‎ابنتي ترفض الخطّاب


د. محمد رشيد العويد

السؤال:

‎يتقدم لابنتنا كثير من الشباب لخطبتها ، لكنها ترفضهم جميعاً ، وتجد في كل منهم عيباً أو نقصاً .
ماذا أفعل ؟ هل أنتظر حتى يأتي من توافق عليه ؟ أم ألزمها وأجبرها على من أجده مناسباً الإجابة:

‎شهدتُ كثيراً من حالات الزواج الفاشلة بسبب إرغام الأهل ابنتهم على الزواج ممن لم يعجبها ولم ترض الزواج منه .
كانوا يقولون لها : بعد الزواج ستحبينه ، وستسعدين معه .
أو يقولون : أنت صغيرة ولا تفهمين الرجال وهذا الشاب طيب وابن حلال ؛ ينبغي أن توافقي عليه .
أو يقولون : البنت العاقلة لا تقول لأهلها لا .
أهلك يعرفون مصلحتك أكثر منك .
أو تقول الأم لابنتها : والله أنا تزوجت أباك دون أن أراه . والحمد لله عشنا .
وهكذا تتعدد العبارات التي يرد بها الأهل على ابنتهم وهم يرغمونها على الزواج ممن لا ترغب فيه .
ثم ترضخ المسكينة لأهلها وتتزوج من رضوا به لتشقى بعد ذلك مع زوج لا تسعد معه ، وينتهي الزواج في الأغلب بالطلاق .
نعم ، مطلوب من الأهل أن يشرحوا لابنتهم ما يتمتع به الشاب المتقدم لخطبتها من خلق ودين وعلم وغير ذلك ، لكن دون أن يرغموها عليه .
وأول ما ينبغي أن يعرفه الأهل ، بعد تكرار رفض ابنتهم من يتقدم لها ، إن كانت ترفض الزواج نفسه ، فإن وجدوا ذلك منها شرحوا لها بلطف ورفق أن الزواج خير لها ، ويلبي فطرتها ، وبه تنشئ أسرة ، وتصبح أماً إن شاء الله .
ولا شك في أنهم سيعرفون منها لماذا ترفض الزواج ، هل بسبب ما تشهده من نزاعات الأزواج ، أم بسبب خوفها من الحمل ، أم بسبب آخر ، فيشرحون لها ويوضحون ويردون عليها برفق ولطف مبددين مخاوفها وقلقها .

‎وإذا أكدت أنها ترغب في الزواج ولا ترفضه إنما ترفض هؤلاء المتقدمين ؛ فليحرص الأهل على معرفة أسباب رفضها ، فيقرونها عليها إن كانت مقبولة ، ويحاورونها فيها إن لم تكن صحيحة أو لم تكن مقبولة .
ولعلها فرصة لنبين لها أن هذا الرفض من حقها ، وأن الإسلام أعطاها إياه فلا يملك أحد إرغامها على الزواج ممن لا ترضاه .
وعلينا أن نوجهها إلى الاستخارة التي أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم ، ويؤديها الوالدان أيضاً عندما يتقدم أي رجل لخطبتها .
أعود فأقول إن على الأهل أن يشرحوا ويبينوا وينصحوا ويرشدوا ابنتهم ، لكن دون أن يرغموها ، وخاصة إذا كانت صغيرة وفرص الزواج أمامها مازالت كثيرة ، بإذن الله .
وإذا كبرت الفتاة مع استمرار رفضها فإننا نبين لها أن والديك غير مخلدين في الدنيا ، وأن إخوانك وأخواتك سيتزوجون ، وقد تندمين عندها على أنك لم تتزوجي .

وسوم: العدد 694