الصافي النجفي

د. عبد الله الطنطاوي

زرت الشاعر الصافي النجفي في مسجد الخياطين في دمشق، حيث ينام الصافي في إحدى غرفه..

فرح بمقدمي وقال، وهو يضع كفّيه على كلتا عينيه مُتجنّبًا نور الكهرباء المنعكس على ماء البركة في صحن الجامع:

-       اسمع، يا ولدي، أول بيت من القصيدة التي لم تتمّ ولادتها بعدُ، وأرجو ألّا يكون المخاض عسيرًا:

يا مَنْ أراهُ ولستُ أعرفُ ما هو *** ما واضح، ما غامض إلّا هو

نهضت وقلت:

-       أتركك، يا أستاذي ، مع شعرك الرائع، مع مولد هذه القصيدة الجميلة، وأعود إليك غدًا.

وغادرت الغرفة، وهو يدندن بالبيت، وأنا أرثي لحال هذا الشاعر الكبير، المناضل، المطارد من العراق، إلى إيران، إلى سورية، فلبنان.

وسوم: العدد 792