لو كان “أبو حميد” إسرائيلياً لعلّموا بطولته في المدارس

clip_image002_2360d.jpg

إسلام أبو حميد ليس قاتلاً وليس إرهابياً أيضاً، بل هو معارض عنيف للاحتلال، ابن عائلة تحارب الاحتلال بالقوة. أربعة من أبناء العائلة تم الحكم عليهم بالسجن المؤبد.

في أيار 2018 قام برمي لوح رخام على جنود وحدة دفدفان الذين اقتحموا بيته. هذا اللوح أصاب رأس الجندي رونين لوبرسكي وتسبب بقتله.

لو أن أبو حميد إسرائيلياً لاعتبر بطلاً شجاعاً حارب العدو بشجاعة، وكانوا سيعلمون بطولته في المدارس والجيش. داود أمام جوليات، مع لوح الرخام في يده بدلاً من مقلاع داود. ولكن أبو حميد فلسطيني “إرهابي” حكم عليه بالسجن المؤبد. القاضية العسكرية، المقدم ايتي أدار، التي لها سلطات بارزة في أخلاقيات “المجتمعات السليمة”، قامت بالاعتذار: “إن قتل أي شخص بشكل متعمد يجسد الضرر الأشد ضد قدسية الحياة، ويشكل قيمة من القيم الأساسية والأخلاقية لأي مجتمع سليم”. خسارة أنهم لا يعلمون أقوالها الرائعة لجنود الجيش الذين يطلقون النار ويقتلون المتظاهرين في قطاع غزة، ولجنود حرس الحدود الذين يقتلون تقريباً أي شخص يحمل سكيناً!

ولكن شهوة الانتقام من أبو حميد لم تكن كافية، لذلك قرر الجيش هدم بيته. والد لوبرسكي الثاكل، فلادمير، دفع الحكومة لتنفيذ الهدم بشكل سريع. والحديث يدور عن مبنى مكون من أربعة طوابق تعيش فيه عدة عائلات، وإعدام أبو حميد. وزير الأمن في حينه، افيغدور ليبرمان، الذي تحول إلى بطل معسكر السلام في إسرائيل، وصف أبو حميد بشكل لطيف “المخرب المثير للاشمئزاز”، “محا الله اسمه”.

أفشل خطة الجيش في الردع وحكموا عليه بالمؤبد وهدموا بيته للمرة الرابعة

رجال العلاقات العامة للمتحدث بلسان الجيش اعتبروا هدم البيت عملية جريئة. في فيلم دعائي تظهر أربع دوائر حمراء في صورة جوية: “خارقو النظام يتحصنون على أسطح البيوت”. وقال المذيع بانفعال: “سيتم هدم البيت وتدميره”. “يديعوت احرونوت” كتبت في الصفحة الأولى العنوان “دفدفان أغلقت الحساب” (16/12/2018)، بعد أن قام زملاء لوبرسكي بهدم البيت كجائزة ترضية على قتل زميلهم.

هذه كانت المرة الثالثة التي يتم فيها هدم بيت في مخيم الأمعري للاجئين. الخميس الماضي تم هدم البيت للمرة الرابعة بعد أن حاولت العائلة بناءه مجدداً. قضاة المحكمة العليا، المعروفة بالتنور، ياعيل فرنر ودفنه براك ايرز، صادقوا في حينه على الهدم التالي، وأصدروا أمر مصادرة يمنع بناء البيت إلى الأبد. ويجب التذكير بأن البيت في مناطق “أ”. التي تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، ولكن من الذي يتذكر هذا. الرئيس محمود عباس أعلن في السابق أن السلطة ستقوم ببناء البيت مجدداً، والأب الثاكل قال “سنهتم بهدمه مرة تلو الأخرى”.

كما ذكرنا، قبل ثلاثة أيام اقتحمت القوات. الفيلم القصير للمتحدث بلسان الجيش كان قيد الإعداد. مرة أخرى كانت مقاومة، ومرة أخرى كان هناك معتقلون ومصابون فلسطينيون، ومرة أخرى لم يتم الحفاظ على النظام، الذي يمكّن الجيش من الاقتحام والهدم ويمنع الفلسطينيين من المقاومة. كل ذلك، حسب إسرائيل، من أجل تحقيق الردع. لا يوجد كذب أكثر من ذلك. فالجيش يعرف أنه لن يتم تحقيق أي ردع. أربعة من أبناء العائلة محكوم عليهم بالسجن المؤبد، ولم يتحقق الردع. أربع مرات تم هدم البيت والردع لم يتحقق. وهذا الردع أيضاً لن يتحقق في أي يوم ضد من هم مستعدون للتضحية بكل شيء.

 يقوم الجيش بهدم هذا البيت مرة تلو الأخرى لأن العائلة الإسرائيلية الثكلى ووحدة دفدفان ترتفع أصواتهم ويؤثرون بما يكفي من أجل الضغط للانتقام على قتل الجندي، والإظهار للفلسطينيين من هو الأقوى. سياسة إسرائيل الخارجية ليست فقط سياسة داخلية، فالسياسة الأمنية أحياناً تستهدف الإرضاء بسبب ضغوط وتلبية رغبات.

ما كان على لوبرسكي أن يوجد هناك، وكذلك الجيش. إسرائيل لم تكن بحاجة إلى التواجد في مخيم الأمعري، وطالما هي موجودة هناك سيتم رمي مزيد من ألواح الرخام على الجنود. لا يوجد هدم أو ردع يمنع ذلك. يجب أن ينقش هذا على لوح رخام الاحتلال.

وسوم: العدد 848