حب الوطن وحقه علينا

حب الوطن وحقه علينا

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

الاخوة والأبناء الافاضل ارجو ان نبعد عن اللهجة التي تفرق وان نتحرى في كتاباتنا وفي تفكيرنا تلك التي تجمع الصف فكلنا لآدم وآدم من تراب لا فضل لأحدنا على الآخر إلا بقدر ايمانه بالله ورسوله اولا ثم بالوطن الذي يسع الجميع ثانيا ولنا في التجارب التي مرت بها بلدان كثيرة وحتى في تجربتنا الوطنية ما يجعلنا نأخذ العظة والعبرة مما جلبه لنا التفرق والشتات من الدمار والتأخر عن ركب الامم التي بدأت النهضة بعدنا بكثير ولكنها تخطتنا بفضل وحدتها وكان تأخرنا بسبب خلافاتنا ونظرتنا المتخلفة في كل مناحي الحياة لذا يجب ان نتوحد جميعا في المدينة وفي القرية وفي الكنبو وفي فرقان الرحل فكلنا ابناء وطن واحد لا فضل لأحد منا في هذا الوطن إلا بقدر حبه وعطائه للوطن ولمواطنيه بمختلف كياناتهم كما نرجو ان تكون هويتنا هي السودان وليست القبيلة او الجهة التي ننتمي لها او المكان الذي نقطنه اذا اردنا ان تكون لنا مكانة بين العالم المتحضر فلتسد ثقافة قبول الآخر بيننا وان ننبذ الفرقة والشتات وان نبتعد عن نظرة التعالي التي ينتهجها البعض والحمد لله انه البعض وليست الكل والله نسأل ان يجعلنا على قلب رجل واحد قلب يملئه الايمان بالله ثم حب الوطن الذي هو من الامور الفطرية لذا نجد ان الانسان يشعر بالحنين للوطن عندما يغادره لأي سبب كان وهذا دليل على قوة ارتباطه بهذا الوطن وبما انه يتأثر بهذه البيئة فان لها عليه حقوقا وواجبات لذا كانت حكمة الخالق هي استخلاف الانسان في الارض من اجل ان يعمرها ولكن يجب ان يكون هذا العمار على هدى وبصيرة لكي يستمتع بخيراتها وهذا تحقيق لمعنى الاستخلاف الذي قال فيه سبحانه وتعالى (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْ‌ضِ وَاسْتَعْمَرَ‌كُمْ فِيهَا...) (هود:61) ومن هنا نقول بأن حب الوطن واجب شرعي وأخلاقي لذا يجب ان يترجم هذا الحب الى واقع من الافعال والأقوال بان يكون الهدف الاسمى هو مصلحة الوطن وبقاؤه بعيدا عن الهوى والمصالح الشخصية والذاتية والحزبية الضيقة فليس من حب الوطن معاداته ومعاداة اهله ولا نهب خيراته وأمواله ولا العمل على غرس ثقافة الكراهية والفرقة بين ابنائه كذلك ليس من حب الوطن الاستقواء بالخارج او التهديد باستخدام الخارج ضد الوطن كما ان التهديد بالانفصال والعمل على فك عرى الوحدة من اكبر الكبائر ضد الوطن فالفارق بين حب الوطن وخيانته واضح وضوح الشمس لا يحتاج لبرهان ونقول حتى لو كانت النوايا حسنة في حب الوطن فان ذلك لا يشفع ابداً في اختيار الوسائل غير المناسبة للتعبير عن ذلك لذا يجب ان يبدأ كل منا بنفسه وليسألها ماذا فعل من اجل هذا الوطن وما هي مساهماته من اجل ان يظهر الوطن بمظهر حضاري يحترم فيه القانون والنظام وحقوق الانسان ويجد فيه كل مواطن حقه من العناية الصحية والتعليمية وغيرها من متطلبات الحياة فنحن من احق الشعوب بهذه المتطلبات التي كنا اصحابها ولكننا لا نملك اليوم إلا آثرها ومن هنا يجب ان نجد في طلب العلم واكتساب الخبرات في كل المجالات مما يقودنا لتقديم الافضل للجيل الحاضر والأجيال القادمة التي يهددها الغزو الثقافي كما يجب ان لا يغيب عن بالنا ما للأخلاق من اهمية وذلك بان نغرس في النفوس الإيمان والالتزام بالخير والحق والعدل والإخلاص في العمل وإتقانه كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ اللهَ تعالَى يحبُّ إذا عمِل أحدُكم عملًا أن يُتقِنَه...

ليت تلك دعوة تشمل كافة الوان الطيف السوداني وذلك بقول الراي والراي الاخر تبقي مصلحة الوطن فوق هامات الجميع لا فرق بين ابيض او اسود الا التقوي ....