شرعة الإسلام..والشرائع الأخرى

د. حامد بن أحمد الرفاعي

أرسل إلي مفكر فاضل ومستشار قانوني نبيه يسأل:"هل النتاج القانوني الصادر عن الحضارات البشرية بمجال القانون يتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية فيما عدا الحدود الوارده بالقرآن الكريم..؟".فأرسلت إليه:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..وإليكم الجواب باختصار على لسان ابن القيم الجوزية حيث يقول يرحمه الله تعالى:"فإذا ظهرت أمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان،فثم شرع الله ودينه"والله سبحانه أعلم وأحكم،وأعدل أن يخص طرق العدل وأماراته وأعلامه بشيء،ثم ينفي ما هو أظهر منها وأقوى دلالة،وأبين أمارة..فإن الله سبحانه أرسل رسله،وأنزل كتبه،ليقوم الناس بالقسط،وهو العدل الذي قامت به الأرض والسموات.وبهذا الشأن جرى حوار بين(الإمامي الشافعي والفقيه العلامة ابن عقيل رحمهما الله تعالى)وهذا هو النص الخطأ في الرسالة السابقة والعبارة الصحيحة اعتماداً على ما وصلنا من تصويب علمي قيم من فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الزعبي - سلمه الله تعالى -الأستاذ في جامعة طيبة في المدينة المنورة هو:جرى حوار بين الفقيه العلامة أبي الوفاء ابن عقيل وبعض الفقهاء - ربما يكونوا من أتباع الإمام الشافعي رحمهما الله تعالى إليك نصه:"قال بعض الفقهاء الشافعية:لا سياسة إلا ما وافق الشرع..فقال ابن عقيل:"السياسة ما كان من فعل يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح،وأبعد عن الفساد،وإن لم يضعه الرسول صلى الله عليه وسلم،ولا نزل به وحي..فإن أردت بقولك:إلا ما وافق الشرع أي لم يخالف ما نطق به الشرع..؟فصحيح..وإن أردت:لا سياسة إلا ما نطق به الشرع..؟ فغلط.فإن الله سبحانه أرسل رسله،وأنزل كتبه،ليقوم الناس بالقسط،وهو العدل الذي قامت به الأرض والسموات..إن مقصوده سبحانه إقامة العدل بين عباده،وقيام الناس بالقسط،فأي طريق استخرج بها العدل والقسط فهي من الدين،وليست مخالفة له..فلا يقال:أن السياسة العادلة مخالفة لما نطق به الشرع..بل هي موافقة لما جاء به..بل هي جزء من أجزائه..ونحن نسميها سياسة تبعا لمصطلحهم..وإنما هي عدل الله ورسوله،ظهر بهذه الأمارات والعلامات.وأكد فقهاء الأمة يرحمهم الله تعالى ذلك بقاعدتهم الذهبية الشهيرة:حيثما تكون المصلحة فثم شرع الله.وللمزيد راجع فصل (سلطان الله أم سلطان المسلمين ..؟)من كتابنا(شركاء..لا أوصياء)والله أعلم وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل..ولكم خالص تحياتي ومودتي.

ويذكِّر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الزعبي الأستاذ في جامعة طيبة في المدينة المنورة فيقول سلمه الله تعالى:توفي الشافعي سنة 204 هجرية وتوفي أبو الوفاء ابن عقيل سنة 513 هجرية بينهما 310 سنة هجرية والصحيح ألقول:مناظرة بين أبي الوفاء ابن عقيل وبعض الفقهاء

وسوم: العدد 735