بلغة أشبه ما تكون بالاعتذار من الفرنسيين لتلك الغلطة للتقليل من الاحتجاجات الجماهيرية وخداع الفرنسيين وتضليلهم تحت غطاء سياسة الأمر الواقع التي ينتهجها الساركوزي ، والتي تُقر بأنّ لكل طاغية أن يفعل ما يشاء من الموبقات بمن ملك، ليكون الشرط الوحيد للمقبول عندهم ، لمن كان طائعاً خاضعاً خانعاً ، ولمن يقبل بالقيام بدور المأمور أو الوالي ، الذي يُدار من مركز القرار ، وبالتالي لا يهم أن كان قاتلاً أو مُتهماً أو مُداناً أم مذموماً أو شئيماً أو جزّاراً مُدمراً مجرماً كان أو أحد أعتى رؤساء الأنظمة الاستبدادية في العالم كما جاء باعترافات المُجتمع الدولي ، الذي وصفه كأحد أقطاب محور الشر ، ليُمحى كُلُّ ذلك التاريخ الأسود بلمحة بصر، كونهم هم من يملكون القلم ،حتّى  ولو بلغت عدد ضحاياه مئات الآلاف وما فعله من المآسي ما يتخطّى الآفاق ،في أبناء شعبنا السوري واللبناني والعراقي ، بل لتتجاوز أعماله الشريرة  إلى الكثير من أبناء  العرب والمسلمين الذين تمّ استدعائهم وتجنيدهم في مُعسكراتهم   لينطلقوا منها إلى العراق ويكون هدفهم  كُل طفل وشيخ آمن ، وليكون من هؤلاء القتلى والجرحى ، ولمن نجا منهم القتل على أيدي الاستخبارات العسكرية السورية ،أو ليُزجّ بهم في سجون النظام المليئة بهؤلاء من كل الجنسيات

ومركز القرار هو القرار العالمي المُسيطر عليه الغرب الرسمي والمُتعاطف على الدوام مع الكيان الصهيوني في منطقتنا العربية ، ولا يصب إلا في مصالحهم ومصلحة إسرائيل ، وما سوى ذلك  لا يهمهم في شيء ، وبالتالي فمن الطبيعي أن نرى الترحيب بجزار لم تجري على آخر مذابحه إلا أيام من ذكرى سقوط سجن الباستيل الشهير الذي لم يكن أسوأ بأي حال من سجون النظام السوري الأشهر عالمياً كسجن تدمر سيء الصيت والسمعة الذي فاق تصوره لأي مثيل له ، فلا غوانتناموا ولا أبو غريب ولا سجون ومعتقلات الأرض شبيهة له بالوحشية وسوء المعاملة التي فيها يُعامل الإنسان النزيل أحط من الحيوان أو كسجن صيدنايا الذي رُسمت ملامحه على نفس نمط سجن تدمر في سوء المُعاملة والانحطاط ، وما كُل ذلك إلا لأنّ هذا النظام الجائر قدّم الكثير من التنازلات للعدو وصكوك البيع التي تُرضي الأُوربيين، ومنها تخليه عن البحيرة المائية الواسعة والهامة في مثلث الجولان التي شعبنا السوري أحوج ما يكون لها ، كون بلادنا الآن صارت تُعاني الجفاف ونُدرة المياه ، وكذلك تنازله عن الأراضي الحيّة فيها، ولما عقده من صفقة تتبع القضية الفلسطينية وما يتعلق ببعض حُلفائه ذات الصلة بالقضية والسلاح والعهود والعقود التي ستتكشف مع الأيام ، مُقابل ترضيته ببضعة أمتار في هضبة جرداء لا ماء فيها ولا حياة لإلهاء السوريين على أنّها إنجازات حققها هذا القائد الضرورة الدكتور الذي أرادوا أن يُلمعوه ، كما فعلوا مع أباه عندما أعطوه القُنيطرة مُهدّمة وأخذوا عشرات أضعافها ، ليدعوه يتغنّى بها

ولكن المُلفت للنظر في هذا اليوم والاحتفال المشئوم بعيد الحرية المأسوف عليه ، هو انسحاب الرؤساء الغرببن إلى المقاعد الخلفية ،ليُشعرونا بأنّ الصفقة التي عقدها الساركوزي ووقعها أُلمرت مع بشار كانت بمُباركة هؤلاء الزُعماء الذين ارتضوا الجلوس وراء أعتى دكتاتور في هذا العصر ، ليتناسى هذا الغرب بأننا أُمّةٌ حيّة لا نُهزم مهما تآمر علينا المُتآمرون ، وأنّ هذا الدكتاتور لا عاصم له منّا إذا ما انتفض شعبنا وخرج عن الطوق ، وحينها هذا الغرب سيكون أوّل المُتخلين عن هذه النظام القمعي الذي إذا ما وقع بأيدي الشعب فإنه لن يرحمه ، والذي ستكون نهايته إلى مذابل التاريخ  ، هذا عدا عن السخط العربي العارم على هذا البشار والقطعية الحقيقية بينه وبين العديد من الزعماء العرب التي يصعب جبرها أو إعادة ترميمها ، بعدما تنّكر هذا النظام الأهوج لكل الأيادي البيضاء التي امتدت إليه في السابق ، ليظهر الآن على حقيقته بأنه ليس أكثر من عدو للأمّة العربية والإنسانية على حد سواء ، وليوصلنا هذا البشار في النهاية بناءً على ما جاء في مقابلته مع الجزيرة عن سر الانقلاب الغربي الذي جعل منه بعد كُل شروره وآثامه التي اعترفوا بها وطالبوا بمحاكمته عليه برجل السلام وحتى بعد مجزرة سجن صيدنايا التي نال على إثرها أعلى شهادات التقدير والثناء ، من خلال قوله  : (بأنه على استعداد لإقامة علاقات "طبيعية أو تطبيعية" كما ذكر مع إسرائيل، يتخللها تبادل السفراء والاتفاقيات الثنائية الودّية في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين )، بينما أبناء شعبنا السوري العُزّل لا يُعاملهم إلاّ بلغة الحديد والنّار والطغيان ، ويرفض معهم إجراء أي حوار، ليُرضي العدو بإعطائه ما يُريد ، ويمنع المواطن السوري من أبسط حقوقه من العيش بأمان وحرية وفك سجناء الرأي الذي نفى وجودهم تمهيداً لارتكاب مجزرة واسعة بهم ، وكذلك عودة الملايين المنفية قسراً إلى بلدهم سورية ، وتلك التي نُسميها بالصفقة الكُبرى ، ببيع الوطن والارتهان للأجنبي وللعدو مُقابل الاستمرار في تسلطه غصباً على رقاب الشعب الحبيب ، ويؤيده في ذلك المُستعمر القديم الجديد الذي اشترى منه كل شيء الأرض والقرار والخيرات والاستثمارات وما على الأرض وما يطير فوقها أو يسبح في ماءها والأجنبي ، فأبشر بطول سلامة يا مِربعُ.