العراق الجديد توافق أم تنافق

د. محمد رحال

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

راج في الايام الاخيرة مصطلح جديد في العراق , وفلسطين , ولبنان , وهذا المصطلح يقوم على عبارة التوافق الوطني , ولعل اول من استخدم هذا الاصطلاح هو الحكومة الاسرائيلية ’ وكانت تستخدمه في الازمات وباتحاد اكبر حزبين , في كتلة اليمين ,اليسار , وتقوم الحكومة على حزبين كبيرين ,في محاولة لكسر ابتزاز الاحزاب الصغيرة , والتي تنتهز فرص عجز الحزب المكلف بتشكيل الحكومة , فترتفع المطالب الى الحد الذي يجبر فيه الحزب الفائز باكبر عدد من المقاعد الى القبول بشريكه الاكبر من الطرف المقابل , وكان اكبر اللاعبين على هذا الوتر شارون , وهي حالات نادرة ومؤقتة ولاتقوم عليها دول  في النظم التي تقوم على اساس ديمقراطي , فلابد من معارضة في الدول الديمقراطية, والا ماهو معنى الانتخابات الديمقراطية , ولعبة الوفاق هي لعبة توجد من اجل وضع حلول مؤقتة , ولاتبنى عليها دول , اما ان تبنى الدولة على الوفاق , فهذا يعني ديكتاتورية الاقلية , والتي تمارس لعبة الوفاق في الوقت الذي تشاء , وترفض نفس اللعبة في الوقت الذي تريد , ولعل العراق الجديد والذي بني على اساس الوفاق , وعلى اساس انتخابات هي بالاصل باطلة بسبب التزويز الواسع جدا , وخاصة بعد ان ادين القائمين عليها بالتزويير , والغريب ان كل الاخطاء التي تحصل حاليا في العراق تقوم على اساس هذه الانتخابات ,وتكرس كل القوانين والتشريعات على نفس الاساس المهتريء , والذي لاتقر به شريعة او دستور, والاعجب والاغرب ان الاحتلال الذي اوصل العراق الى فخ التوافق هو الذي كان وراء هذا التزويير المنظم , بل وكان من المفروض على الاحتلال , وعلى الهيئآت الدولية ان ترفض نتائج هذه الانتخابات , وان ترفض الحكومة , حكومة الامر الواقع نتيجة الانتخابات المزورة , وان على هؤلاء النخب السياسية ان تكافح من اجل اسقاط الحكومة المزورة, والدعوة الى انتخابات جديدة ومنظمة ’ تحت رعاية هيئآت دولية نزيهة ومعتبرة ’ تقود العراق  الى قيادات منتخبة , تعمل مع المقاومة بكل اصنافها من اجل انهاء الاحتلال والوصول الى حكم وطني يقره الشعب , وليس الاحتلال , والا فلن يصل العراق الى بناء دولة مستقرة , وسيبقى الحكم يسعى الى ارضاء جميع الفئات من اجل التوافق , ولن يصل بعدها العراق ابدا الا الى قيادات فاسدة وتافهة ومتجزرة كرجال السياسة الاكثر تفاهة في العالم وهم الطاقم السياسي اللبناني , وهو واقع سيؤدي الى حروب فسيفسائية لاتنته ابدا والواقع يبرهن على ذلك , فمن اجل كرسي رئآسة الوزراء وكسب رضا الاكراد كانت صفقة التنازل عن كركوك , للأحزاب الكردية والتي لاتشبع بالعراق كله , ولقد سكت المالكي عن الدعاوى الاقليمية للحكيم من اجل الوفاق ايضا’ وسكت عن مجازر جيش المهدي وذلك من اجل الوفاق , وسكت عن تهريب النفط من اجل الوفاق , وسكت عن تدخل الشلبي من اجل الوفاق, واصبح مجرد حذاء بارجل القيادة الايرانية من اجل الوفاق , بل وان مجرما كبيرا من المفروض ان تنشره مناشير العدالة العراقية وهو المستر دريل, والذي كوفيء على مجازره في وزارة الداخلية تحت دعوى الوفاق , ومن اجل الوفاق رضي مجلس النواب بالتصويت على عدد من القرارات وبغياب عدة مكونات من اهمها السنة العرب ’ ولم يحتج اعضاء الوفاق وعلى راسهم رئيس العراق المحترم , ورئيس الوزراء المحترم , ونائب رئيس مجلس النواب المحترم المستر همام حمودي والذي ملأ قاعة البرلمان زعيقا , بسبب التصويت على قانون انتخابات المحافظات, بسبب غياب مكون كامل هو المكون الكردي , وذلك لانه من اكبر الدعاة الى تقسيم العراق وتوزيعه هدايا لجيران العراق , كي ترتاح عمامته التي تغطي الاف الشياطين تحتها , ان الدولة الحديثة في العراق لن تقوم الا على اساس الدولة المحررة والتي ينتخب فيها البرلمان السيد الحر وليس البرلمان الاسود خريج اللوائح السوداء .