ديوان الخريف / 7 _ عندما وافى الخريف

حماد صبح

هكذا وافى الخريف الأشجار :

جردها من ورقها حتى بان لحاؤها ،

وخلى أبدانها الدكناء جرداء .

انتزع أفئدتها ،

ونثا ( نثر) الأوراق الصفراء على الدقعاء ،

وصار كلٌ قادرا على وطئها دون أن يسمع منها

أنة احتجاج تزعجه .

والطيور التي تبشر بالأحلام كفت عن الغناء ،

وانتزعت أصواتها من حناجرها ،

وهوت في التراب حتى قبل أن يضع القناص

سهمه في قوسه لرميها .

إلهي ! يا إله الربيع ! ارحمها !

أنعم على هذه الأبدان الهالكة

بنعمة النشور !

خلِ الدماء تجرِ في عروقها ثانية !

هب شجرة واحدة نعمة الاخضرار !

وخلِ طائرا واحدا يصدح !

*الشاعر الباكستاني فايز أحمد فايز ( 1911 _ 1984 ) .

وسوم: العدد 791