همسات القمر 193

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*كسرة من رغيف الكرامة المتيبس، أو قضمة من فاكهة الحرية الذابلة، أو حتى رشفة من ماء الإنسانية الآسن

أمنية خائبة، وحلم عليل

مع حشود السائرين نبدو لهم قطيعا أحمق يسبح بحمدهم ويتمنى رضاهم ويتزلف أمام حماهم

يقهقون ملء أفواه تتشدق بعبارات مزخرفة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب

نقلدهم بضحكات ساذجة أقرب إلى البكاء

نناظرهم بعين التوسل والرجاء

أي ضمير هذا الذي نخاطب، وأية إنسانية كاذبة هذه التي تذبحنا  من الوريد إلى الوريد صبح مساء

نلملم أثواب خيبتنا الممزقة في محاولة فاشلة لااستجداء بعض دفء منها

نتلمس عظامنا البارزة، نغمض جفونا متهدلة في عيون غائرة..

نتمتم عبارات عجزنا وضعفنا في غفلة من رقابة عبّاد أزلام وشياطين

ندرك معنى الموت قبل أن يدركنا.. نحفر قبورنا الجماعية ونصلي على أنفسنا

نرقد بلا سلام في صحارى التائهين!

*نعيش أحلامنا كمدمن لا يعرف من دنياه إلا إدمانه الذي يجعله في عالم مختلف

وهم، سراب،  أحجية تتوارى خلف ألف حجاب

أيتوجب الشفاء، أم أنها اليد التي تربت وتذرو غبار الشقاء

ما بين شرود العقل وحيرة الروح، تيه لنفس، وحرف عنيد يأبى أن يبوح

*الكل يحلم بالتغيير، والكل يقف على ناصية الانتظار مترقبا غيره ليبدأ المسير

*تلاعبنا أحلامنا لعبة القط والفأر، في اللحظة التي نشعر أننا على وشك الاقتراب واصطيادها، تفرّ هاربة وبسمة سخريتها الشامتة توصد دون نشوة انتصارنا الأبواب

*أسمال بالية تكشف عن أجساد مرتجفة تتلاصق تحت شجرة وحيدة هي مأوى العابرين الراحلين نحو ضياء مختلف

وعلى بعد شهقة وزفير، قارب مثقوب يساوم بائعا متجولا  حول رقعة مهترئة بجدال سقيم..

هي ذاتها، تلك الدائرة المجنونة التي تصم أذنها عن كل صوت، وتعمي بصرها عن كل ما يستوقف رقصها الماجن الذي لا يعرف السكون..

يطول الليل، وتبقى الأرواح ظمأى لنسمة هاربة تلطف هجير الانتظار.

وسوم: العدد 756