هل يجرؤ احد منكم أن يقول لا لأمريكا

م. هشام نجار

أيها الحكام

ولو بمنامه

م. هشام نجار

اعزائي القراء

سأدخل في الموضوع بلا مقدمات, هناك مَثَلٌ يقول:من يأكل خبز السلطان عليه أن يضرب بسيفه... وبلا مقدمات ايضاً.. السيد مبارك يأكل من خبز السلطان الأمريكي منذ عام ١٩٧٩ اما سيف السلطان الأمريكي والذي يحمله السيد مبارك فقد عبَّر عنه السفير الأمريكي في القاهره "فرانسيس ريتشاردوني حيث أكد في تصريح له - وفق نائب البرلمان المستقل كمال أحمد - أن "الحكومة الأمريكية لها مصالح وتدفع أموالاً للحكومة المصرية، وعلى الأخيرة أن تعمل على تحقيق هذه المصالح"؛ الأمر الذي أثار غضب نواب المعارضه الذين طلبوا من الحكومة الانتصار لكرامة مصر، قائلين: "فلتذهب المساعدات الأمريكية للجحيم

حاكم آخر هو جلالة الملك عبد الله الثاني حيث تُقدّرمساعدات امريكا للأردن بسبعمائة مليون دولار سنوياً تُهدد امريكا بقطعها إذا لم ينزع الأردن فكرة المفاعل النووي السلمي من دماغه واخشى ان يستجيب للضغوط

أما فَضلةُ الكلام فهي للفضيل السيد محمود عباس مختار رام الله فلقد غمرته امريكا وأوروبا بإحسانها من مفرق شعره حتى قدماه فكيف بمقدوره ان يقول لا لأمريكا وشركائها ولو في منامه

إخوتي وأخواتي

إنظروا الجدول أدناه للمساعدات الأمريكيه والأوروبيه لسلطة عباس ثم قرروا

Outcome of the Paris Pledging Conference

Type of Assistance USD billion

Budget Support 1.5

Other Aid 0.8

Amounts being allocated 2.2

Project based Aid 2.1

Humantitarian Assistance 1.1

Total 2008-2010 7.7

أي إنها تقترب من ثمانية الآف مليون دولار في عامين. إن خفض هذه الميزانيه دولاراً واحداً فقط سيجعل عباس وفياض وصحبهما يركعون على ابواب تل أبيب (والتل الأبيض)في واشنطن مستجدين فضلهم وكرمهم بإعادته يتوسلون الرئيس أوباما ببيت الحُطَيئه الشعري عندما ضبطه سيدنا عمر رضي الله عنه وهو يحتسي الخمر

ماذا تقول لأطفال بذي مرخٍ زٌغْبُ الحواصل لا ماءٌ ولاشجرُ

 فعن اي محادثات نتحدث وحول اي مصالحات نجتمع وعن اي جدول أعمال تستطيع هذه الشله فرضه على طاولات المحادثات

نعم أيها الإخوه والأخوات انا مع الشعب الفلسطيني ان يعيش كريماً معززاً في وطنه وفي عيشه ورزقه وأن يحصل على مساعدات شريفه

من اموال عربيه وإسلاميه بلا شروط سوى تحقيق هدف الشعب الفلسطيني في دولته المستقله ..ولكن ليس على طريقة الزانيه التي قال فيها الشاعر في الشطر الثاني من البيت

 ..... فليتكِ لم تزنِ ولم تتصدقي

اعزائي القراء

قرأت لكم خبراً مدفوع الأجر من السلطه الفلسطينيه منشورعلى ثلاثة ارباع الصفحه في جريدة نيويورك تايمز بتاريخ ٦ حزيران / يونيو/ ٢٠١٠ عنوان الدعايه كان" رام الله تجذب حشوداً عالميه إليها

Ramallah Attracts a Cosmopolitan Crowd

 يروج للسياح الأروبيين والأمريكيين والتلموديين الى جنات عدن في مدينة رام الله عاصمة المختار ابو مازن .تمنيت ان تكون الدعاية للسياحة البريئه كما نرجوها فهذه السياحه امرها مطلوب فأهلاً وسهلاً بها. ولكنها عندما تكون محصورة فقط في ملاهي وكبريهات رام الله وحفلات الديسكو الراقيه والفساد يزكم الأنوف حتى إن إحدى الأروبيات العاملات في أقبية الديسكو وصفت رام الله اليوم بإنها مرآة تل ابيب فعليكم أن تعلموا إلى اين وصلت قضية الشعب الفلسطيني على يد مخاتير لؤلؤة الشرق والغرب رام الله

