لا تحسبوه شراً لكم

لا تحسبوه شراً لكم

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

علي قدر الحزن والألم أننا لم ننعم بالحرية والديمقراطية بالوقت الكافي في مصر بعد ثورة 25 يناير نتيجة الإنقلاب الغاشم من القوى المعادية للإسلام والإسلاميين بالتعاون مع العسكر الإنتهازيين أصحاب المصالح الشخصية إلا أننا نحمد الله علي ذلك رغم المأسي والشدائد التي يتعرض لها مؤيدو الشرعية!!!

فإن هذه المحنة بينت لنا التالي:

*** أن الإنقلاب بين لنا الخبيث من الطيب:

- فقد كنا نظن خيراً في العسكر، ولكن بدى الشر فيهم جميعاً إلا من رحم ربي.

- وكانت أعيننا مطموسة علي أفعال حزب النور، فكشف الله حقيقتهم واضحة جلية في خبثهم ومكرهم للإسلام والإسلاميين من خلال تآمرهم وتعاونهم مع أعداء الفكرة الإسلامية.

- وبينت حقيقة بعض الأحزاب السياسية  الليبرالية منها والعلمانية، فقد كنا نظن أن أيديهم التي تمتد إلينا ممتلئة بروح التعاون والتكاتف لصالح الوطن، ولكنها كانت ممتلئة بالطعنات واللكمات للمواطن المصري.

- وظنت عقولنا خيراً فيمن يتشدقوا بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتي رفعوها شعاراً حتي يلتف حولهم البسطاء والمتطلعون إلي تحقيق تلك الشعارات أمثال البرادعي وحمدين وأبوالفتوح وشفيق وغيرهم.... ولكنهم أصبحوا سراب في دنيا الإنقلاب.

*** والإنقلاب أظهر معادن أصيلة ، وتضحيات كبيرة:

- في ظل محنة الإنقلاب حقق الله فينا معاني الجهاد والتضحية بالمال والوقت والجهد والنفس ... فاصطفى من بيننا شهداء، نظن أنهم من الأتقياء، وكان لهم أثراً في حياتنا ، لكن الله إختار لهم كان خيراً، وجعلهم مثلاً يحتزى به حتي يلحقنا الله بهم، فنالوا الشهادة التي يتطلع إليها المؤمنون.

- ثبات القيادة علي مبادئهم وأخلاقهم وأهدافهم السامية أكد لنا حقيقة الطريق الذي سلكناه إن ثبتنا عليه كما ثبت هؤلاء القادة ، فهاهم لا يزحزحهم إضطهاد الظالمين، ولا ضيق السجانين، ولا بطش القضاة المارقين.

 فالرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي أول القادة والمضحيين يثبت لنا حقيقة إيمانيه في عقيدته، وعبادته، ودعوته، وحبه لبلده.

- تكاتف مؤيدي الشرعية في وسائلهم وصمودهم وإستمرار ثورتهم والمحافظة علي إطارها المحدد لها ألزمنا أن نستمر معهم علي الطريق ، فنحن لا نقل عنهم جهدأً ولا تضحيةً ولا عقلاً ، وإن إختلفت  رؤية البعض في إدارة مراحل كسر الإنقلاب وزواله.

 

*** ونتيجة لذلك:

- وجب علينا أن نؤمن بقدر الله في خيره وشره ، ونحققه واقعاً في محنة الإنقلاب التي لن تمتد طويلاً حتي يحقق الله النصر لعباده المخلصين الواثقين في معيته، المؤمنين بمنهجهه، المضحين في سبيل رفعة وطنهم.

- إن بذل الغالي والثمين لن يضيع عند الله هباءً منثوراً، ولكن الله سبحانه يدخره لعباده المجاهدين ليكون لهم سنداً في وقت هم أشد فيه حاجة.

- تأكيد الثقة في القيادة التي تحمل عبء هذه المرحلة بكل ما فيها من صعاب ومعوقات، وأن لا نشغلها بأنفسنا أو غيرنا ، كما يجب علينا أن نكون لها عوناً في أداء مهامها وتحقيق أهدافها.

- طول النفس وبقاء الأمل والعمل الدؤوب من دعائم تحقيق الهدف المرجو في ضحد الإنقلاب وزواله.

- إن الهزيمة النفسية التي بدت علي الإنقلابيين ستلحق بهم حتي تصل إلي خلل العقول ، ورعب القلوب ، وشلل الأعضاء حتي لا يقوون علي الحراك أو التحرك.

- إن زوال الإنقلاب آتٍ لا محال ، وفي القريب العاجل ، فقد بدى للظالمين مكانة نهايتهم كما بدت حقيقتهم بين الشعوب.

*** وأخيراً:

أيها المضحون الثابتون الصامدون الثائرون مؤيدوا الشرعية ، إصبروا وصابروا واثبتوا فما النصر إلا صبر ساعة (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) سورة الحج.