الوثن الجديد (3)

عمر حيمري

... ـ 11  إلغاء التشريعات الدينية وكل ثقافات الشعوب ، في مقابل نشر الاتفاقيات الدولية والقوانين العالمية ، الصادرة عن الأمم المتحدة والتي تصب جميعها في قالب العولمة اللائكية واللادينية ، وتركز أساسا على إزالة الفوارق بين الذكر والأنثى وتتهم المجتمع الإسلامي  باضطهاد المرأة وتعنيفها وبالتخلف الثقافي الجنسي ...

 كل هذه المجهودات ، التي قامت بها الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ، من أجل تحقيق هدفها ، ـ ألا وهو زعزعت الأسرة وإلغاء دورها التربوي والاجتماعي ونشر الفاحشة والحث عليها والتشجيع على الفساد والموبقات بأنواعها ، والتشكيك في الثوابت العقدية والسلوكية والأخلاقية ... ـ  يبدو أنها لم تكن كافية ، ولذلك فكرت في المساهمة في الحماية المادية والمعنوية والدعائية للمتعاونين معها من بني جلدتنا . فقدمت لهم العطاءات المالية السخية ، في شكل جوائز ، كتلك التي فازت بها  عائشة الشنة ( جائزة إليزابيت فورغال بفرنكفور الألمانية ) ، ومنحتهم اللجوء السياسي ، والمنح الدراسية ، والأمن المعنوي ، والإقامة الطويلة الأمد والجنسية لمن يطلبها ، وتعاونت أيضا  مع الحركات التي تستنجد بها محققة لها مطالبها : نموذج حركة  مالي " وكالين رمضان " المساندة للمثليين وللسحاقيات ، التي أسستها زينب الغزيوي وابتسام لشكر. لقد استغاثت هذه الحركة  بمنظمات هولندية ،  فأرسلت لها هذه الأخيرة  " سفينة الإجهاض الهولندية ، أو ما يسمى ب " نساء فوق الأمواج " . حاولت السفينة ، دخول ميناء " مارينا سمير " شمال المغرب بدعوة من الحركة المذكورة ، بهدف إجهاض المغربيات ، مع العلم أن الدين والعرف والقانون المغربي يجرم  الإجهاض ويعاقب عليه . ولحسن الحظ أقفلت السلطات المغربية الميناء في وجه سفينة الموت .

الواقع أن هذه المنظمات بفعل خداعها للمرأة ، وبفضل الحماية الداخلية والخارجية ، بدأت تجني ثمرة مجهوداتها ، إذ أصبح بعض الفساق والمفسدين يتجرؤون على معصية الله بكل أنواعها جهارا نهارا ، متجاوزين  المجتمع وسلطته وقوانين الدولة ، ومستهزئين بأخلاق الأمة ، مسفهين علماءها ومنتهكين حرمة ثوابتها الدينية والوطنية ، مستفزين مشاعر المواطنين ، دون أدنى وجل من النفس ، ولا خوف من الله عز وجل ، أو من العقوبات والجزاءات ، التي يفرضها التشريع الجنائي الإسلامي أو القانون الوضعي . يقول الأستاذ الحسن السرات المغربي في حديث له مع العربية نت : ( إن أسباب جرأة الشواذ المغاربة ، على انتهاك حرمة رمضان ، ترجع إلى أطراف خارجية ، تشجع الشواذ على انتهاك حرمة رمضان ، وهي التي تضع لهم خطط في هذه المناسبات الدينية الهامة ، فأهم شيء يؤمن به الشواذ المغاربة الحالمون بكسب الاعتراف ، هو تكسير المحرمات وانتهاك الحرمات علانية وفي مواسم معينة حتى يقبل المجتمع وجودهم . إلى جانب الجهات الخارجية ، يرى السرات ، أن هناك  جهات داخلية مغربية متغربة ، لا تؤمن بالصيام ولا بحرمته رمضان وتدافع عن حرية الإفطار العلني فيه . وهي الجهات نفسها ، التي تشجع وجود الشواذ ، وتدافع عن حقوقهم ، وتنشر لمن تسميهم أدباء ومبدعيه الذين يكتبون باللغة الفرنسية ... وهي أطراف تنفذ أجندة عالمية ، لمخططات التنظيم الدولي للشواذ والسحاقيات ، وتجد من يحميهم بالغرب ، ولا تجرؤ على كشف هؤلاء الحماة النافذين ) . ( موضوع نشر تحت عنوان ليالي رمضان في المغرب تشهد تزايدا في " نشاط " الشاذين جنسيا بتاريخ 21\9\2007 القرية نت )  . إن اعتقال الشواذ والزج بهم في السجن ثم أطلاق سراحهم بسرعة غير متوقعة دون احترام لأحكام القضاء ، دليل على أن هناك من يحميهم كمنظمة " كيف كيف " و "نادي المثليين "، و "حركة مالي " وغيرهن من الحركات التي تجد لها سندا عالميا في شخصيات ذات ميول شاذ وحقد على الإسلام ، ولها علاقة صداقة وتأثير على مؤسسات سياسية داخلية  تنفذ الأوامر بأن لا يمس الشواذ بما يكرهون . مع العلم أن القانون الجنائي المغربي يجرم الشواذ في الفصل 489  ويصنفهم ضمن خانة الجنح التي ترتكب ضد نظام الأسرة والإخلال بالآداب العامة .

