تعريف وملخص لكتاب استهداف أهل السنة

أ. أحمد بن عبد المحسن العساف

المخطط الإستراتيجي للغرب وإسرائيل وإيران للسيطرة على الشرق الأوسط .

المؤلف : نبيل خليفة ، مسيحي لبناني ، حاصل على دكتوراه في الفكر السياسي من جامعة السوربون.

اقليات تتآمر علينا !

تم تلخيصه عن طريق الاستاذ

أ. أحمد بن عبد المحسن العساف

وبين يدي كتاب كصيحة النذير، عنوانه طويل ومخيف: استهداف أهل السنة: من يتزعم العالم العربي-الإسلامي: السعودية أم إيران؟ المخطط الاستراتيجي للغرب وإسرائيل وإيران للسيطرة على الشرق واقتلاع النفوذ السنّي منه! تأليف د. نبيل خليفة، صدرت طبعته الأولى عن مركز بيبلوس للدراسات عام (2014م)، ويقع في (196) صفحة، ويتكون من إهداء ومقدمة، ثم خمسة فصول يعقبها ملاحظة ختامية، وعدة ملاحق ثم المصادر والمراجع ومسرد المحتويات.

والمؤلف مولود عام (1939م)، وحصل على شهادة الدكتوراه في الفكر السياسي من جامعة السوربون، وعمل محرراً في عدة صحف ومجلات لبنانية شهيرة، ويعود اهتمامه بإيران والشيعة إلى بدايات ثورة الخميني، والأمر الأعجب في شأنه أنه من نصارى لبنان! ومع ذلك لاحظ ما يتعرض له أهل السنة، وجمع في كتابه هذا دراساته التي تخدم موضوعه، وأهداه للشيخ عبد الله العلايلي، والشيخ صبحي الصالحي، وصدَّره بآية قرآنية كريمة!

تحمل المقدمة عنواناً صارخاً توضحه لاحقاً الملاحظة الختامية، وهو: أهل السنة في مواجهة العالم! وفيها نقل عن راتزل العالم الألماني في كتابه المرجعي "الجغرافيا السياسية" بأن السياسة هي التوقع، ولذا فإن تحليل المعطيات المتوافرة تعطي رجل السياسة دور المبادر في صناعة التاريخ. وذكر الكاتب أنه قال في محاضرة أمام بطاركة الشرق الكاثوليك عام (1994م): لا ينبغي لنصارى الشرق أن يكونوا حرس حدود لإسرائيل أو الغرب، فسلام المسلمين سلام لهم أيضاً، وإذا وقعت الفتنة فسيكون النصارى أول ضحاياها.

ويقول د. نبيل بأن الاستغراب مما يقع اليوم، والاندهاش من الأحداث المتتالية، أصاب فقط من لم يكونوا على دراية بما يواجه المنطقة منذ ما يزيد على ثلث قرن، ولذا عاشوا في ظل التاريخ ولم يتبينوا وجهه الصحيح، ولا وجهته المرسومة، وأوضح أن كتابه يجيب عن التساؤلات التالية:

ثم خلص من التعميم والأسئلة العريضة إلى ملخص مفاده أن أهل السنة-نسبتهم من المسلمين ٨٥٪ يعني نحو ١،٤ مليار نسمة-يواجهون العالم النصراني واليهودي والشيعي والهندوسي والبوذي، وأن المفارقة التي يؤكدها في آخر الكتاب هي أن أهل السنة يقعون في خانة المعتدى عليهم وليس البادئ بالاعتداء!

وتسعى الأقليات المحيطة بالعالم السني إلى "أبلسة السنة"؛ لتسويغ العدوان عليهم، وترمي ملامح الاستراتيجية الإقليمية-الكونية في التعامل مع أهل السنة لتحقيق ثلاثة أهداف هي:

  1. إزاحة التفرد السني.
  2. إدماج إسرائيل في المنطقة.
  3. السيطرة على نفط العراق وباقي الدول.

