الهدف الرئيسي من الحرب الأهلية اللبنانية

م. هشام نجار

أعزائي القراء ..

 الحرب الأهلية اللبنانية هي حرب أهلية متعددة الأوجه في لبنان، استمرت من عام 1975 إلى عام 1990، وأسفرت عن مقتل ما يقدر بـ 120 ألف شخص.وحتى عام 2012، ما يقرب من 000 76 شخص لا يزالون مشردين داخل لبنان .ونزوح لما يقرب من مليون شخص من لبنان نتيجة للحرب.

هذه الحرب كان لها منفذون ومخرجون وميزانية  وادارة لمتابعة امور الحرب وفق الاخراج المتفق عليه.  فأما المنفذون: 

 فكانوا كل اطياف  الشعب اللبناني الذين تورطوا بغير ارادتهم مع اضافة الفلسطينيين كعنصر رئيسي في الحرب  . بل نستطيع القول ان هذه الحرب  قامت من اجل طرد  الفلسطينيين من لبنان وتعويضهم مستقبلا بحزب ايراني  شيعي هو حزب الله المدعوم من نظام العميل حافظ اسد وبموافقة اسرائيلية. 

اما المخرجون: 

فهم الغرب واسرائيل  والاتحاد السوفيتي 

واما ادارة الحرب:

 فاعطيت  للعميل حافظ اسد وفق مخطط واضح يتركز على طرد الفلسطينيين من لبنان  وازالة نفوذ حلفائهم .

واما الميزانية: 

فالعرب موجودون وكان التكتيك ان تشكل اولاً قوات ردع عربية بموافقة جامعة الحكام العرب واقرت ميزانية هذه القوات ، ولم تمر اشهر حتى انسحب الجميع  منها وفق خطة مدروسة ليبقى جيش بطل الصمود  ومخابراته المشرفون على هذه الحرب ووضعت كل الميزانية تحت تصرفه .

لعب الاسد العاباً مزدوجة من اجل اضعاف الطرفين بينما كان كل الضحايا من كيس اللبنانيين

فحقق حافظ اسد لمخرجي الفلم القضاء على الفلسطينيين اولاً واغتيال الرؤوس الصلبة المعاكسة لمشروع الاسد  في لبنان مثل كمال جنبلاط والرئيس كرامي وبشير جميل ومحمد شقير والمفتي حسن خالد والرئيس رينيه معوض  وداني شمعون وغيرهم كثر  واقتاد الى سجونه المعارضين له ومازال الكثير منهم مفقودين في سوريا. وخلق طبقة شريكة له بالفساد والسرقات ، وربط مخابرات لبنان بمخابراته كما عدل نظام الكلية الحربية اللبنانية لتصبح فرعاً من فروع الكلية الحربية في حمص فادخلوا الاقليات من الشيعة والعلويين  اليها تماماً كما فعل الطائفيون  في سوريا ليكونوا الداعمين عسكريا لنظام اسد   ، ودعم حزب الله بديلاً عن الفلسطينيين و منح اعداداً غفيرة من علويي سوريا وتركيا جنسية مزوجة واسكنهم في طرابلس في جبل محسن  بجانب المسلمين السنة للسيطرة عليهم ،    

واخيراً اصبحت المخابرات الاسد هي الحاكمة في لبنان . وبذلك تكون مهمة العميل اسد  كمشرف على ادارة الحرب الاهلية قد تكللت بالنجاح وحاز الاسد على ثقة مضاعفة من اسرائيل وامريكا والسوفييت وبعض الحكام العرب . 

واخيرا وفي مدينة الطائف تم اعتماد النظام الجديد للبنان  بحضور كافة النواب ،  وحصل كل منهم على عدة ملايين  من الدولارات لقاء التوقيع على اتفاق الطائف ، وتم تبويس الشوارب والكل عاد الى بلده راضيا ً . اما بطل الصمود الذي حقق هذا النجاح فبدأ يحصد مئات الملايين من دول الخليج بحجة التوازن الاستراتيجي برضاء امريكا!  ، اضافة الى ميزانية قوات الردع المقدرة ب٥٠٠ مليون دولار  اضافة الى مبلغ  ٢٠٠ مليون دولار من امريكا بحجة السيطرة على زراعة الحشيش في البقاع لمنع زراعتها ، بينما كانت هوليكبترات جيش الصمود تنقل شحنات الحشيش الى وكلائهم في قبرص على مرأى ومسمع من امريكا ،  كما بدأ استخراج البترول يؤتي ثماره فكانت عائداته ايضا في ايدي امينة؟! ، واضيفوا لكل هذه الاموال الدعم الايراني  المالي من اجل رعاية حزب الله  وتقويته .

وانتهت الحرب الاهلية اللبنانية لتسقط لبنان بايدي البهرزي  فحاز على وسام  الدعم الاسرائيلي والغربي والسوفيتي وبعض حكام العرب اضافة للاموال المكدسة بين يدية يتصرف بها كما يشاء .

ولكن بقي امر واحد مازال ينغص عليهم وهو بقاء المسلمين السنة على الحياد فلم يخسروا الكثير من هذه الحرب كما تم تقوية مركزهم باتفاق  الطائف وكان  المرحوم رفيق الحريري الشوكة  التي تنخر في جسم الاسد فكان لابد من انتزاعها ، وكلنا تابع عملية تصفيته من قبل الوريث ،  ليتمم الرئيس بوش المسرحية  بطرد قوات الاسد من لبنان .

ولكن متى ؟

بعد ان تأكد ان لبنان قد سقط كتفاحة نيوتن بايدي المخابرات الاسدية ..

هذا باختصار  هو السبب الرئيسي وراء الحرب الاهلية اللبنانية. ومازال بعض اللبنانيين والسوريين يلعقون مؤخرة القاتل العميل المجرم والفاسد أبن البهرزي بينما الاضواء الخضراء مازالت  مشرعة امامه من قبل امريكا وباقي المتآمرين .

وسوم: العدد 926