لماذا يا إمارات تضيقين
لماذا يا إمارات تضيقين
بمن لجأ إليك من جور الظُلاّم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
جاء معظم السوريين الفّارين إليك من
جور المُتسلطين في سورية منذ عشرات السنين ، وأفنوا حياتهم في خدمتك وتنمية أجيالك
، ففرحوا لفرحك وحزنوا لأحزانك ، وأكلوا من زادك ، ومكثوا على أرضك بأمان الله ،
فما الذي جرى لتعملي على طردهم بعد سجنهم ، وهم بالأساس ما جاءوا إلاّ لمّا عرفوا
ما تتحلين به من كرم الضيافة ، والأخلاق العربية الأصيلة ، التي تأبى وتأنف مُعاملة
من استجاروا بك بهذه الطريقة ، وخاصّة وأنّ المُعارضة السورية وشعبنا الحبيب لا
ينظر إلى الإمارات إلاّ كدولة عربية عزيزة وكريمة ، وإلى أهلها كأخوة في الدين
والدم والعقيدة ، ونقف بأجمعنا الى جانب قضاياكم وهمومكم ، وحتى يوم الأمس كان لي
لقاء على إحدى الفضائيات ، ونتحدّث عن حقوقكم في الجزر المُحتلّة ، وطالبنا العالم
أجمع بالوقوف إلى جانبكم ، ومثلي هو رأي المُعارضة السورية بأجمعها ، بينما النظام
السوري يقف إلى جانب أعدائكم وأعداء العرب ، ويؤازرهم عليكم ، أفيكافأ أهالينا بعد
هذا بالطرد والإهانة ؟ أيُعقل هذا ؟ أمّ أنّ هناك لبساً ودسّاً قد حصل ونستطيع
إزالته
وإنني أتوجه بخطابي هذا إلى الأمير ...
قائد البلاد الذي نرجو منه الإنصاف والحكمة لنقول له : يا سيدي قد ضاقت بأهلك
السوريين البلاد ، بعدما جعل النظام القمعي البوليسي من سورية سجناً كبيراً ضاق
بأحراره ، وبعدما فقد أهلكم المواطنين العرب المسلمين السوريين عشرات الآلاف من
المُعتقلين داخل السجون ، وبعدما شُرّد منهم الملايين خارج البلاد ، وكان من نصيبكم
الأعداد القليلة الذين حطّوا رحالهم على أرضكم الطيبة ، وقد عملوا بجدٍ ونشاط ،
حتّى شاخ بعضهم وتمّ التخلي عن خدماتهم ، وأرادوا أن يقضوا بقيّة عُمرهم مع إخوانهم
الإماراتيين الذين شاركوهم الحلوة والمُرّة ، ولم يبقى لهم من البلاد من يستقبلهم
لضيق الأُفق ، أو يعودوا من عندكم بعد هذا العمر الطويل كإكرامٌ لهم إلى زنازين
الجلاّد ليسلخ لحمهم عن عظامهم أترضون ذالك أيها الأمراء ، أهذا من شيم الأُخوة أن
يجري عليهم هذا التعسف ؟ أيقبل إسلامنا وديننا وشيمنا العربية ذلك ؟ ونحن نُدرك
أنّكم لا توافقون على ذلك ، ونعتقد أنّ هنّاك سوء التباس قد حصل ، فنرجو منكم
التكرم بإزالته ، للرفق بهم ؛ فهم إخوة لكم في العقيدة والدين ، وشعبنا السوري
سيكون في غاية الامتنان لإكمال معروفكم ، ولا يكفي برفضكم تسليم من ضحّى لأجلكم
ودولتكم لقاتليه ، بل كُلّنا أمل أن تحتضنوا من هو عندكم ، ومنهم كما قرأنا في
المرصد السوري لحقوق الإنسان الوالد عبد الرحمن أبو زيد 65 عام ، الذي كان مُعتقلاً
بكل أسف بسبب انتهاء إقامته بعد اثنين وثلاثين عاماً قضاها في التدريس وتربية
أجيالكم ، وفي خدمة الإمارات.