ولا فضل عند الغرب لعربي على أعجمي إلا بالاستسلام! وأما الشيعة فقد اتخذوا من "فلسطين" رافعة للسيطرة على عقول المسلمين، مع أن نفوسهم مشحونة بالألم والغضب ضد الأكثرية السنية.

وينهي د. خليفة مقدمته بتقرير أن الدول السنية تنطلق من طرح سياسي ثم تشرعنه دينياً، وهذا من العبث بالشريعة وبالعلماء، وأما الدول الشيعية فتنطلق من طرح ديني ثم تسوغه سياسياً، ونص على حقيقة مؤلمة، وهي أن منطقة الخليج هي الأقل استقراراً على الكرة الأرضية، وأن الشرق الإسلامي هو بؤرة تفجير العالم، ومصداق رأيه أن الذبح، وإزهاق الأرواح، وخراب العمران، يكاد أن يكون حصرياً في عالمنا منذ عقود عدة.

وألمع الباحث إلى أن أهل السنة ودولهم الكبيرة لم يتبينوا من قبل أن الغرب وعلى رأسه أمريكا يعمل على إضعاف السنة خدمة لإسرائيل وللغرب ذاته، ثم لإيران بطريقة ربما غير مباشرة، ولذا فإن مأزق دول الخليج عميق جداً؛ حين اكتشفت مؤخراً أنها لا يمكن أن تثق بأمريكا، ولا تجد في الوقت ذاته قوة بديلة قادرة على حماية الخليج!

عنوان الفصل الأول: استهداف أهل السنة، وغاية المؤلف منه هي إخراج الجميع من سجن الأوهام والتصورات الخيالية، معتمداً على حقيقتين هما: أن التحليل الصحيح يؤدي لحل صحيح، وأن للأديان كما للدول مجال جيوبوليتيكي تتنافس فيه. ويحلل الباحث الواقع منذ الربع الأخير للقرن العشرين إلى ما يلي:

  1. المواجهة الكبرى في عالم اليوم تقوم بين الحضارة الغربية النصرانية بفروعها الثلاثة ومعها اليهود، وبين الحضارة الإسلامية السنية التي تتميز بالنواة الإيديولوجية الصلبة، وامتلاك معظم الطاقة في العالم، والسيطرة على عالم الوسط من إندونيسيا إلى المغرب.
  2. تثير خيرات المنطقة الإسلامية شهيات القوى الكبرى، وهي مستعدة لأي عمل ينتج عنه السيطرة عليها، وزادت أحداث ١١ ايلول / سبتمبر من شهية أمريكا لالتهام المنطقة.
  3. يحمل الغرب ومعه روسيا بوتين همين أساسيين هما: همّ التوسع للسيطرة على العالم وثرواته، وهمّ الشعب اليهودي وجوداً ومصيراً وأمناً، وهذان الأمران على تماس مع الحضارة الإسلامية.
  4. تمثل ثورة الخميني منعطفاً شيعياً من خلال ولاية الفقيه، ومنعطفاً إسلامياً باعتبار نفسها الممثل للإسلام ضد الأنظمة العربية، ولأن إيران تمثل أقلية في المنطقة، فقد اعتمدت استراتيجية هجومية؛ لتأكيد مصداقيتها، وتتمثل استراتيجيتها بما يلي:

وتسعى إيران طبقاً لذلك إلى إقامة الهلال الشيعي بين الخليج والمتوسط، وهو مشروع يحظى بدعم الغرب وإسرائيل التي تتزعم الأقليات في المنطقة، ويعادل جغرافياً الهلال الخصيب، ويسمح باختراق الجسم السني الكبير من خلال تحالف الأقليات التي تعيش داخله، وعددها (59) أقلية، ولو فقهت الدول العربية هذا التحالف المحيط بها لشدت من أزر الحكومة التركية ذات التوجه الإسلامي، لأن تركيا لو حُكمت بنظام علماني أو قومي فسيتحالف مع هذه الأقليات ضدنا.

