بالوع العنصرية ينضح

جميل السلحوت

 بدون مؤاخذة-

جميل السلحوت

[email protected]

في موعظة السبت دعا الحاخام عوباديا يوسف زعيم حركة شاس الدينية الاسرائيلية، في موعظة السبت 28-8-2010 الى ابادة الشعب الفلسطيني بقوله""ليختفي كل هؤلاء الاشرار الذين يكرهون اسرائيل مثل ابو مازن والفلسطينيين عن وجه الارض وليضربهم الطاعون". وهذه الدعوة العنصرية ليست جديدة على لسان هذا الحاخام الممثل حزبه بأحد عشر نائبا في البرلمان الاسرائيلي-الكنيست- والمشارك في حكومة بنيامين نتنياهو، فقد سبق بأن وصف العرب بأبناء الأفاعي، تماما مثلما وصفهم رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الأسبق بالصراصير التي يجب سجنها وحصارها  في زجاجات-قناني- والقضاء عليها بمبيدات حشرية. ودعوة الحاخام الاسرائيلي مستمدة من فكر وايمان عنصريين، يدعون من خلالها الى قتل الغوييم-غير اليهود- فقد سبق لحاخام يشغل مدير المدرسة الدينية اليهودية في قبر يوسف قرب نابلس، أن ألف كتابا يدعو فيه الى قتل الفلسطينيين بمن في ذلك الأطفال.

 ولو تصورنا رجل دين عربي عادي، وليس ذا منصب رفيع يدعو الى قتل اليهود، ماذا ستكون ردود الفعل والحملات الاعلامية، التي ستشن ضد العرب والاسلام والمسلمين؟ وكيف ستقوم قائمة "الديموقراطيات الغربية" ولن تقعد؟ ومما يجدر ذكره أن تصريحات الحاخام الدموية هذه تأتي قبل ايام قليلة من البدء بالمفاوضات المباشرة بين الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية، ومن اللافت أن أيّا من المسؤولين الاسرائيليين لم يشجب ولم يستنكر هذه التصريحات، مما يعني الموافقة الضمنية عليها...لكن اللافت ايضا أن هكذا تصريحات مرّت مرّ الكرام، ولم تلفت انتباه الاعلام العربي، أو الدبلوماسية العربية، وذلك خوفا من الخروج عن بيت الطاعة الاسرائيلي الأمريكي، تماما مثلما لم تحرك ساكنا لدى الناطقين الرسميين الأمريكيين الذين يدعون باستمرار الى الابتعاد عن التصريحات التي تعكر صفو العودة الى المفاوضات.

 وتأتي هذه التصريحات متزامنة مع دعوات لاطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الأسير لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والذي احتفل بعيد ميلاده الرابع والعشرين هذه الايام، ومن هذه الدعوات دعوة الرئيس الفرنسي ساركوزي، كون جلعاد شاليط يحمل الجنسية الفرنسية، علما أن هناك اسرى فلسطينيين يحملون الجنسية الفرنسية لكن الرئيس الفرنسي لم يطالب بالافراج عنهم، ومن المؤكد أن من حق جلعاد شاليط ان ينعم بالحرية، وبدفء أحضان والديه، لكن نفس الحق يجب ان ينطبق على اكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية، منهم من مضى على اعتقاله اكثر من ثلاثين عاما، أيّ قبل ان يولد جلعاد شاليط بسنوات، فالأسير نائل البرغوثي دخل عامه الرابع والثلاثين في الأسر، ومن حق هؤلاء الأسرى أن ينعموا بالحرية ايضا، فالحرية لا تتجزأ، وهي ليست حقا لجنس بشري دون الآخر، وعلى دعاة حقوق الانسان أن ينشطوا لاطلاق سراح الأسرى من الجانبين، فالأسرى هم ضحايا لاستمرار الاحتلال ولاستمرار الصراع الذي لن ينتهي الا بكنس الاحتلال وكافة مخلفاته، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره، واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.