لماذا تركز بعض المواقع الإلكترونية على استجواب العينة المتهاونة من المتعلمين

لماذا تركز بعض المواقع الإلكترونية على استجواب العينة المتهاونة من المتعلمين لسبر آرائهم بخصوص الامتحانات الإشهادية دون العينة المجدّة؟

 جرت العادة في آخر كل موسم دراسي أن تصور بعض المواقع الإلكترونية فيديوهات تستجوب فيها العينة المتهاونة من المتعلمين  تحديدا لسبر آرائهم بخصوص مواضيع وأسئلة الامتحانات الإشهادية . وعلى غرار السنوات الفارطة جاءت تعليقات تلك  العينة على الامتحانات هذه السنة  كالعادة عابثة وغير مسؤولة تتراوح ما بين وصف أسئلة الامتحانات في بعض المواد بالصعوبة أو التصريح بأنها لم تغط دروس المقررات الدراسية أو أنها لم تدرّس في الفصول في إشارة واضحة إلى تحميل الأساتذة مسؤولية ذلك . ومع هذه التعليقات المتكررة كل سنة ، تسجل تصريحات عابثة  وغير مسؤولة  لبعض النماذج من هذه العينة التي يبدو أنها لا رغبة لديها في الدراسة، ومنها على سبيل المثال  الاعتراف بممارسة الغش مع الافتخار بذلك ، و التعريض ببعض المواد الدراسية خصوصا مادة التربية الإسلامية التي تنعت مواضيع وأسئلة امتحاناتها بنعوت قدحية وبمنتهى الازدراء و الاستهزاء، وكأنها  مادة لا تتعلق بأهم ثابت من ثوابت الأمة ، ولعل  ذلك نتيجة ما تروجه عنها جهات علمانية  مغرضة تود لو أنها حذفت من المنهاج الدراسي لتغييب الحس الديني لدى الناشئة المتعلمة بذريعة أن مضامينها لا تساير واقع العصر على حد زعمها . أما ما تصف به العينة المتهاونة من المتعلمين مواد أخرى فغالبا ما يجري على ألسنتها وصفها بالصعوبة كما هو الشأن بالنسبة للغتين الأجنبيتين الفرنسية والإنجليزية حيث تصرح بأنها تجهلهما جهلا تاما .

ولا ندري ما الغرض الذي تتوخاه  بعض  تلك المواقع الإلكترونية من وراء تسجيل مثل تلك  الفيديوهات العابثة إلى حد تهتك المستجوبين وهم يتحدثون إليها  . ولا شك أن بعض ما تهدف إليه هو تعريض تلك العينة من المتعلمين للسخرية أمام الرأي العام ، وربما تكون لها أهداف غير معلنة خصوصا وأن القضايا العابثة  أصبحت تجد إقبالا كبيرا، ونشرها يدر على تلك المواقع ما تصبو إليه من وراء كثرة   حصاد " اللايكات " جمع كلمة " لايك " الدالة على الإعجاب .

ولو أن قصد تلك المواقع كان مهنيا بالفعل  لعرضت إلى جانب استجواب العينة المتهاونة من المتعلمين  استجواب العينة الجادة أيضا لتتبين الحقيقة التي ينشدها الإعلام المحترم للمهنية والمقدر لها ، وذلك  حتى لا يحصل انطباع مغلوط لدى الرأي العام عن طبيعة التعليم في بلادنا ، وهو انطباع يسيىء إلى سمعتها .

ونأمل مستقبلا  أن يربأ  أصحاب تلك المواقع بأنفسهم  عن نشر مثل تلك الانطباعات والتعليقات السخيفة والتافهة لمتعلمين كسالى ومتهاونين  لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يعبرون إلا عن مستوياتهم الدراسية والأخلاقية المنحطة .

وسوم: العدد 932