أعاصير أمريكا:قوارع..ومصائب سورية:مَقارع ومَصارع !
أعاصير أمريكا:قوارع..
ومصائب سورية:مَقارع ومَصارع !
ماجد زاهد الشيباني*
أعاصير أمريكا االسنوية الموسمية ، المتكرّره كل عام ، ظواهر طبيعية ، تأتي عنيفة حيناً ، وشديدة العنف حيناً آخر .. فتدمّر ما تدمّر من المنشآت والمباني ، وتقتل ماتقتل من البشر ! ولا يملك لها الأمريكان دفعاً ، إلاّ أن يتّقوا ضررها ، ببعض الاحتياطات ، وإلاّ أن يهرب المعرّضون لغضبها ، إلى مواقع بعيدة عنها .. ليأمنوا أذاها ! وهذه الظواهر، التي لايختلف الناس حول تفسيرها ، فلكياً ، أو مناخياً ، قد يختلفون حول نسبة الغضب الذي تحمله ، والتدمير الذي تسبّبه ! فالمؤمنون ينسبون الغضب والتدمير، إلى الله ، خالق الطبيعة ، ويسمّون التدمير قوارع ، ممّا أنذر الله عباده به ، في النصوص المقدّسة ، وجعل سببَه ما يصنعه الناس أنفسهم ..! وغير المؤمنين ، ينسبونه إلى الطبيعة ، نفسها ، ويرونها هي الفاعلة ، بما تتكوّن منه من عناصر ! ( أمّا القارعة المالية الراهنة ، التي تسبّبت بها أمريكا ، لنفسها ، وللعالم .. والتي سمّاها بعضهم إعصاراً مالياً .. فهي من نوع خاصّ ، مختلف عن قوارع الطبيعة ، ولها سياقاتها الخاصّة بها .. وليس هنا مجال بحثها !) .
المصائب غيرالطبيعية ، التي يصنعها البشر للبشر، كما يحصل في سورية ، على سبيل المثال .. فإن أسبابَها تتّخذ مظاهرَ شتّى ، كالظلم ، والجور، والفساد ، والاستبداد، والتسلّط ، والقسوة .. وتؤدّي إلى نتائج شتّى ، منها : الفقر، والرعب ، والموت ، والتشرّد ، والدمار الاقتصادي ، والاجتماعي ، والخلقي ! واستباحة الأعداء لأراضي الأوطان ، وسحقهم للشعوب الآمنة .. التي يذبحها حكّامها ، قبل أن يذبحها أعداؤها !
وإذا كان غضب الطبيعة ، في أمريكا ، يسمّى : قوارع .. فنتائج الفعل البشري ، في سورية يمكن تسميتها : مقارع ومصارع ؛ نظراً لما يحصل على الأرض ، للناس الذين يعيشون تحت ظلّ الأسرة الأسدية الميمونة !
والمقارع قد تقع على رؤوس الحكّام والمحكومين ، على حدّ سواء .. وكذلك المصارع !
فالمقارع تصيب الأحياء ، لكنها لا تقضي عليهم ، بل تؤدّي ببعضهم إلى السجن ، وببعضهم إلى التشرّد ، وببعض آخر إلى خسارة موقعهِ ، الذي يرى نفسه فيه وثناً ، يتحكّم بحياة البشر ومصائرهم !
أمّا المصارع ، فهي المصائر النهائية ، التي يصير إليها الناس ، ويلاقونها .. وأخطر عبارة ، هي أن يقال : لقي فلان مصرعه !
ولقد كثرت مصارع السوء ، التي صرِع فيها بعض المتحكّمين بأمور الناس ، من زبانية السلطة ، بصور مختلفة ، ولأسباب مختلفة ! ولعلّ مصرع محمد سليمان ، وقبله مصرع غازي كنعان ، وقبل هذا مصرع الزعبي .. ( ولن نذكر ضحايا التفجير الأخير، على طريق المطار .. فلهذا شأن آخر مختلف ! وإذا كان يُعدّ أخيراً في توقيته ، فقد لايكون أخيراً في نيّات أصحابه القتلة !) .. لعلّ هذه المصارع ، كلها ، تؤشّر ، بشكل قويّ ، إلى أن كل من يعمل في دوامة السلطة الأسدية ، هو معرّض لأن يكون الصريع التالي ! لأن الجميع ، في هذه الدوّامة ، هم مشاريع مصاريع ! لكن الغريب ، أنّ من يَصرع الآخرين في موقعه ، اليوم ، لايخطر في باله ، ألبتّة ، أنه قد يكون صريع الغد !
ولله في خلقه شؤون !