قصص منوعة 935

كنا فى بعثة لإفريقيا، وكنت أقف ذات يوم فسمعت بكاء سيدة إفريقية ونحيبها وتوسلاتها لأحد الأطباء القائمين على مساعدة الأطفال الصغار وعلاجهم في بعثتنا في إفريقيا.

وللحق تأثرت لشدة إصرارها وتمسكها بتحقيق مطلبها، فتحدثت مع الطبيب، فقال لي :

إن ابنها الرضيع في حكم الميت، ولن يعي، وهي تريدني أن أضمه إلى الأطفال الذين سنرعاهم .!

والمال الذي سننفقه على طفلها لا فائدة له ..

إنه طفل لن يعيش إلا أياماً معدودات، والمال أولى به غيره ..

فنظرت إليّ الأم والطبيب يحكي لي بنظرات توسل واستعطاف .. فقلت للمترجم :

اسألها كم تحتاج من المال كل يوم ؟ فأخبرته بالمبلغ، ووجدته قليلاً جداً، يساوي ثمن مشروب غازي في بلدي .!!

فقلت: لا مشكلة سأدفعه من مالي الخاص، وطمأنتها .. فأخذت المرأة تريد تقبيل يدي، فمنعتها ..

وقلت لها : خذي هذه نفقة عام كامل لابنك، وعندما تنفد النقود -(أشرت إلى أحد مساعديَّ) - سيعطيك ما تحتاجينه، ووقعت لها صكاً لتصرف به المبلغ المتفق عليه ..

.

تمر الشهور والسنوات - وللحق أنا اعتبرته فعلاً طفلاً ميتاً وما فعلته كان فقط لكي أهدئ الأم المسكينة، وأجبر خاطرها، لاسيما أنها حديثة عهد بالإسلام - وقد نسيت الموضوع برمته .!!

وبعد أكثر من "12 عاماً" كنت في المركز، وحضر لي أحد الموظفين، وقال لي :

هناك سيدة إفريقية تصر على لقائك، وقد أتت عدة مرات، فقلت له :

أحضرها ..!

فدخلت سيدة لا أعرفها، ومعها طفل جميل الوجه هادئ، وقالت لي :

" هذا ابني عبدالرحمن، وقد أتم حفظ القرآن، والكثير من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويتمنى أن يصبح داعية للإسلام معكم ..! ".

تعجبت وقلت لها : ولماذا تصرين على هذا الطلب مني ؟!!

ولم أكن أفهم شيئاً .. ونظرت إلى الطفل الهادئ، فوجدته يتحدث اللغة العربية بهدوء، وقال لي :

( لولا الإسلام ورحمته ما كنت أنا أعيش وأقف بين يديك، فقد حكت لي أمي قصتك معها، وإنفاقك علي طوال مدة طفولتي .. وأريد أن أكون تحت رعايتك، وأنا أجيد اللغة الإفريقية وأعرفها تماماً، وأحب أن أعمل معكم كداعية للإسلام، ولا أحتاج سوى الطعام فقط، وأحب أن أسمعك تلاوتي للقرآن )

وأخذ يتلو آيات من سورة البقرة بصوت شجي، وعيناه الجميلتان تنظران لي متوسلة أن أوافق ..

وهنا تذكرت وقلت لها :

هل هذا هو ذلك الطفل الذي رفضوا ضمه إلى الرعاية ؟

فقالت : نعم نعم ..!

ثم عقَّب الولد قائلاً : لذلك أصرت أمي أن تقدمني إليك، بل وسمتني باسمك عبدالرحمن ..

فوالله إن قدماي لم تحملاني، وخررت على الأرض وأنا شبه مشلول لهول الفرحة، والمفاجأة، وسجدت لله شكراً وأنا أبكي وأقول :

ثمن مشروب غازي يحيي نفساً، ويرزقنا بداعية نحتاجه ؟!

هذا الطفل أصبح من أكثر دعاة إفريقيا بين قبائلها شهرة، وقبولاً لدى الناس ..

فكم من صدقة قليلة حوَّلت حياة ناس كثيرين وجعلتهم سعداء، وكم من أموال ننفقها بلا طائل وبلاهدف كانت وبالاً علينا وعلى أمتنا؟!!!

