قصص منوعة 936

الغلطة ما عليك .. الغلطة علي أنا

قصة من الأدب العربي.

الحمار .....

اشترى رجل حمارا 🦓 لأوّل مرّة في حياته ، ومن سذاجته  أخذه إلى سطح بيته .

وصار الرجل يدل الحمار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح، حتى يتعرف على الدروب والطرق .

ولا يتيه حين يرجع للبيت وحده.

وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الإسطبل مكانه الحقيقي ومسكنه اللائق به ، فحزن الحمار ولم يقبل النزول..

فالحمار أعجبه السطح وقرر أن يبقى فوقه.

حاول صاحبنا ورفقاؤه انزال الحمار مرات عديدة دون جدوى

وحاولوا  سحبه بالقوة أكثر من مرة

أبدا لم يقبل الحمار النزول و  لم يقبل صاحبه أن يبقيه على السطح.......

لكن الحمار دق رجليه على قرميد السطح، وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه..

البيت كله صار يهتز، والسقف الخشبي المتآكل للبيت أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار.

فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل..

وخلال دقائق .انهار جزء كبير من السقف بجدران البيت ومات الحمار.

فوقف صاحبنا عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه.. وقال:

"والله الغلطة ما عليك .. الغلطة علي أنا اللي طلعتك على السطح"

______________

ولكن الفاجعة في سورية انه بعد ان مات الحمار بقي على ماتبقى من سطح المنزل الوريث ابن الحمار ..

***********************************

قالت الأم لزوجة ابنها مبتسمة بعد انقضاء شهر العسل:لقد تمكنت أن تجعلي ابني يلتزم بالصلاة فى المسجد نجحتِ في ثلاثين يوماً فيما فشلت فيه أنا في ثلاثين عاما"وامتلأت عيناها بالدموع.

ردت زوجة الابن قائلة :

هل تعلمي يا أمي قصة:الحجر والكنز

يحكى أنه كان هناك حجرا" كبيراً يعترض طريقاً لمرور الناس. .. فتطوع رجل لكسره وإزالته حاول الرجل وضرب الحجر بالفأس 99 مرة ثم تعب...ثم مر به رجل فسأله أن يعاونه... وفعلاً تناول الرجل الفأس وضرب الحجر الكبير فانفلق من أول ضربة. ..

وكانت المفاجأة أن هناك صرة مملوءة بالذهب تحت الصخرة فقال الرجل: هي لي أنا فلقت الحجر...فتخاصم الرجلان إلى القاضي قال الأول: ليعطني بعض الكنز أنا ضربت الحجر 99 ضربة ثم تعبت وقال الآخر: الكنز كله لي أنا الذى فلق الحجر...فرد القاضي: للأول 99 جزء من الكنز ولك يا من فلقت الحجر جزء واحد...يا هذا لولا ضرباته ال99 ما انفلق الحجر في المئة.

ثلاثون عاماً والأم تحث ابنها على الصلاة دونما يأس .. ثم تفرح أن ابنها صلى تأثراً بزوجته ..رغم أنه عصاها ثلاثين عاماً !!.

  ثم ماأجمل تصرف زوجة الابن وماأعظم أخلاقها حينما لم تنسب الفضل لنفسها بل جعلت الأم تثق تماماً أن تعبها لم يضع سدى وأنها هي التي أنشأت حجر الأساس وقامت بالبناء لبنة لبنة حتى بقيت اللبنة الأخيرة التي أكملتها زوجة الابن ..

الأخلاق الأصيلة ..لاتأتي إلا من شخص أصيل .

-سألته لم تحرص على شرب الماء في المسجد دائما وأنت تجده في بيتك ؟!!

قال : لكي يؤجر من وضعه في المسجد

"نفووس راقية"

-إذا وصلتك فضيحة لأحدهم فأجعلها تقف عندك ؛ فإن وقفت عندك أخذت أجر الستر ومن ستر مسلمآ ستره الله ..

وتذكر : افعل الخير مهما استصغرته فلا تدري اي حسنة تدخلك الجنة

إن فقدت مكان بذورك التي بذرتها يوماً ما.. سيخبرك المطر أين زرعتها ..

لذا إبذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي أحد..

فأنت لا تعلم أين تجده ومتى تجده ؟! 

إزرع جميلاً ولو في غير موضعه ....

فلا يضيع جميلًا أينما زُرِعا

فما أجمل العطاء...

***********************************

أم زوجتي كبيرة في السنّ، وهي أمية لا تقرأ ولا تكتب، ومنذ أن تزوجتها وهي في كل رمضان، تتصل على أمها بالهاتف لبعد المسافة قرابة الساعة 12 ليلاً، وتقرأ زوجتي القرآن كلمة كلمة، وأمها تُردّد خلفها كلمة كلمة، حتى تُنهي معها جزءاً کاملاً، ويستغرق هذا الجهد من الوقت قُرابة الساعة والنصف .