ومن دعاة تشجيع الحركات المنحرفة في الشرق والمسخرة لتخريب المجتمع وهدم شريعته، نبيل فياض السوري ، الذي يقول : ( من أجل النهوض بواقع المرأة المتخلف بسوريا ، لا بد من فك الارتباط مع الشريعة الإسلامية ) . ويضيف في مقال له نشر على مواقع الإنترنيت : (  إن الدعارة أفضل من زواج التسري ، الذي أباحه المسلمون ، رغم أنف حاخامي حزب الله .. تجار المتعة ... وأن الشافعي يبيح للرجل أن يتزوج من ابنته غير الشرعية ، وأن القبيسيات أبقار شامية من النوع الرديء ، وهن إرهابيات صغيرات يعممون القتل والإجرام باسم الآلهة . وأن الشيخ أحمد ياسين شيخ إرهابي محنط يقود الفلسطينيين والمنطقة كلها إلى هاوية لا يعرف أحد قرارها . ) وفي مقال له بعنوان " نهاية حثالة اسمها العرب " عرض بالقبيسيات وبشرفهن إذ مدح السحاقيات ووصفهن بأنهن جميلات وأكثر أنوثة من القبيسيات ولم يكتف بهذا التعريض  بالقبيسيات ، بل تجاوزه إلى المساس بالرسول صلى الله عليه وسلم وبصحابته رضوان الله عليهم . إذ قال بهتانا وزورا عنهم : أن المرأة في نظر النبي متاع ، وفي نظر عمر بن الخطاب لعبة في زاوية الدار، وفي نظر علي بن أبي طالب شر كلها وفي نظر الشافعي شؤم ... المرأة في الإسلام لا تعدو كونها وعاء لاستقبال السائل المنوي الذكري ...( موقع الناقد : أضواء على المجتمع الإسلامي ـ الخلفية الجنسية للقبيسيات نبيل فياض 10\4\2005   )

 

. كما اتهم فياض سعيد رمضان البوطي ، ومنيرة القبيسية ( مؤسسة حركة القبيسيات ) بقيادة رجال ونساء سوريا إلى مستنقع الإرهاب وذلك في قوله : ... ( في مصر  زمن عبد الناصر ، كانت التنظيمات الأصولية تتشكل تحت الأرض بانتظار الفرصة . ولما مات عبد الناصر وجاء السادات ، خرجت تلك التنظيمات من تحت الأرض ، وكانت النتيجة أن دفع السادات نفسه ثمنا لاستخفافه بها . والقبيسيات مثل تابعات الشيخة وفاء كفتارو وغيرها من التنظيمات الأصولية ، لسن أقل خطرا على وحدة المجتمع من أي تنظيم أصولي طالباني آخر . ) (  أضواء على المجتمع الإسلامي الخلفية الجنسية للقبيسيات  نبيل فياض10 ابريل 2005 ) وكأني به يغري الغرب بهم ويستعدي كل الظالمين عليهم ليفتنهم عن دينهم ويمنعهم من الدعوة .  
إن ما سببته هذه الحركات النسوية ، وما ستسببه من فتن ، و انزلا قات أخلاقية ، إباحية ،   ستدفع حتما المجتمعات الإسلامية ، وغير الإسلامية ، إلى هاوية سحيقة لا يعلم قعرها إلا الله سبحانه وتعالى. الذي حذرنا من خلال قول:{ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب. } (الأنفال ألآية 25) . هذه الفتنة التي حذرنا الله سبحانه وتعالى منها وهذا البلاء ، الذي يهدد المجتمعات الإسلامية ، ما أراه إلا بسبب  الظلم الذي سلطته الأنظمة العلمانية ودعاتها الأشرار على شعوبها ، وأعظمه  نبذ الشريعة والمنهج ، الذي أراده الله للحياة ، وتغييب الأخلاق التي حث عليها دين الإسلام واستبدالها بمفاسد وانحرافات الغرب ومنهجه في الحياة ... كل هذا تم في غياب من  يقف في وجه المفسدين وأنظمتهم الفاسدة ومشاريعهم الهدامة ، وفي غياب من يعترض على دعواتهم إلى الفاحشة باسم الحرية والتحرر وملك الجسد ... من الأخيار الصالحين والعلماء الأتقياء ، تصير الأمور حتما إليهم فيسيطروا على مقاليد الأمور ويوجهوا الناس حسب هواهم وضلالاتهم ، ويلاحقوا كل من يعارضهم ، حتى لا يجد مغارة أو كهفا يلجأ إليه ، ولا منفذ للنجاة منهم إلا الكتاب والسنة  .

إن المنظمات الدولية التي تسير في ركابها الحركات النسوية ، تعلم أن أخطر سلاح يمكن أن توجهه إلى المجتمع الإسلامي  لتنفيذ مشروعها الدولي والمحلي ، الذي يرمي إلى هدم ثوابت الأمة الإسلامية وسحق المجتمعات الإسلامية ، هو المرأة لقدرتها على السيطرة على مشاعر الرجال وعواطفه  ولقدرتها على الإغراء والإمالة عن الحق   . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول :( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) (أخرجه البخاري ومسلم )