ديوان الخريف / 16 _ الطبيعة في الخريف

حماد صبح

الشمس الدافئة تغرب ،

والريح الباردة تنحب ،

والأغصان الجرد تتنهد أسى ،

والأزهار الشُحْب تلفظ أنفاسها ،

والعام مسجى في سرير موته

في كفن من يابس الأوراق .

تعالي أيتها الشهور ، تعالي

من نوفمبر حتى مايو !

تعالي في أشد مواكبك أسى ،

واتبعي جنازة العام الميت البارد ،

وراقبي قبره أشباحا قاتمة غامضة !

المطر البارد يهمي ،

والحشرة التي اقترسها البرد

تزحف تبحث عن دفء ،

ومياه الأنهار تفيض ،

والرعد يدق الناقوس ناعيا العام ،

والعصافير المبتهجة رحلت مبتعدة ،

والسحالي أوت إلى جحورها .

فتعالي ، تعالي أيتها الشهور !

البسي الأبيض والأسود والرمادي !

ودعي أخواتك من الشهور الدافئة النيرة

في لهوها ومرحها ، واتبعي جنازة العام !

*الشاعر الإنجليزي بيرسي شيلي ( 1792 _ 1822 ) .

وسوم: العدد 795