حسن نصر الله في مؤتمراته الصحفية يورط نفسه

محمد فاروق الإمام

حسن نصر الله

في مؤتمراته الصحفية يورط نفسه

محمد فاروق الإمام

[email protected]

شاهدت كما شاهد الملايين يوم السابع من تموز الحالي النقل الحي الذي بثته معظم الفضائيات العربية والأجنبية للمؤتمر الصحفي للسيد حسن نصر الله، الذي لا أنكر أنه – للوهلة الأولى - أدهشني بتحليله الاستراتيجي العسكري البارع، وعرضه الأخاذ للأدلة والقرائن التي تمكن جهازه الفني في حزبه – كما قال - من السطو عليها مباشرة من طائرات التجسس الصهيونية التي كانت تقوم برصد وتحركات السيد رفيق الحريري وتصوير خط سيره وتنقلاته في بيروت، كما قدم تقريراً مفصلا عن حركة الطيران الحربي الصهيوني المكثف يوم تنفيذ الاغتيال، وخاصة تواجد طائرة تجسس صهيونية من طراز (أواكس) قرب سواحل العاصمة اللبنانية. موجهاً أصابع الاتهام للدولة العبرية باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري.

ولو سلمنا جدلاً أن كل ما قاله السيد حسن نصر الله صحيح مائة في المائة، فإننا نصاب بالدهشة والاستغراب عن صمته المطبق خلال السنوات الماضية عن هذه المعلومات التي هي في حوزته والتي لم يكشف عنها إلا بعد أن تسربت معلومات أن هناك اتهام ظني ستقدمه المحكمة الدولية بحق عدد من عناصر حزبه متورطون في عملية الاغتيال!!

والدهشة الأكبر من صمته السابق الطويل أنه لم يكشف عن وثائقه وقد وجهت كل أصابع الاتهام إلى حليفه القوي ونصيره النظام السوري في تورطه في عملية الاغتيال، وكان من المفترض إذا صحت هذه المعلومات التي كشف النقاب عنها أن تجنب سورية ما كان يمكن أن يوجه إليها من اتهام كاد يورطها أمام المجتمع الدولي والعالم ويعرضها لعقوبات قد تصل إلى شن الاعتداء عليها ومحاسبتها!!

والأمر الثالث: لِمَ لم يقدم حسن نصر الله هذه البراهين والوثائق والقرآن إلى المحكمة الدولية ليساعد التحقيق في سرعة كشف الحقيقة، ويجنب لبنان الانقسامات والمماحكات وأحداث السابع من أيار الدامية، ويقصّر من عمر هذه المحكمة التي تكلف الخزينة اللبنانية ملايين الدولارات!!

وأهم من كل ما تقدم.. لماذا لم يقدم حسن نصر الله هذه الوقائع والبراهين والأدلة والوثائق التي تمكن من الحصول عليها إلى السيد رفيق الحريري قبل أن ينفذ الموساد الإسرائيلي – كما يدعي – اغتياله ويجنب اللبنانيين هذا المسلسل الدموي الذي راح فيه نخبة من القادة والمفكرين والساسة اللبنانيين الذين كانوا كلهم يمثلون طيفاً واحداً هو طيف الرابع عشر من آذار الذين سقطوا تباعاً بعد عملية اغتيال الحريري!!

أخيراً لابد للمراقب والمحلل والمتابع لخطابات ومؤتمرات السيد حسن نصر الله الصحفية إلا أن يضع إشارة استفهام عريضة على الصمت الطويل الذي التزمه قبل عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبعده، ويتساءل هل كان صمته تعبيراً عن تقاطع مصالح – إذا ما صح اتهامه للدولة العبرية بالتورط في عملية الاغتيال وتبرئة ساحته – مع ما كانت ستقوم به الدولة العبرية، جعلته يصمت هذا الصمت الطويل وينتظر إلى أين ستؤول الأمور، حتى إذا ما شعر بأصابع الاتهام توجه نحوه راح لاهثاً لتبرئة ساحته وساحة عناصره من التورط في عملية الاغتيال!!

الأيام القابلة ستكشف ولاشك كثيراً من الأسرار الغامضة التي لا تزال تلف عملية اغتيال رفيق الحريري ومن اغتيل من بعده، وقد تأتي المعلومات من طرف خفي لا يخطر على بال حسن نصر الله ولا الدولة العبرية ولا النظام السوري ولا أنصار هؤلاء أو المفتونين بهم ولا خصومهم أو أعدائهم!!