رُدّوا عليّ

علي زهير

رُدّوا عليّ

علي زهير

رُدّوا عَليَّ قصيدتي ،

رُدّوا عَليّ مواجِعي ،

وَدَعوا عويلي طَلقَةً في الرِّيحِ

لا تُدمي سوايْ ..

ردُّوا الرّصيف إلى استقامتهِ

فلا وقتٌ لأمعِنَ في التّذكُّرِ ،

كلّ شيءٍ لا يزالُ كما نسيتُ.

أنا المسافرُ من خطاي إلى خطايْ ...

لا شيء في هذي الدّوائِر يَمّحي

أُحصي توارُدَها

فيذهلني التَّورُّطُ في مدايْ ...

وحدي هنا

والنَّاي يعرفُ ما أبوحُ فلا يبوحْ

وحدي

على كَتِفَيَّ أرملَةُ الزَّمان

تعض أحلامي وتشتُم زوجها وتنوحْ

وحدي أواسيها ،

وأعرفُ أنَّ لي حلماً بحوزة زوجها

سيضيعُ ثانيةً ، فأرجِعُ عارياً كصدايْ ...

ما زلتُ مُنسَكِباً على الدّنيا كأنّي دمعُها

أمشي وأتركُ جثّتي في خَدّها

وتفرُّ روحي عن أنايْ ...

جثثي هناك جميعها ،

والخدُّ مقبرةٌ لكلّ فواصِلي .

وحدي سامسَحُ عن شواهِدها الغبار

وأعصرُ الذّكرى لأبحثَ عن رؤايْ ...

ردّوا عليَّ حبيبتي

فلقد تداعتْ كلُّ أسماء البلادِ

وخانني المنفى برغمِ جراحِهِ

أيخونني المنفى برغمِ جراحهِ ؟

يا أيُّها الوَطَنُ المريضُ بما لديكَ وما لديَّ

تعبتُ مني ، من حطامي ، من فصامي ،

من ذنوبٍ لم أطأها رغم ما اقترفَتْ يدايْ ...

يا أيّها الوَطَنُ المُضَيَّعُ بين أحلام الرِّجالُ وزيفِهم

أترى هوايَ كما أراكَ مُشَبَّعاً بندى هوايْ ؟

هل يكفُر الشعراءُ بالأحلامِ للأحلامِ

كي يلقوا على الأوطان وِزرَ بكائهم ؟

أتحاصِر الأوطان عشّاقاً

يحاصرهم نحيبُ قلوبهم

ويقاومون تمرّدَ المنفى برأفةِ عشقهم وجنونه ؟

فلِمَ التّزمُّتُ في منايْ !؟

أأتوبُ عن قلبي

إلى قلبي المدجّجِ بالرّصاص ، وبالرّعود ، وبالوعودِ

لكي تصفّقَ في بكايْ !؟

ما ضرَّ لو عَلِقَتْ بثوبكَ بعض أحلامي الصّغيرة !

ليس شركاً أن أحبّكَ مرّتين ،

وأن أحبَّ إلى جواركَ وردةً أخرى تُلقِّنني هدايْ ...

وطني ..

ستفضحني الحقيقةُ إن عشقتُكَ مُفردا

وطني ...

سيُربِكُني التَّوازنُ إن وقفتُكَ لي غدا

للسيّئاتِ منافِعٌ ستفيضُ إن عَظُمَ السُّدى

والحبُّ سيئةٌ سيغسِلها سدايْ ...

ردّوا عليَّ تشرّدي

فلقد عرفتُ به هدايْ....