وهذه حالهما ماشاء الله، كل ليلة، وفي ختام التلاوة تَغمر الأم ابنتها بالدعوات الطيبات المباركات، التي وأنت تسمعها لا تتمنى إلا أن تكون أنت المدعو له بها..!

فإذا جاءت آخر ليلة من رمضان، تختم زوجتي وأمها القرآن كاملاً..

فلا أستطيع أن أُحدّثك عن شدة تلك المشاعر الإيمانية، وذلك البكاء والفرح الذي لا تقوم له الدنيا بأسرها، لختمهما القرآن، وكأنك ترى معنى قول الله عز وجل يتمثل أمامك واقعاً حياً: ﴿قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ﴾

أي وربي فبذلك فليفرحوا حق الفرح !!

انتهت

يعلق الدكتور على هذه القصة قائلاً:

-هل أتعجب من صبر البنت وإحسانها لأمها، كنوع فريد من البرّ ..؟

-أم من صبر الأم ومكابدتها لتنال أجر تلاوة القرآن، بالرغم من أنها أُمية..؟

-أم من صبر الزوج وإكرامه لهما بوقته، وتشجيعه لزوجته على أن تبرّ بأمها بهذا الأسلوب..

-أم أتعجب من توفيق الله لهم جميعاً، في فعل مثل هذا الخير ، والمسارعة لعموم الطاعات، فالكثير منا يعرف طُرقها، ولكن القليل من يوفق للعمل بها.

إن صور البرّ للآباء والأمهات كثيرة، وأبوابها واسعة، وأبناؤنا وبناتنا ولله الحمد يؤدون الكثير منها، زادهم الله صلاحاً، وكثّر الله من أمثالهم في أمة الإسلام..

من صور البِرّ الرائعة

***********************************

ذهبت إلى المسجد ذات يومٍ لأصلي العصر ، صليت خلف الإمام وعندما إنتهت الصلاة ذهبتُ إلى رُكنٍ في المسجد لأردد أذكار المساء ..

وضعت هاتفي أمامي وأخذت أقرأ منه،،

وقعت عيني على طفلٍ في عُمر العشر سنوات، يدخل من باب المسجد ويلتفت يمينًا ويسارًا

ثم جاء إليّ وقال بصوت يرتعد ..

هل جاء الشيخ ؟!

- أي شيخ

لم أكن أعلم أن هناك مُعلم هنا ، فهمست له وأنا أبتسم لأنتزع الخوف الذي يسكن وجهه :

لا لم يأتي بعد .. إجلس بجانبي

جلس الطفل، وفتح مُصحفهُ وأخذ يُقلب في صفحاته ، فـ همّمتُ لأقول له في أي سورة تحفظ يافتى ؟!

فقطع ذلك صوته الذي كان يرتعد من الخوف وهو يقول :

يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قله تركيزي وضعف حيلتي.. ودائمًا يشتكي من ذلك حتى أصبحت أستحي أن أطلب منه أن يُحفظّني القُرآن ..

وعندما أذهب إلى شيخي واخطئ في التلاوة يغضب مني..وأنا لا أُجيد القراءة جيدًا فبعض الكلمات تشُق عليّ ..

إبتسمت للطفل وأخذت منه المصحف وهمست له :

إقترب يا حبيب عمك .. وبدأت أُرتل وهو يرتل خلفي ،،

وبعد ربع ساعة طلبت منهُ أن يُسَمِع ذلك بمفرده فلم يستطع ، تذكرت شيخي عندما قال لي ذات يومٍ :

إذا وجدت صعوبة في الحفظ فـ إفهم الآيات أولًا ثم حاول الحفظ ثانية.. فـ حفظ الآيات بمثابة قفلٍ لباب ضخم يفصل بينك وبين الجنة

حاول فتح هذا القفل بأي مفتاح على قدر إستطاعتك.. وسيُفتح الباب

نظرت إلى الطفل ثانية وهو يضغط على إصبعهِ من الخجل فـ تبسمت وهمست له :

دعك من الحفظ يا فتى .. هل تعرف ماذا تعني هذه الآيات وماذا يقصد بها الله !

أخذتُ أشرح للفتى الآيات حتى انتهيت من الشرح

ورددت السورة مرتين وهو يردد خلفي

ثم طلبت منه أن يقولها بمفردهِ .. فقال بعض الآيات وعندما يشق عليه قول آية أو لا يتذكرها

يبتسم ويقول لي : هل أخبرك بقصتها؟

وبعد عدة محاولات حفظ الطفل السورة ، حفظها ك حفظه لسورة الإخلاص ..

