بين حرْثِ الدنيا وحرث الآخرة

في تفسير ابن كثير رحمه الله : ( قول تعالى مخبراً عن لطفه بخلقه في رزقه إياهم سواء منهم البر والفاجر، كقوله عزَّ وجلَّ: (وما من دابة في الأرض إلا على اللّه رزقها(، وقوله جلَّ وعلا ): يرزق من يشاء: أي يوسع على من يشاء { وهو القوي العزيز، أي لا يعجزه شيء، ثم قال تعالى: (من كان يريد حرث الآخرة ــ أي عمل الآخرة ـــنزد له في حرثه ـــ أي نقويه ونعينه على ما هو بصدده، ونجزيه بالحسنة عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى ما يشاء اللّه، ( ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيبـــ)  أي ومن كان سعيه ليحصل له شيء من الدنيا، وليس له إلى الآخرة هم بالكلية، حرمه اللّه الآخرة وفاز بالصفقة الخاسرة في الدنيا والآخرة، كقوله تبارك وتعالى:(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ) ، وفي الحديث: (بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصروالتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب) .

وسوم: العدد 794