لقد كان من المفروض أن تراعى أوقات الصلوات الخمس حين إصدار قرار منع الحركة

لقد كان من المفروض أن  تراعى أوقات الصلوات الخمس حين إصدار قرار منع الحركة  والتجمع ليلا خلال شهر رمضان المبارك

لقد راج خبر ـ غير مؤكد لحد الساعة ـ  مفاده أن صلاة العشاء والصبح لن يسمح بأدائهما في بيوت الله عز وجل التي ستؤدى فيها ثلاث صلوات فقط هي الظهر والعصر والمغرب ، وبعد هذه الأخيرة مباشرة  تغلق . فإذا ما صح هذا الخبر ـ ونسأل الله ألا يكون صحيحا ـ فإن ذلك يقتضي إقناع المواطنين بوجاهة هذا القرار، علما بأنه كان من المفروض أن تراعى أوقات الصلوات الخمس حين إصدار قرار منع الحركة والتجمع ليلا خلال شهر رمضان المبارك خصوصا وأن وقت صلاة الصبح هو الرابعة  صباحا وبضع دقائق، ووقت صلاة العشاء هو الثامنة  ليلا كما هو الحال في جهة الشرق على سبيل المثال ، وعليه ما المانع من تقليص مدة المنع لتصير من التاسعة ليلا إلى الرابعة صباحا  عوض الثامنة ليلا والسادسة صباحا ؟

فإذا ما تفهم الناس الهاجس من منع صلاة التراويح بسبب الازدحام الذي قد يحصل في المساجد إلى جانب المدة الزمنية التي يتطلبها أداؤها ، فإنهم لن يستسيغوا منعهم من صلاتي العشاء والصبح دون تراويح .

ويتفهم الناس جيدا  أيضا أن الجهة ذات الخبرة الطبية المعتمد عليها في اتخاذ قرار حظر الحركة والتجمع ليلا هاجسها هو الاحتكاك بين الناس المتسبب في عدوى الجائحة ،لهذا يقتنعون بالامتناع عن الخروج والتجمع ليلا ، ولكن كيف يقنعهم أصحاب هذا القرار بذلك واجتماعهم واحتكاكهم نهارا يكون أكبر ؟

وعلى  العلماء من أهل الفتوى الدينية تقع مسؤولية التدخل  لدى الجهات صاحبة هذا القرار بمراجعته قبل حلول أول يوم من شهر الصيام كي يسمح للناس بأداء صلاتي العشاء والصبح  دون تراويح في المساجد بالشروط المحددة التي هي محل احترام في المساجد وهي:  التباعد ، والتكميم ، والتعقيم ، وإحضار السجاد ، ومراقبة حرارة الأجساد بينما لا تحترم في مختلف الفضاءات من أسواق ، ومن وسائل نقل عمومي ... وغيرها من أماكن التجمهر. ولا يمكن أن يكون قرار وزير الأوقاف أو رئيس الحكومة أو غيرهما فوق قرارهم المستمد شرعيته من الدين الذي لا قانون يعلو فوقه . ولئن لم يفعلوا فإنهم يقيمون بذلك الحجة على أنفسهم بأنهم ليسوا أهلا للقيام بواجبهم الشرعي، علما بأن رأي أصحاب الخبرة الطبية الذي يقولون باعتماده في فتواهم يصرح بوضوح أن الأمر يتعلق بالتجمهر سواء كان ذلك نهارا أو ليلا ، وسواء كان ذلك في المساجد أو في مختلف الأماكن . ولا يمكن أن يكون المصلون معرضين للعدوى في صلاتي العشاء والصبح دون صلوات الظهر والعصر والمغرب ، ولا أن يكون أيضا وحدهم المعرضين لها دون غيرهم ممن يرتادون مختلف أماكن التجمع والتجمهر .

ونأمل أن تتحرك همم هؤلاء العلماء ويتسلحوا بالشجاعة الكافية للتدخل على وجه السرعة لتصحيح الوضع  وإلا كان إغلاق المساجد في كل الصلوات كما حصل ذلك لعدة شهور أولى من شبه إغلاق لا منطق  ولا مبرر صحي يحكمه  لما فيه من تناقض صارخ حيث تمنع إقامة صلاتين وتقام ثلاث .

وسوم: العدد 924