لامشكلة لعاقل مع عدوّه..أمّا مشكلات الأقارب والأصدقاء،فحدّث عنها،ولا حرج!

عبد الله عيسى السلامة

قلّما يشكو العقلاء من أعدائهم ؛ فهم يعلمون أنهم أعداء ، والعدوّ يتوقّع منه المرء كلّ أذى، لنفس المرء وأهله وماله !  

أمّا الأقارب والأصدقاء ، فالشكوى منهم كثيرة ، منبثّة في بطون الكتب ، شعراً ونثراً ، وما زال الناس يردّدونها ، على اختلاف العصور ، وفي سائر الأمكنة ! 

قال الشاعرالقديم : 

 وظلمُ ذوي القربى أشدّ مضاضة    على المرء ، من وقع الحسام المهنّدِ ! 

وقال شاعر آخر:  

 احذر عدوّك مرّة   واحذر صديقك ألفَ مرّهْ 

فلربّما انقلب الصديق ؛ فكان أعلمَ بالمضرّهْ 

وقال شاعر آخر: 

قوميْ همُ قتلوا ، أمَيمَ ، أخي    وإذا رَميتُ أصابني سهمي 

ولئنْ عفوتُ لأعفونْ جللاً      ولئنْ سطوتُ لأوهننْ عظمي 

هذا عن ظلم الأقارب ! أمّا ظلم الأصدقاء المقرّبين ، فحسبنا مقولة الإمبراطور يوليوس قيصر، الذي تآمر عليه أعداؤه ، وطعنوه غدراً ، ثمّ التفت فرأى بينهم ربيبَه بروتوس ، محلّ ثقته ، المقرّب منه جدّاً ..  نقول حسبنا ، هنا ، مقولة يوليوس قيصر: حتى أنت يابروتوس !؟ التي ذهبت مثلاً ، لاستنكار الغدر، على مرّ السنين ! 

والسؤال ، هنا : إذا كان ظلم الأقارب والأصدقاء ممجوجاً مرفوضاً .. فما الحال ، في ظلم الذين يسمّون أنفسهم ، معارضات سياسية ، ويتظاهرون بنصرة المعارضة ، وهم من أعدى أعدائها ؛ سواء أكانوا عملاء للأنظمة الظالمة ، أم كانوا عملاء لجهات أجنبية ، تمكر بالمعارضة ، وتكيد لها ، وتتربّص بها الدوائر!؟ 

وسوم: العدد 926