تَحيَا العَدالة

م. عز الدين سلامة

م. عز الدين سلامة

[email protected]

يومٌ من الأيامِ جُلتُ في المدينة

فَرأيتُ في الطريقِ صُدفةً

حاويةً -يبدو أُعدت للزُبالَة! –

حولهَا سِربٌ منَ الذُبابِ مُلتَفٌّ

وَقد بَدا انشِغالَه

فجأةً، أَطلَّ فأرٌ أَسودٌ

من بينِ أَكياسٍ تَكدّسَت

وَفيها كلّ أَصنافِ الُحثالَة

فاعْتَلى مِنَصَةً

قد نُصِبَت على عُجاله

هزّ ذيلهُ وَشارِبيهِ تيهاً وَخُيالَه

قالَ باسم هَذِهِ الجموعِ نَبدأُ المَقالة:

وَيَحهُ ... يا ويَح مَن أَبدى اعتِراضاً

أَو بَدتْ مِنهُ استِطالَة

وَيَحه، مَن باتَ خاليِاً مِن الأَوساخ ِ، أو بَدا بِإطلالَة

فَحُكمُنا هُنا يأبى النَظافةِ

وَيأبى كلَّ طُهرٍ ذي دَلالة

قد حَكمنا فَعَدلنا

أَوَلسنا مِن بَني هذي الزُبالة

فَتَهلَلت وُجوهُ الحاضرينَ في نذالة

وَعَلا التصفيقُ والصُراخُ في الحاويَةِ

 "تَحيا العَدالة"