سوريا ضد مجهول

عبد الله عيسى

سوريا: [ضد مجهول] في سماء مكشوفة وبحر مفتوح!

نصيحة ( جارحة ): الرجوع إلى الشعب هو الطريق الوحيد والصحيح !

عبد الله عيسى

...يبدو أن أمورا ( ما ) وجهات ( ما ) معلومة أو مجهولة .. استطاعت أن تحول بعض الأقطار التي من المفترض أنها تحصن نفسها ووطنها وشعبها – في مقابلة الأعداء الألداء [ الصهاينة ] – أن تحول تلك الأقطار – طوعا أو كرها – إلى سماوات وأراض مفتوحة للعدو الصهيوني .. يعيث فيها ما يشاء ومتى يشاء ! كما فعل –مثلا – في قصف الموقع السوري في الشمال بمنطقة الجزيرة والذي ادعى العدو أنه ( نواة نووية ) وأنكرت ذلك الحكومة السورية – وإن لم تنكر واقعة الاختراق والاعتداء ! وكذلك سبق [ تحليق ] الطائرات اليهودية فوق القصر الرئاسي !!

.. وكذلك الضربة الجوية الأمريكية المهينة والمؤذية [ الأخيرة ] للشعب السوري في قرية ( السكرة ) المسالمة  الفقيرة قرب الحدود العراقية والتي سقط فيها عدة ضحايا مدنيين !

.. نتذكر هذا وأمثاله .. ونحن لا زلنا لم ننس كيف تمت [ تصفية العقيد محمد سليمان] من قارب في البحر مقابل قصره البحري في اللاذقية ( وصاحب القصر هذا أصله فلاح فقير نصيري الأبوين من جبل النصيرات !)

.. وللتذكير فهومن أهم الشخصيات وأخطرها في [ النظام القرداحي الذي يهيمن على سوريا حاليا !]فهو اليد اليمنى للرئيس ونائبه في الشأن السياسي والاقتصادي والأمني ..وفي ملف المفاوضات مع اليهود .. إلخ  .. وغير ذلك!

..  لا تعني إشاراتنا السابقة أننا نظن أن العدوالصهيوني وراء اغتيال [ سليمان ] فهذا أبعد احتمال .. بل إنه غير وارد .. فاليهود يغتالون من يشاءون متى شاءوا!.. لا يخجلون ..ولهم أساليب وبصمات [ معينة ] في ذلك !!

.. لا يهمنا كثيرا أن نرجح أي احتمال وراء اغتيال ذلك الشخص المهم – عندهم - !ولكنا كنا ننتظر ألا يمر مقتل مثله كما يمر مقتل أي إنسان – أو حتى – حيوان – وأن تهتم دولته ورئيسه المعتمِد عليه – بشأنه ..وأن تجري تحقيقات جدية وتنشر على المواطن السوري .. الذي لا يراد له أن يعرف إلا ما يأذن له به حاكموه ..الذين ظنوا أنهم [ كمموا أذنيه وعينيه كما كمموا فمه !! ]

.. معظم الشعب السوري ..وغيره – في الداخل والخارج ..لا زال منتظرا نتائج التحقيق في مثل هذه القضية الخطيرة .. ويريد الناس أن يعرفوا الفاعل الحقيقي والسبب الحقيقي ..! ولكن..!

.. علما بأن هذه ليست أول واقعة من شكلها .. بل سبقها وقائع أخرى مماثلة ...

.. أين نتائج التحقيق في اغتيال ( عماد مغنية ) في عقر مقرات الاستخبارات القرداحية السورية في قلب دمشق [ العروبة والصمود]؟!

.. وقد سبق..آخرون [ المسمى القعقاع .. وغازي كنعان =سفاح لبنان وقماعها لسنين..وقبلهما ( زعم )انتحار الزعبي في سجنه ] .. وغيرهم كثير !!

.. لا ينتظر (المنتظرون ) أن يعرفوا ظروف تصفية وإبادة المئات بل الآلاف في [السجون القرداحية ] من سوريين أو غير سوريين .. ! فمعظم أؤلئك يعتبرون من أعداء النظام والطائفة أو الحزب – كما يبررون أحيانا - ! أو قُتِلوا مجرد صدفة !

بل يريد الناس معرفة أسباب وظروف وقتلة .. [ رجال النظام المقربين ]!!

.. ومن قبل – في حرب لبنان- مقتل عشرات أو مئات العمال السوريين في البقاع بضربات جوية صهيونية ..وكأنهم لا ينتمون لسوريا ولا علاقة لهم بها !

.. أما السماوات المفتوحة ..والبحار المفتوحة ..والحدود المباحة المتاحة ( برا وبحرا وجوا ) فيكشفها أي تحرك للعدو .. ولا رد ..إلا أقوال مل الناس تكرارها – مثل : ( نحن نحدد مكان وزمان المعركة ولا نترك العدو يفرض علينا ذلك )!!

.. و( أبشر بطول سلامة يا مربع !) ..ومربع هنا هو الشعوب التي ترزح تحت أمثال تلك النظم ..التي لا يسمح لقوتها وتسليحها بأكثر من كونها [ أدوات قمع ] للشعوب ..و[ لجم ] لها .. انتظارا للوقت الذي يقرر العدو فيه استباحة حماها واسترقاق شعوبها [ مباشرة ]..!!

..بقيت أمور مهمة لا بد من إثارة التفكير فيها  :

 1 – الخلاف الحاد بين روسيا وأمريكا ..( وعودة أجواء الحرب الباردة ) والذي انطلقت شرارته من القوقاز .. كان يمكن لسوريا – إن صدقت – أن تستغله جيدا في التسلح وتمكين جبهتها مقابل العدو ... ومحاولة حماية أجوائها [ المباحةالمتاحة ] وفي نفس الوقت ..تهديد تحذير وتأديب العدوالصهيوني ..إذا شاءت !