.

د. عبدالرحمن السميط رحمه الله

***********************************************

*من قصص الإحسان في دمشق*

                             

جرت هذه القصة الحقيقية حوالي سبعينيات القرن الماضي…

أصيب أحد كبار التجار بسرطان قاتل ولم نكن نملك علاجاً في بلادنا كما هو اليوم !..

وسرعان ما قرر الرحيل الى امريكا !

وبعدما انهى جميع التحاليل والصور الطبية اخبره طبيبه المعالج هناك أنه لا نتيجة ولا فائدة مرجوة من العلاج فقد استشرى السرطان بجسده ولم تعد هناك بارقة أمل تذكر ..

قال الطبيب للتاجر بصراحة مطلقة ..

لم يعد امامك من العمر الا ايام قليلة جدا لاتتجاوز شهرا واحدا فارجع الى بلدك لتموت فيها واغتنم ماتبقى لك من ايام قليلة فيما تحب وتشتهي واستمتع!

عاد تاجرنا الى دمشق وقد مضى من شهره المتبقي ثلثاه ؛ وبدأ ينتظر موعد حتفه ورحيله ..

وفي يوم ماطر شعر بضيق يأكل قلبه ويكتم أنفاسه فترك البيت وذهب يمشي هائما على وجهه حتى شعر ببعض التعب فتوقف على رصيف يسترد انفاسه ..

كان على الرصيف صبية تحاور شابا وسيما يمضغ العلكة متمايلا ويبدو على محياه علائم السعة والقوة ..

ولم يكترث الشاب الغني للتاجر المريض وتابع حديثه مع الصبية الفقيرة وهو يساومها على جسدها (هكذا فهم التاجر من حديثها وصوتها الخفيض) ..

كانت تشرح للشاب حاجتها لبعض المال وقليل من الخبز فقد رمى بها صاحب البيت الذي استأجرته مع اطفالها في الشارع ولم يكترث لحالها ولظروفها وظن انها تخدعه ولم تستطع ان تدفع شيئا من أجرة ذلك  البيت العتيق !

غير ان الشاب الغني لم يرض ان يدفع لها ماطلبت وهي تساومه على جسدها النحيل فقد كان يريدها بثمن بخس !

لم لا .. وهو الصياد الذكي .. ثم تركها ومضى عندما أصرت على المبلغ  !!

اقترب منها التاجر المريض .. ورأى دموعا من الأسى تفيض مرارة ..

فقال لها:

اعذريني يا ابنتي فقد سمعت حواركما فما قصتك وما الذي دعاك لهكذا عمل مشين؟

التفتت اليه الصبية وقالت ..

اولادي في الشارع .. رمانا صاحب البيت خارجا وزوجي سجين لاأعلم عنه شيئا وليس لي أهل !

واقسم بالذي رفع السموات انني اول مرة اقف هذا الموقف لبيع نفسي بعد أن أغلقت كل الابواب في وجهي وحتى هذا الباب لم يفتح  ..

قال التاجر المريض :

اسمعي يابنيتي .. ماذا تقدمين لي اذا كفيتك حاجتك واعطيتك كل العمر مؤونتك ومنعت الفقر عنك؟!

قالت : اطلب ما تريد

فقال :

أريد منك شيئا واحدا ..

*ان تعاهديني على ألا تبيعي جسدك للحرام طول عمرك وانا اتكفل بك مع اولادك !*

قالت الصبية : طبعا اوافق

قال التاجر : وماهو الضمان لتنفيذ ذلك؟

قالت الصبية : *أتقبل ان يكون الله ضامنا لي؟*

أشهد الله الذي لا يسمعنا غيره ان أفي بوعدي لك كل عمري وحياتي  وان أحمد الله الذي ارسلك لي في هذا الوقت بالذات !!

قال التاجر :

اتفقنا والشاهد علينا الله أعطني عنوان بيتك وعودي الى هناك وانتظريني مع أولادك وسآتي اليك بعد قليل !

