***
***
أينَ منَّـا لدينِنا السَّبَّاقُ = ولـه بالهُدى القويـمِ انْعِتاقُ ؟
ويقينٌ بالفتحِ يمنحُ عــزمًـا = تتثنَّى في طيفِه الأشواقُ ؟
يانعيمَ الجِنانِ في الخلدِ هـلْ من = نفحـاتٍ فقومُنـا مـا أفاقوا ؟
أشغلتْهم دنياهُمُ ويح قومٍ = هـم أسارى يقودُهم إخفاقُ
الخنوعُ المنبوذُ كان لطاغٍ = والركونُ المذمومُ والإطراقُ
لـم يزالوا في هجعةٍ ثكلتْهُم = عـن رؤى المجدِ تلكمُ الآفاقُ
فتمهَّلْ ياغاديًـا ليس يُفشَى = للتواريخِ عنهُـمُ مـاذاقوا
أتَرَى اليومَ في الوجوهِ ابتهاجًا = وفلسطينُ جُـرحُهـا دفَّـاقُ ؟
أم ترى في الربوعِ نخوةَ قـومٍ = سابقوا الريحَ للفـدا واشتاقوا ؟
فلقد ضاعَ في الدروبِ أُناسٌ = فلهم من فخارِهـا إملاقُ
وتوارتْ عن العهودِ نفوسٌ = إذْ عراهـا انفلاتُهـا البرَّاقُ
وتـداعى على العقيدةِ قـومٌ = أشعلَ الحقدَ شرُّهـم والشِّقاقُ
ضلَّلَتْهم محافلُ الكفرِ فانْجرُّوا . = . خزايا فأذعنتْ أعناقُ
ما احتوانا ضياعُهم أو تولَّى = أمــرَ أيامِنا العجافِ انسياقُ
بِيَدَيْ كلِّ مرجفٍ خذلَ الشَّعبَ . = . ليحظى بمـا جنى الفُسَّاقُ
يتباهى بزهوِ كلِّ قبيحٍ = فيه ما يُشْتَهى لهم ويُـذاقُ
خفَّ لو تسبقُ الرياحَ جناحاهُ . = . لـوهمٍ على السَّرابِ يُـراقُ
ظـنَّ بالذُّلِّ بئـرُه قد أفاضتْ = فعلى الحقلِ مـاؤُه الرقراقُ
أَوَيَصْحُو من غفلةٍ قد تعامتْ = عن شرورِ استدراجِها الأحداقُ ؟
ويحهم قـد ضلُّوا وهـم قد أضلُّوا = وهُـمُ لم يسعفْهُمُ ترياقُ !
إنَّ دينَ الإسلامِ أنقذَ أقوامًا . = . وبشَّتْ في حكمه الآفاقُ
لـم ينـلْ خيرَه شقيٌّ أثيمٌ = نبذتْهُ العلياءُ والأخلاقُ
ربِّ رحماكَ من فحيحِ قلوبٍ = أفسدَ الإثـمُ طهرَها والنفاقُ
فأذلَّتْ أصحابَها واستكانتْ = فتناءتْ عن وجههـا الأعلاقُ
عشتُ في ظلِّ شِرعتي غيرَ وانٍ = فمُعيني وبارئي الخــلاَّقُ
هـو ذخري إذا ادلهمَّتْ خطوبٌ = وتمادى في أضلعي الإرهـاقُ
فلساني ما زلَّ فيه بيانٌ = ولقلبي إلى رضـاهُ اشتياقُ
وثباتي بمصحفي ، وابتهاجي = بيقيني ودعوتي مصداقُ
يومَ لاينفعُ المضلل جـاهٌ = أو يباهي بِهَذْرِه ورَّاقُ
المجافي لديننا في نفورٍ = وازدراءٍ فما لديه وفاقُ
ماتعلمتُ أن أجاملَ زورًا = فلبعضِ المجاملاتِ احتراقُ
ومن القولِ نعمةٌ لــم ينلْها = مَـنْ لسوءِ افترائه أوراقُ !
بئسَ مَن جاءَ بالأكاذيبِ سُوقًا = وَلَجُــوهُ وبئستِ الأسواقُ
يالَهُم كم تمرَّسُوا فأجادوا = لعبةَ اللفِّ فابْنُهـا عملاقُ !
إنَّمـا مركبُ الخسيسِ هزيلٌ = سبقتْهُ إلى الفخارِ العِتاقُ
مسخوا إنسانيَّةَ النَّفسِ حتَّى = أقحموها فللمهانـةِ ذاقـوا
مـا رأوا وجـهَ عيشِهم باعتزازٍ = فبهم يُلحَقُ العمى ويُحاقُ
حيثُ لـم يبصروا وهـل لغبيٍّ = قد توانى بالأكرمين لحــاقٌ !