 ..ولكن حين لمّحت سوريا [ مجرد تلميح] بالتفكير في شراء صواريخ روسية .. هدد اليهود بتدميرها .. فقال أكبر المسؤولين السوريين :  إنهم لا يفكرون بذلك مطلقا !!!لماذا ؟!

2- لا بد أن يعلم ( رجال المعارضات والفصائل الفلسطينية وأمثالهم ) أنهم رهائن مؤقتة ... ربما [ للتنفيس وتبييض الوجه].. وأنهم ربما يتحولون إلى [ ورقة تفاوضية ] في أية مباحثات محتملة مع اليهود أو الأمريكان أو غيرهم .. والنظام [ القرداحي ] جاد في السعي للمفاوضات .. ربما لتأكيد بقائه وضمانه..!

3- بديهي أن اليهود لا يمكن أن يتركوا الجولان بدون قوة .. وهم لا يريدون سلاما حقيقيا بل رضوخا واستسلاما من الجميع وحماية لهم وبدون أن يتنازلوا أي تنازل حقيقي ..عن أي شئ!

 .. وفي مثل حالة النظام القرداحي الحالي .. فهو أنسب لهم .. وهو ملتزم- على ما يبدو - بمسألة الجولان وحماية الحدود .وإبقاء قوات الطوارئ الدولية للمساعدة في الرقابة والحماية.. فهو لا زال يتمتع بالثمن الذي حصل عليه الرئيس الأسبق [ حافظ الأسد ] الذي سلم الجولان تسليما واضحا حين كان وزير دفاع في نكسة 67 وقبض كرسي الرئاسة ثمنا ..

.. وإلا لماذا تصمت ( جبهةالجولان ) في كل هذه العشرات من السنين ..حتى في عز اشتعال العمليات الفدائية .. لم تجر أية عملية فدائية من الجولان .. مع أن حدودها من أنسب الأماكن لعمليا ت ممكن أن تقض مضاجع اليهود وتستنزف قواهم وتأسر وتقتل الكثير من جنودهم الجبناء !!.. إنها – ولا شك – ساحة مثالية لمثل ذلك .. لو صدق المدعون بالمطالبة بها !

.. بل أمر من ذلك وأدهى .. روى شهود عيان أن شخصين فلسطينيين حاولا مقاومة الاحتلال اليهودي – عبر الجولان – فقبضت عليهما السلطة القرداحية .. وقامت بتقطيع جسديهما وهما حيان!!. في قسم فلسطين [ الرهيب ] في سجن السلطة القرداحية !!!

4- كلمة [ في المستحيل ].. :.. إذا أرادت السلطةالسوريةالحالية البقاء والحفاظ على [ عرشها المترنح]  فما عليها إلا أن تختار الطريق الصحيح .. طريق الحرية وما يسمونه الديمقراطية .. والكف عن خداع نفسها .. وعن اعتقال والتنكيل بالمعارضين أيا كانوا إسلاميين أوغير إسلاميين ..وما [ فعائلها برموز إعلان دمشق الأحرار وغيرهم ] ببعيد !

  إن الطريق السليم لكل نظام يريد الثبات والتمكن – ولو إلى حين – أن يعود إلى شعبه ويتقوى به ..وليس بالقوى الأجنبية ومخابراتها ..- حتى ولو كانت الصهيونية والأمريكية - !! ولا يحتمي [ النظام ] كذلك بأجهزة القمع والتنكيل والسجون ومصارة الحريات وتكميم الأفواه .. فكل – أو معظم القوى السورية المعارضة – ناصحون مشفقون ..يبتغون مصلحة سوريا الشعب والوطن ..لا النظام ولا الطائفة أوالطائفية !! .. وليسوا – في الحقيقة –أعداء للنظام ..ولكنهم أعداء لتصرفاته الخرقاء ..التي – بالتأكيد – تضر به قبل غيره وقبل وأكثر من الإضرار بضحاياه .. فالكل يرد ( العنب ولا يريد أن يقاتل (الناطور )  وليبق الناطور في موقعه ما شاء .. إذا تيسر ( عنب الحرية والعدالة والمساواة ) للشعب والحماية والعزة للوطن !!

5- حتام تظل أجواء سوريا وأراضيها وسواحلها مفتوحة لكل عدوان ؟! .. ومتى تتصدى الدولة لحماية أراضيها وأجوائها وبحارها .. ؟؟!!

..أم أنها ستظل خانعة [ لا ترد يد لامس ] ؟! ولا تواجه عدوانا ..ولا [ تستأسد ] إلا على شعبها وأحراره ..وعلى مقاومي الصهيونية والدولة اليهودية ؟!

.. وما مصير شعب ووطن في ظل مثل هذا النظام والوضع المستكين المتخاذل .. وخصوصا إذا طمع طامع أو غزا غاز لسوريا ..! – وما أكثرهم – خصوصا وأن شعبها أعزل ..ولو كان مسلحا لقاوم كل من يفكر في إيذائه أو انتقاص كرامته ! كما يقاوم العراقيون والأفغان والفلسطينيون..إلخ!

وأخيرا .. ومرة أخرى ..

..العودة إلى الشعوب ..هوالطريق الصحيح للنظام السوري ولكل أمثاله ..إن وجد الصدق والعقل والرشاد .. وإلا فإنها دوامة قد تدوم كثيرا أو قليلا ثم تدور الدوائر على البغاة ..ولا شك ولا ريب ..ولن تخلص الظلمة قوى أجنبية ولا أجهزة قمعية ..

.. إنها كلمات نصح صادقة ..مخلصة ...وإن كانت حادة جارحة !!