وإن وضع السلطات في المشرق بيد الشيعة أو تحت نفوذهم، هو أمر أساسي في الاستراتيجية الإيرانية المتضامنة مع الأقليات المحيطة، وهي خطه سيسعون الى تعزيزها وليس إلى التخلي عنها، وتحظى برضى إسرائيلي ودعم غربي _ روسي، وهؤلاء يلتقون في مصالحهم الموضوعية؛ وإن اختلفوا فيما بينهم.

وباختصار، فإن أهل السنة في المشرق مستهدفون سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، فما هو مشروعهم؟ والجواب بكل أسف: ليس لأهل السنة مشروع على امتداد العالم السني! ويرى الباحث أن الفكر السني مدموغ لدى الغرب بسمة الإرهاب بسبب جماعات العنف؛ مع أن الفكر الإسلامي السني يقوم على عمادين هما: الاعتدال والوسطية. ويشير في آخر الفصل الى خمس حقائق داعياً أهل المنطقة إلى التأمل فيها:

  1. تقوم سياسة إسرائيل ونصيرية سوريا على الخوف، وبالتالي تتجرأ على المجازفة بكل شيء حتى لو كان خارج حدود العقلانية.
  2. مصير إسرائيل هو أهم عامل في الأزمة السورية الحالية! وبالتالي فالأقلية العبرية تشترك مع الأقلية الحاكمة في سوريا لمدافعة الوجود السني في المنطقة.
  3. الربيع العربي انتفاضة سنية باتجاه المستقبل، وقد استخدم أعداؤه كل السبل لتشويهه، ونجحوا إلى حد كبير بسبب ضعف المناعة لدى السنة وغياب مشروعهم، وعمد تحالف الأقليات إلى أمرين بحجة الربيع العربي: أولهما إشغال السعودية بشيعة الخليج وبالعبث الحوثي، وثانيهما: تفتيت مصر وإدخالها في دوامة من الصراعات حتى لا تكون سنداً للعالم السني.
  4. سمة هذه المرحلة: الصراع الدامي بين القوى المتواجهة، وهو صراع وجود، وتصريح وزير خارجية بريطانيا وليم هيغ هو الأكثر تعبيراً عن واقع الحال حين وصفه بأنه أكثر من حرب، وقد يكون الحدث الأهم في القرن الحادي والعشرين.
  5. حلول مشكلات المنطقة لا تتم إلا مع الأكثرية العربية السنية، وهذا انحياز للحقيقة السوسيولوجية والتاريخية التي تفرض نفسها، وليس انحيازا لأهل السنة، ومع أنها حقيقة علمية راسخة؛ إلا أن الأقليات لا تؤمن بها، ولا تعمل بمقتضاها.

الفصل الثاني عنوانه: السنوية في مواجهه التحديات، فموضوع هذه الدراسة هو التحديات السياسية التي تواجه، أول ما تواجه أهل السنة شعوباً ودولاً وإقليماً، واللافت للنظر هو التضليل المتعمد الذي تمارسه عدة جهات لتشويه طبيعة الصراع، وصناعة الرأي العام. وتجلية الحقائق تكون بإجراء تحليل جيوسياسي يتناول الصراع بأطرافه ومحفزاته وأهدافه ومجاله.

ثم تعرض المؤلف لأهمية منطقة الشرق الإسلامي "الشرق الأوسط" التي تعود لما يلي:

والقوى الأساسية المتواجهة في الشرق الإسلامي أربعة هي:

  1. القوى السنية وعلى رأسها السعودية.
  2. القوى الشيعية في إيران التي تمثل حسب توني بلير تهديداً استراتيجياً للمنطقة.
  3. إسرائيل ومن خلفها الصهيونية العالمية.
  4. قوى الغرب بفروعه الثلاثة أمريكا وأوروبا وروسيا.

وباستخدام الجيوبوليتيك وهو تحليل المنافسات بين القوى التي تسعى للسيطرة على حيز جغرافي معين، وعلى سكانه؛ من أجل فرض النفوذ عليه، يمكننا النظر للصورة بوضوح، ومحددات القراءة الجيوبوليتيكية ستة هي:

أولاً: المحفزات والدوافع التي تحرك قوة سياسية معينة للعمل، فالسنة يسعون للمحافظة على نفوذهم التاريخي، وتنشغل إيران بنشر معتقدها، وتعنى إسرائيل بوجودها، ومع تنافس قوى الغرب على مصالحها في المنطقة إلا أن لديها محفزاً مشتركاً هو: الحفاظ على وجود دولة إسرائيل وأمنها!