 صحيفة نيويورك تايمز تدعو العالم لسهرات ممتعه في ملاهي رام الله

حتى اصحاب الرؤوس الحليقه وصلوا رام الله مرآة تل أبيب كما وصفتها سيده أجنبيه تعمل في أحد ملاهي المدينه

.فعندما تشاهد الصور لآلاف الأوروبيين واليهود والأمريكان يرقصون ويسكرون ويخمرون في الشوارع وخلف الأشجار تظنها مأخوذة في أقبية باريس او روما عندها تعلم عزيزي القارئ اية سياحة هذه التي يروج لها هؤلاء حملة لواء المصالحه... والمباشره.. والمعاشره بكل صنوفها ما أحُلَّ منها وما حُرّم. والنتائج لهذه السياحه (البريئه) سيُعلن عنها بعد عودة هؤلاء السياح من سيدات وساده وآنسات... من اصحاب الوشمات.. على البطون والوجنات.. إلى بلدانهم بعد قضائهم عدة ليال حمراء برعاية سلام عباس ورفاقه الشجعان وبإنجازاتهم السياحيه الباهره حيث سينشرون بين أصدقائهم ومعارفهم كيف صار السلام أمراً ملموساً وناضجاً وأن القاتل والقتيل يتراقصان بفرح وحبور في شوراع وملاهي رام الله وان الشعب الفلسطيني قد إنتقل الى حالة الرخاء وهذا هو ما يطمح إليه الصهاينه وحماتهم والمروجين لسلامهم... وَبلّغوا سلامي إلى المباحثات المباشره وأخواتها من مسرحيات العصر الكوميديه الراقيه

 اعزائي القراء ما أكتبه لكم هو وصف نقلته لكم بأمانه محافظاً تماماً على روح المقال وأهدافه لأُعطي القارئ فكره عن اموال المساعدات المجبولة بالفساد ,أين تذهب وكيف تصرف بل كيف سيستمر هذا الرهط بالحياة إذا حُجِبَت عنهم هذه الأموال؟

إخوتي وأخواتي

على بعد كيلو مترات قليله من موقع مدينة رام الله صاحبة الأضواء الحمراء والصفراء والزرقاء المنبعثه مع دخان السجائر وغير السجائر من اقبية ديسكوات رام الله. يجلس رجال كبار لحاهم كساها الشيب وشباب في عمر الورود ونساء صابرات وأطفال فقدوا الإبتسامه منهم من جلس بجانب اشجار زيتونه وآبار مياهه في مزارعهم وامام مصاطب بيوتهم قرب الأقصى وفي بلدات الضفة الأخرى يحمونها من غزاة صهاينه يتربصون بهم وبأملاكهم ,واطفال من غزه مازالت تنام في العراء بجانب حقائبهم المدرسيه بينما اطفال آخرون مازالوا يكتبون واجباتهم المدرسيه على أضواء الشوارع الباهته في ليل طويل بلا آخر بهمة حكام العرب, وحلم مفقود لأهالي غزه بخمسة مليارات ورقة خضراء مصنوعة في أمريكا أُعتمِدت لهم في مؤتمر شرم الشيخ العتيد الذي عُقِد بعد مجزرة غزه برئاسة القطبين مبارك - كلينتون الا انها ضلت هذه الأوراق طريقها صُدفَةً وذهبت الى كازينوات لؤلؤة الشرق والغرب... بينما فرقة رام الله للفنون الشعبيه بقيادة ابو مازن وعضوية فياض ودحلان وباقي الرهط بلباس هزلي للترويح عن السياح الأفاضل تغني اغاني الفلوكلور الشعبي الفلسطيني ه..ي مامبو..مامبو إتاليانو...ه..ي مامبو.. مامبو إتاليانو, وحكام عرب حجزوا في الصفوف الأماميه في مسرح الديسكو والأضواء الخاطفه الملونه تنعكس على وجوههم الباسمه وبدلاتهم الأنيقه يتكلمون بصخب في كل شيئ ويستعملون كل الحروف والإيماءات في أحاديثهم الجذابه الا حرفين فقط محظور عليهم إستعمالهم هما لا لأمريكا فإنهم لعاجزون ...

مع تحياتي