لاتسلْهـم عن الليالي النشاوى = وبظلِّ المحــرابِ مُــدَّ الرواقُ
وتـرى الرُّكَّعَ الأماجدَ للهِ . = . سجودًا وللرضــا إشراقُ
إنَّهـا الروحُ للهناءةِ تهفو = تجتني من أطيابِها الأعماقُ
وأولو الزيفِ غـرَّهم ما تنزَّى = من فسادٍ على القلوبِ يُراقُ
قد أماتوا بالموبقاتِ نفوسًا = ماتوانتْ شرابُها الغسَّاقُ
وتَمُورُ الَّلذَّاتُ بعدَ انفلاتٍ = وتجفُّ الكؤوسُ والأشداقُ
هؤلاءِ المروجون الدنايا = مالهـم عن دجى الضياعِ انعتاقُ
هـم يعيشون مثلَ طيرٍ تردَّى = في مضيقٍ فبئس ذاك المذاقُ
أَشَكَوا من مرارةِ الإثـمِ يومًـا = إنّ للإثـمِ لذعـةً لاتُطـاقُ
من مزايا أهـلِ الضَّلالِ جحودٌ = مالهـم عن مـآلِه إعتاقُ
يتوارون عن نــداءِ المثاني = وعلاهـا بزعمِهم إمــلاقُ
ويـل طابورهم رفيق تباب = ألَهُـم عن فكاكـه إعتاقُ !
لـم تُحركْهُم آيــةٌ حين تُتْلَى = أم يُثرْهـم بفجــرِه الصَّفَّاقُ
لايبالون أينما فرشوا الخبثَ . = . فمـا في قلوبهم إشفاقُ
وتراموا على المكائدِ حبًّـا = وعلى المكرِ كلُّهـم يشتاقُ
وعن المكرماتِ غابوا سراعًا = حيثُ ماتت لديهم الأخلاقُ
من زمانِ النَّبيِّ كانوا بلاءً = يوم خانوا ومٌزِّقَ الميثاقُ
ولهم كُل حِقبةٍ رأسُ أفعى =تتلوَّى وسمُّها دفَّاقُ
تلدغُ الخيرَ بالشرورِ وتُؤذي = مَن أصابتْهُ مـالــَه ترياقُ
بئسَ دنيا المنافقين أتبقى = أَلَهَمُ في حياتنا استحقاقُ ؟!
كل عصرٍ لهم حقيبةُ ريبٍ = شكلُها في عيونهم بـرَّاقُ
كالطعامِ الشَّهيِّ دِيْفَ بسمٍّ = وشراب يطيبُ فيه المـذاقُ
دأبُهم سوءُ مكرٍ وكيدٍ = ماتهادتْ بحلْقِهـم أرماقُ
ولديهم بضاعـةٌ من تبارٍ = رأسُ مالِ اتِّجـارِها الإمـلاقُ
ليس يرتاضُ بالنَّصيحةِ قـومٌ = ثكلَتْهُم في عيشِهم أعـراقُ
نسبُ المــرءِ بالتُّقى والغِنى باللهِ . = . يُـرجَى فربُّنا الرَّزَّاقُ
فتوكلْ على الكريمِ بصدقٍ = لايغرنَّـكَ الهـوى والنفاقُ
فلأهـلِ اليقينِ باللهِ يأتي = فَـرَجٌ من غيوبه ويُساقُ
أين للهِ حبُّكم أيُّهـا النَّاسُ . = . وأين التوحيدُ والأشواقُ !
أين في القلبِ ومضـةٌ من يقينٍ = أين منكم مَـن لِلْهُـدى سبَّاقُ !
مـا لأيامكم يطولُ شقاهـا = ويلفُّ المنـى لديهـا الطَّـلاقُ !
لـم يذِّل الأبرارُ يومًـا لزيفٍ = أو يدوروا بحقلِه ويُساقُـوا
حسبُنا اللهُ فالزمانُ عصيبٌ = وأيادينا مالهــا إطلاقُ
إنَّمـا الشَّرُّ لن يدومَ بدنيـا = يتولَّى أُمـورَهـا الخلاَّقُ
فَلْنُجَدِّدْ وُلـوعَنا بالمثاني = فلديها وفي يديهـا انبثاقُ
ولدى سُنَّةِ الحبيبِ بيانٌ = عـذْبُ فيضِ استرسالِه رقـراقُ
فتلمَّسْ أخا الهدايةِ نهجًـا = فيه نـورُ اعتدادِنا دفَّـاقُ
والمساعي إليهما في اضطرادٍ = لم يؤخِّرْ مسيرَها إخفاقُ
وبحفظِ الرحمنِ تبقى منـارًا = وإليهِ ركبُ الفدا تـوَّاقُ
في محيَّاهٌ أمسُنا والمزايا = والأماني ليومهـا استحقاقُ
سيعودُ الإسلامُ يملأُ دنيانا . = . أمانًـا له المدى مُشتاقُ
مانسينا وَعْدَ الحبيبِ وبشرى = في أحاديثِه لهـا إشراقُ
أو تغافلْنا عن طيوفِ رفيفٍ = زوَّدتْنا بزهــوهِ الآمــاقُ
فانهضوا من رقادِكم واستجيبوا = للمنادي فللفـدا عُشَّاقُ
إنَّهـا الجنَّـةُ التي لاتُجـافي = إن أتاهـا بصدقِـه السَّبَّاقُ
وهـو اللهُ ربُّنا ماتخلَّى = عن كرامٍ لديهم الميثاقُ
هـاهو الفتحُ رغـم كيدِ الأعادي = فلهـم في قضائـه الإزهـاقُ