عاد التاجر الى مكتبه مسرعا وكتب وصيته على ورقة ووضعها في صندوق المال وكتب عليها :

*أبنائي الأحبة.. وصيتي لكم ان ترسلوا راتبا شهريا يكفي خمسة أشخاص إلى العنوان المذكور في الأسفل طوال عمركم فنفذوا وصيتي من بعدي !*

ثم حمل معه بعض المال من المكتب

وعاد الى بيت الصبية محملا بسيارة كبيرة تحمل مؤونة بيت متنوعة وقدم لصاحب البيت الإيجار عن الاشهر السابقة كلها وإيجار ثلاث سنوات قادمة وهكذا فعل مع اللحام والسمان ومن حولهم ممن قد استدانت منهم احتياجاتها فوفى عنها دينها ..

عاد التاجر الى بيته وفي قلبه فرح غامر رغم أساه منتظرا حتفه في نهاية شهره المتبقي ..

وانتهى الشهر وانقضت مدة البقاء في هذه الدنيا غير ان الموت لم يقترب منه ..

وذهب أول الشهر إلى الصبية وناولها راتبها وقفل راجعا ..

وتوالت الأيام ولم يمت التاجر وكان يوصل المبلغ بيده شهرا وراء شهر .. حتى مضت السنون وبقيت الوصية في خزنة النقود أكثر من عشرين عاماً ..

وفي يوم من الأيام .. نهض تاجرنا لصلاة الصبح وسجد خاشعا لله وفي قلبه يقين ونور وايمان وطمأنينة تسع الدنيا كلها..

وأسلم روحه لباريها وهو ساجد لربه..

وبعد انقضاء مدة العزاء فتح أولاده صندوق المال فوجدوا الوصية المكتوبة ..

قال كبيرهم : تأخرنا سبعة أيام عن الراتب للصبية الفقيرة !

ثم أخذ مبلغ الراتب وذهب مسرعا إلى العنوان المذكور ..

طرق الباب..

وخرجت إمرأة لم تعد صبية كما ظن ..

قال لها : تفضلي الراتب ونعتذر عن التأخير

*قالت له وفي عينيها دموع سخية :*

أشكركم من قلبي .. قل لوالدك أن يبحث عن محتاج غيرنا *لقد قبض إبني أول راتب منذ سبعة أيام*

ولم نعد بحاجة للمال !!

سلم لي على أبيك وقل له :

*سأبقى أدعو له ماحييت*..

نظر إبنه إليها وقد أغرورقت عيناه بالدموع وقال :

*لقد توفي والدي منذ سبعة أيام. قصة حقيقية .

هكذا هي المتاجرة مع الله .. عطاؤها

كبير لاحد له .. فأكثروا من فعل الخير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجراً…

رواها الشيخ الطنطاوي رحمه الله…

***********************************************

أنت مكلف بالسير...لا بالوصول .

ماهي قصة ضمرة بن جندب رضي الله عنه

بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى يثرب، لم يتبق في مكة إلا عدد قليل من المسلمين لم يهاجروا لمرضهم وكبر سنهم.

وكان من بين هؤلاء الصحابة الذين حبسهم المرض وكبر السن الصحابي الجليل:

ضمرة بن جندب ''

رضي الله عنه

لم يستطع أن يتحمل مشقة السفر وحرارة الصحراء فظل في مكة مرغمًا.

ولكنه رضي الله عنه لم يتحمل البقاء بين ظهراني المشركين، فقرر أن يتحامل على نفسه ويتجاهل مرضه وسنه.

وبالفعل خرج ضمرة بن جندب رضي الله عنه ، وتوجه إلى يثرب، وأثناء سيره في الطريق اشتد عليه المرض، فأدرك أنه الموت، وأنه لن يستطيع الوصول، فوقف رضي الله عنه وضرب كفًّا على كفٍّ، وقال وهو يضرب الكف الأولى:

اللهم هذه بيعتي لك

ثم قال وهو يضرب الثانية:

وهذه بيعتي لنبيك

ثم سقط ميتًا ..

فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث لضمرة، ثم نزل قول الله تعالى:

' ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺨْﺮُﺝْ ﻣِﻦ ﺑَﻴْﺘِﻪِ ﻣُﻬَﺎﺟِﺮًﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟِﻪِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺪْﺭِﻛْﻪُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﻓَﻘَﺪْ ﻭَﻗَﻊَ ﺃَﺟْﺮُﻩُ ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَّﺣِﻴﻤًﺎ ''

النساء ١٠٠.

فجمع النبي أصحابه وأخبرهم بشأن ضمرة وقال حديثه الشهير ، الذي هو الحديث الأول في صحيح البخاري والأربعين النووية :

( إنما الأعمال بالنيات،…الخ)

فحاز ضمرة شرفًا لم يحزه غيره بأن نزل فيه قرآن وسنة، رغم كونه لم يصل إلى المدينة .

الطريق الى الله طويل، لايشترط أن تصل إلى آخره، المهم أن تموت وأنت فيه.

العمل مع الله لا يشترط فيه أن تصل للهدف، ولكن يكفيك أن تموت وأنت تعمل وتسير في الطريق إليه مادامت نيتك لله ...

حافظوا على مسيركم إلى الله فالقلوب ضعيفة والفتن خطافة.   

اللهم سيّر قلوبنا الى طاعتك

واحفظنا من الفتن ماظهر منها ومابطن.

***********************************************

قالت الأم لزوجة ابنها مبتسمة بعد انقضاء شهر العسل:لقد تمكنت أن تجعلي ابني يلتزم بالصلاة فى المسجد نجحتِ في ثلاثين يوماً فيما فشلت فيه أنا في ثلاثين عاما"وامتلأت عيناها بالدموع.

ردت زوجة الابن قائلة :

هل تعلمي يا أمي قصة:الحجر والكنز

يحكى أنه كان هناك حجرا" كبيراً يعترض طريقاً لمرور الناس. .. فتطوع رجل لكسره وإزالته حاول الرجل وضرب الحجر بالفأس 99 مرة ثم تعب...ثم مر به رجل فسأله أن يعاونه... وفعلاً تناول الرجل الفأس وضرب الحجر الكبير فانفلق من أول ضربة. ..

وكانت المفاجأة أن هناك صرة مملوءة بالذهب تحت الصخرة فقال الرجل: هي لي أنا فلقت الحجر...فتخاصم الرجلان إلى القاضي قال الأول: ليعطني بعض الكنز أنا ضربت الحجر 99 ضربة ثم تعبت وقال الآخر: الكنز كله لي أنا الذى فلق الحجر...فرد القاضي: للأول 99 جزء من الكنز ولك يا من فلقت الحجر جزء واحد...يا هذا لولا ضرباته ال99 ما انفلق الحجر في المئة.

ثلاثون عاماً والأم تحث ابنها على الصلاة دونما يأس .. ثم تفرح أن ابنها صلى تأثراً بزوجته ..رغم أنه عصاها ثلاثين عاماً !!.

  ثم ماأجمل تصرف زوجة الابن وماأعظم أخلاقها حينما لم تنسب الفضل لنفسها بل جعلت الأم تثق تماماً أن تعبها لم يضع سدى وأنها هي التي أنشأت حجر الأساس وقامت بالبناء لبنة لبنة حتى بقيت اللبنة الأخيرة التي أكملتها زوجة الابن ..

الأخلاق الأصيلة ..لاتأتي إلا من شخص أصيل .

-سألته لم تحرص على شرب الماء في المسجد دائما وأنت تجده في بيتك ؟!!

قال : لكي يؤجر من وضعه في المسجد

"نفووس راقية"

-إذا وصلتك فضيحة لأحدهم فأجعلها تقف عندك ؛ فإن وقفت عندك أخذت أجر الستر ومن ستر مسلمآ ستره الله ..

وتذكر : افعل الخير مهما استصغرته فلا تدري اي حسنة تدخلك الجنة

إن فقدت مكان بذورك التي بذرتها يوماً ما.. سيخبرك المطر أين زرعتها ..

لذا إبذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي أحد..

فأنت لا تعلم أين تجده ومتى تجده ؟! 

إزرع جميلاً ولو في غير موضعه ....

فلا يضيع جميلًا أينما زُرِعا

فما أجمل العطاء...

وسوم: العدد 935