ما ذنبهم إنهم كانوا يقرؤون القرآن العظيم
فقُتلوا "ودنّسوه" ونداء استغائة من المُنتفضين
الذين يتعرضون الآن لأسوأ أنواع التعذيب
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
أي شرف يناله الإنسان المسلم أعظم من أن يموت وهو يُدافع عن المُقدسات ، وأي قُدسية أعظم من كُتب الله ورسالاته، فهنيئاً لكم ياإخوتي هذا الشرف العظيم ، وقد مُتم ميتة الأبطال الشجعان ليُسطّر من دمائكم الزكية مجد الخلود والنصر بإذن الله على برابرة العصر
إنّهم فتيةٌ أمنوا بربهم ، إنهم كتيبة الإيمان والحق ، الذين أبو الذّلة والمهانة لهم ولشعبهم الحبيب حتّى صاروا الى مُعتقلات النظام مع إخوانهم الأحرار من أبناء سورية ، وهؤلاء الأحبّة المنتفضون والشُهداء كانوا بمُعظمهم في زنازينهم يُسبحون الله سبحانه وتعالى ، يهللونه ويُمجدونه ويُعظمونه على الرغم مما هم عليه من البلاء ، كانوا واثقين به لاتفتر همّتهم ولا تستكين ولاتخور لهم عزيمة ، وكانوا مُتصلين بالله سبحانه، وكانوا ممن هم في الأسحار يستغفرون ، الى أن حانت صلاة الفجر ليؤدوها على خير مايرام ، ثُمّ ليقرأوا المأثورات المُعتادة ، ومن بعدها لينتقلوا الى قراءة قرآن الفجر ، وما أدراكم ما قرأن الفجر " إنّ قرآن الفجر كان مشهودا " فيه يكون الصفاء والإتصال الأعظم بالخالق جلّ في علاه ، وهؤلاء كانوا على هذا الحال طوال فترة إقامتهم في هذا المُعتقل الأثيم ، مما أغاظ السجّان العُتلّ الزميم ، الذي أخذ على عاتقه مسؤلية عدم تأثرهم النفسي سلباً بحياة السجون ، فأرادت الطُغمة الحاكمة بأركانها المعروفين الذين يتزعمهم رئيسهم بشار من إحداث الصدمة فيهم وقهرهم في أعز ماعندهم ومما يملكون ، حيثُ استخدم معهم كل الأساليب لإخضاعهم وإذلالهم فلم تنفع ، وفي ساعة التجلّي اقتحمت عناصر الإستخبارات العسكرية المُستقدمة خصيصاً لهذه المُهمّة الإستفذاذية من الإرهابي رئيس الفرع علي يونس خليفة الملعون آصف شوكت ، واقتحمت الزنازين التي كان يُذكر فيها اسم الله ،وكانت الآوامر عندهم باستخدام كافة أساليب القمع الى درجة القتل ،وأعملوا في المساجين الأذيّة بكل الوسائل ، حتى وصلوا الى تدنيس المصاحف التي مزقوها وداسوا عليها مع السُباب والشتائم لله سبحانه ، فلم يكن من هؤلاء الفتية والشباب والشيوخ ألا الإنتفاض ، ليشتغل الرصاص فيهم ويحصد تسعاً منهم على الفور ، بينما الآخرون استطاع البعض منهم الفرار من الزنازين التي اقتحمها الكلاب الى خارجها ، ليفكوا أبواب زنازين إخوانهم السُجناء الآخرين ، بالسلاح الخفيف الذي سيطر عليه البعض من المُقتحمين ، لتنشأ الملحمة التي اشترك فيها كل مُعتقلي سجن صيدنايا ، الذين ألهبهم هذا الإعتداء على المُقدسات ، ولتكن من بعدها المذبحة!!!
المذبحة التي كان مثيلها مذابح في السابق جرت على سياقها ، عندما قامت خنازير السلطة بالإعتداء على المُقدسات والمصاحف في المساجد والبيوت جهاراً نهاراً على زمن الدكتاتور الأكثرُ اجراماً سفّاح العصر حاقظ الأسد ، لتنتهك الحُرمُات على مساحة سورية بأكملها ولتُرتكب المجازر تلو المجازر حتّى فاق أعداد ضحايا الزمُرة المتسلطة عن مئة ألف شهيد من أبناء شعبنا، لم تُميّز بين طفل وشيخ أو إمراءة وجميعهم كانوا مُستهدفين
وسجن صدنايا الذي يحتوي في وقتنا الحاضر على ما يزيد عن الستة ألاف نزيل فيه ، تمّ الإعتماد عليه بشكل مُركّز بعدما كُشفت خبايا جرائم النظام في سجن تدمر الشهير ، الذي قضى فيه حسب وزير الدفاع السابق مايُقارب الخمسين ألف شهيد - ونقلاً عنه إذ قال أنه كان اسبوعياً يُنفذ أحكام الإعدام بمئة وخمسين مُعتقلاً والذين وصفهم بالكلاب ولمدة عشر سنوات بأمر سيده حافظ الأسد في مُقابلة له مع صحيفة ألمانية ، ممتدحاً هذا الخنزير العُتل أفعال سيده – فتم لأجل ذلك نقل ماتبقّى من المُعتقلين الى سجن صدنايا ، الذي أُلحق به بعض المباني المُجاورة ، كما تمّ استخدام الأقبية التي لا تُرى فيها الشمس والهواء للتعذيب والتنكيل وإهانة الكرامات ، ولإخضاع النّاس ، تماما كما كان يجري في سجن تدمر، وكما وردني منذ قليل ، أن المئات من النُزلاء والمُنتفضين يخضعون الآن الى أسوأ وأبشع المماراسات الا إنسانية والا أخلاقية ، وأنهم يُسامون سوء العذاب ، وأنه قد قُلعت ظفائرهم بالكلاّبات وبعضهم على الدواليب والسياط تنهال عليهم من كُلّ جانب ، وتُستخدم الكهرباء في البعض الآخر ، وكما وردني من أحد الحُراس هناك من أن هؤلاء المُنتقضون قد أرسلوا برسائل النجدة الى العالم أجمع والمُنظمات والدول والشعوب والمنظمات الإنسانية للتدخل لإنقاذهم من سطوة الجلاّد وما يُلحق بهم من الضرر الجسدي والمعنوي الان في لحظة كتابة هذه الأسطر وما قبلها ، فهل سيسمعون النداء
وأخيرا لا أدري ما أقول : فهل رضيت فرنسا بهذا التصرف ليتم استقبال الدكتاتور بشّار بعد أيّام في عاصمة الحرّية ، وهل رضيت اسرائيل ، وهل سيقبل العالم ماجرى ويقف مكتوف الأيدي مما يجري ، وهل ستقف الدول العربية تلقاء هذا الحدث الجلل أم أنّها تتحرك لإيقاف المذابح التي تجري في سورية ، أسئلة نضعها في عُهدة أصحابها عسانا أن نتلقّى الجواب.