جاء الشيخ وجاءت الأطفال فـ استأذن الطفل مني ليذهب إليه ، فـ قولت له يا فتى هل أخبرك بشيء تضعه نصب عينيك!؟

إبتسم وقال لي أجل ..

مسكت يّد الطفل وقبلتها ثم قُلت :

سيأتي يومًا يُقال لك : يافلان هلُمَ ..

فـ تذهب ، فـ تسمع ضجيج حفظه القرآن ..

ويُطلب منك أن تُرتل ، والله وملائكتهُ سيستمعون إليك..

ألا تشتاق لترتل أمام الله ويقول لك رتل سورة كذا!!!

ثم ربت على كتفه وهمست له بعبارات وددتُ لو قالها أحد لي منذُ الصغر ..

-‏ أنت الآن تُعدُ وتُجهز لتُرتل أمام الله فلا تمل ولا تكل ولا تيأس ولا تشتكي من ضعف حيلتك ..

فكل عالم تاركًا للقرآن جاهل..

ستكبر وتكون حاملًا لكتاب الله وستكون مميزًا في الدنيا عندما تكون إمامًا بالناس .. يرتعد صوتك خشوعًا أثناء تلاوتك

وستجد نفسك في الآخرة مميزًا ومُكرمًا أمام السفرة الكرام البررة

وحق القرآن ليكرمنّ الله أهل القرآن ، فـ القرآن كلامه ، و ما أحب الله أحدًا كحبه لأهل القرآن..

وواللهِ لن يُعذّب الله بالنار لسانًا تلا القرآن ، ولا قلبًا وعاه، ولا أذنًا سَمِعته، ولا عينًا نظرت إلى آياته ..

هنيئًا لك زهرة شبابك التي نشأت في ظل آيات الله...

وقبّلت رأسه ثم قلت له :

الآن إذهب إلى شيخك ورتل وكأنك تُرتل في ظل عرش الرحمٰن والله يستمع إليك .. أنا أثق أنك تستطيع .

- ذهب الطفلُ إلى شيخه ، وكنت آراه كل يومٍ وأُحَفِظّه في المسجد حتى يأتي شيخه ، وبعد شهرين ودعتهُ

لإنني إنتقلت إلى سكنٍ أخر ، ولم أره منذ هذا اليوم وعلمتُ بعدها أن شيخه أيضًا إنتقل ليُحفظ في مسجدٍ أخر ..

- ‏وبعد سبع سنواتٍ خرجت من عملي وركبت السيارة فوقف السائق أمام مسجد لنُصلي المغرب  ..

دخلت المسجد وذهبت لأصلي حتىٰ رأيت شابًا وجههُ ك قطعة من القمر يُردد :

( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ, فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ)

كانت ملامح الشاب ملامحٌ أعرفها جيدًا لكنني لا أتذكر أين رأيته.. كان صوته ك صوت الكروان ،صوتُ يتنفس في صدر يعقوب ليعطيه الأمل ، ويبثُ البشرىٰ في قلب أم موسى بعودة طفلها .. صوتٌ يبُشر زكريا بيحيى ..

لو كنا خارج الصلاة لطلبتُ منه أن يكثر في التلاوة لأسمعه فتلاوتهِ كانت بمثابة الدواء إلى قلبي .. ف اكتفيت أن أذكر إسمه في سجودي وقلت اللهم زدهُ ..

انتهت الصلاة وجلست لأردد أذكار ما بعد الصلاة حتى رأيت الشاب يجلس أمامي ويُقبّل رأسي ويقول :

سأشهد لك يوم القيامة أمام الله أنك كُنت سبب ما أنا عليه الآن ..

فـ هممتُ لأقول له من أنت يا فتىٰ!؟

فقطع ذلك صوته الذي كان يبتسم من شدة الفرحة وهو يقول :

يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قلة تركيزي وضعف حيلتي..

وابتسم وعيناه تذرف الدمع ، ثم قال هل تذكرتني الآن ! ثم قام وأحتضنني .. وقال:

لقد ختمت القُرآن وأخذتُ الإجازة والآن أصبحت أنا المُحفظ ..

هنيئًا لك يا عمي تاج الكرامة ، عاملتني بحبٍ وإحتضنت قلبي بلطف قلبك ،وجعلت القُرآن أحب الأشياء إلي دون أن تشعر بذلك ، كنت آتي إليك ضعيفًا فترمم ضعف حيلتي ..

فهنيئًا لك الجنان بأجر ما حفظت وأجر من أُحفظ

ياعمي ..

شكرًا لأنك وثقت بي عندما أقر الجميع أنني لا أستطيع "))

وقبّل الشاب رأسي وذهب إلى الأطفال ليُحفّظهم "))

اللهم اجعلنى وذريتى  واياكم من اهل القران،،،

وسوم: العدد 936