ثانياً: النوايا ومعناها ما الذي تنوي هذه القوى أن تحققه، ولعل النية الأكثر بروزاً وخطورة هي السعي لإيجاد حل معقول ومقبول لدولة إسرائيل في محيطها العربي _ الإسلامي كي لا تظل جسماً غريباً.

ثالثاً: الأهداف المنشودة تحقيقاً للنوايا السابقة، حيث ترسم كل واحدة من القوى أهدافاً وتعمل على تحقيقها، وأظهرها بلبلة المنطقة، وإضعاف أهل السنة، وتقليص دور القوى السنية بإشغالها بخلافات داخلية أو مع الجيران، وإيجاد ميليشيات عسكرية لدعم الاستراتيجية الإيرانية مثل حزب الله والحوثيين، وتشجيع انبثاق حلف بين الأقليات في المحيط السني.

رابعاً: السلطة، حيث سعت القوى ليكون لديها القدرة كي تأمر وتنهى في المنطقة دونما ممانعة.

خامساً: السيطرة بالإشراف على الحيز الجغرافي وتعهد أموره سواء بطريقة شرعية أو تسلطية.

سادساً: الحيز الجغرافي هو المشرق العربي، وهو الأكثر استهدافاً لجملة اعتبارات منها أنه قلب العالم الإسلامي، وفيه(٥٩) أقلية منها(٢٦) أقلية مذهبية و(17) أقلية إثنية و(16) أقلية لغوية، ويمكن إحداث شبه توازن ديمغرافي بين الأكثرية السنية (العربية) وبقية الأقليات بنسبة (٥٢%)سنّه إلى (٤٨٪) أقليات، فضلاً عن كون هذا الحيز يحتل المركز الأول في العالم من حيث الاحتياطي النفطي وكمية الاستخراج منه معاً.

ويستوعب هذا المجال الجغرافي مسألتين كبريين أولاهما وجود إسرائيل فيه، وثانيتهما القضية الفلسطينية التي أصبحت بمثابة رافعه تاريخيه للثورة الإيرانية، التي تقدم نفسها وكأنها الجهة الأكثر حرصاً على القدس. والخطة التي يعمل لأجلها منذ سبعينيات القرن الماضي تستند إلى استثمار نقطة الضعف هذه، وقيام دولة كونفدرالية للطوائف من الأقليات وعلى رأسها: الشيعة والنصارى واليهود والأكراد، وهي خطه يتم العمل عليها بتصميم يهودي، واستغلال إيراني، وإن تردد النصارى والأكراد وتشتتوا في التعاطي معها، لكن الشيء المحزن أنها تقابلُ ضياعاً سنياً كتيه بني إسرائيل أو أطول.

وسؤال الفصل الثالث: من يتزعم العالم العربي الإسلامي: السعودية أم إيران؟ وقد سعى المتصارعون في المنطقة لاستدراج أهل السنة إلى فخاخ ومطبات لفرملة اندفاعهم كونياً، وأبلستهم، وصنع هوة سحيقة بينهم وبين الغرب، ومن هذا الباب ما يلي:

  1. إشعال الحرب العراقية الإيرانية ثم تشجيع صدام على احتلال الكويت.
  2. تدمير العراق بحجة امتلاكه أسلحة نووية، وإن كانت الحجة داحضة.
  3. شطب الزعامات السنية حتى العلمانية منها كالحريري وصدام وعرفات، واستهداف السعودية ومصر بإضعاف نفوذهما وإشغالهما.
  4. التركيز على العراق يمثل أهم تغيير جيواستراتيجي لأنه مدخل لتغيير ثلاثة أمور أساسية:

من صفحة مأرب الورد

رابط تنزيل الكتاب:

http://alrased.net/main/articles.aspx?article_no=5531