محامو الدفاع عن السنّة في إيران
ومحامو الدفاع عن الشيعة في الدول السنّية !
ماجد زاهد الشيباني
( أسئلة واجبة .. مشروعة )
(1) كم نسبة المحامين ، من أبناء السنّة ، الذين يدافعون عن الشيعة ..!؟ وكم نسبة أبناء الشيعة الذين يدافعون عن السنّة .. بأيّ نوع من أنواع الدفاع ، وبأيّ أسلوب من أساليبه !؟
(2) كم قتَل أبناء السنّة من الشيعة ، على مستوى الحكم والسلطة ، في أيّة دولة من دول العالم الإسلامي !؟ وكم قتل أبناء الشيعة (وفروعها !) ، من السنّة في إيران ، وفي سورية ولبنان !؟
(3) الشيعة الذين احترمَهم بعض علماء المسلمين ، أو جمهور علماء المسلمين .. هل يعَدّ منهم الشيعة الصفويون الفرس الحاليون .. على مستوى العقائد والسياسات ، وعلى مستوى المواقف من أهل السنّة !؟
(4) فارس التي ظهر منها العلماء الأجلاّء ، الذين خدموا الأمّة الإسلامية بعلومهم .. هل هي فارس الصفوية ، اليوم ، التي فعل فيها إسماعيل الصفوي ما فعل ، وغيّر من عقائدها ماغيّر ، وأهلك من أبناء السنّة ماأهلك !؟
(5) عقائد الشيعة الفرس الحالية ، المعلنة ، في كتبهم وخطبهم ودروسهم .. بما فيها كتب الخميني ، تجاه الصحابة ، وأئمّة أهل البيت ، ونساء النبي .. هل هي مخالفة لعقائد أهل السنّة في الفروع ، فحسب .. أم هي مخالفة لها في الأصول !؟
(6) النظام الفارسي في إيران ، هل يخفي أهدافه وطموحاته ، في الهيمنة على العالم الإسلامي كله ، بما فيه العالم العربي .. أويخفي نيّاته في توظيف الشيعة العرب ، في أقطارهم ، لخدمة المشروع الإمبراطوري الفارسي .. وأول نشاط فيه هو التمدّد المذهبي ، عبر التبشير بين أهل السنّة ، بالمذهب الشيعي الجعفري !؟
(7) السؤال المطروح ، حول فلسفة محامي الدفاع السنّة ، عن الشيعة الفرس الصفويين الحاليين ، الذين يحكمون إيران ، ويضطهدون كل شيعي فيها غير فارسي ، وكل مواطن غير شيعي .. كما تَضطهد الميليشيات التابعة لهم في العراق ، كل عراقي سنّي ، وكل شيعي عربي يعارض سيطرة الفرس على العراق .. السؤال هو :
لمَ ينصّب بعض أهل السنّة ، أنفسَهم محامي دفاع عن الشيعة ، عامّة ، وعن الفرس خاصّة .. ويرفضون كل كلمة تعرّي مخططاتهم ، في أية مقالة أو بيان ، أو وسيلة إعلامية ..!؟ هل السبب في ذلك :
· سياسي ، منطلقه الحرص على عدم فتح جبهة صراع ، مع دولة إيران .. وهي مفتوحة على مصاريعها ، من طرف واحد ، هو الطرف الإيراني ، الزاحف كالسيل ، للهيمنة على العالم الإسلامي !؟
· أم هو عقدي فكري ، منطلقه تصحيح بعض المفهومات المغلوطة ، لدى أهل السنّة ، عن الشيعة وعقائدهم ، التي يظنّ الكثيرون من أبناء السنّة أنها فاسدة ؛ على ضوء ماهو معلن من عقائد الشيعة أنفسهم ..! بينما يرى السادة محامو الشيعة ، من أبناء السنّة ، أنها عقائد صحيحة ، وأن أهل السنّة يظلمونهم .. ولذا اقتضى الواجب الشرعي ، الدفاع عن هذه العقائد وأصحابها ، تقرّباً إلى الله عزّ وجلّ ، وحرصاً على وحدة الأمّة !؟ ( ومعلوم ، بالطبع ، أن الشيعة ـ أو أكثرهم ـ ينظرون إلى عقائد أهل السنّة ، على أنها فاسدة !) .
· أم هو التباس في المفهومات ، وخلط ذهني في دلالات المصطلحات ، بين ماهو شيعي على إطلاقه ، بكل مافيه من غثّ وسمين .. وماهو فارسي قديم في العصور الإسلامية الأولى ، التي أنجبت علماء فرساُ أجلاّء .. وبين ماهو فارسي حديث صفوي حاقد .. وبين ماهو سياسي ، وماهو عقدي .. وبين ماهو مَكر أو تماكر، وماهو غفلة أو تغافل !؟
(8) ملاحظة : الموالون للفرس ، عن وعي وتصميم ، ولاء عقيدة ، أو ولاء منفعة .. لايدخلون في سياق هذا الحديث ! لانه خاصّ بالمحامين المجّانيين ، حَسني النيّة ، من أبناء السنّة ، الذين يتقرّبون إلى الله ، بتفنيد كل كلمة تمسّ المبشّرين والمنذِرين ! من الشيعة الفرس ، من قريب أو بعيد .. للأسباب المذكورة آنفاً ، كلها ، أو بعضها ! أو لأسباب أخرى ، لايعرفها سوى أصحابها! وقد يتكهّن المراقبون ، من قريب أو بعيد، ببعضها ! ومن أهمّ ذلك أمران :
ـ الأول : التذاكي السطحي الفجّ ، الذي يعتقد صاحبه ، أن الشيطان يمكن أن يستأنَس، أو ينفتح قلبه للحقّ ، أو يهادن الإنسان .. الذي يحرص على عدم فتح جبهة معه ، وعلى ضرورة التعاون معه ، ضدّ شياطين آخرين ، من أبنائه ، أو حلفائه .. الذين يتظاهر بمعاداتهم لخداع السذج ، الذين لا يصدّقون حتى ماتراه أعينهم ، وما تلمسه أيديهم، وما تحسّ به جلودهم من ألم الجراح !
ـ الثاني الإجرام غير المقصود ، وغير المرفوض بحقّ الأمّة : فقد لايرتكب المرء جريمة ، أو لايقصدها .. لكنه لايهتمّ كثيراً لحصولها ، إذا حصلت .. لأنها لاتمسّه ، هو شخصياً ، بأذى مادي أو معنوي ! وإحساسُه بأهمّية ذكائه ودهائه وحنكته ، في السعي إلى تحييد الشيطان ، أو كسب صداقته .. إحساسُه هذا ، يرضي في نفسه نزعة غرور، هي أهمّ وآثَر لديه ، من سلامة الآخرين ، أفرادا وجماعات .. المعرّضين للهلاك ، من جرّاء تذاكيه البريء ، وتداهيه الطيّب ! وحتّى لو نصحه حكماء البشر جميعاً ، بأن مايفعله يؤدّي إلى كارثة .. فإن هذه الكارثة المتوقّعة ، أهون ، لديه ، من كارثة فقدانه لإحساسه ، بأنه ذكيّ ، وداهية ، وعبقريّ !
وحسبنا الله ونعم الوكيل !