أوكار الأفاعي

مَحمد اسموني

يلمعُ الليلُ بكلِّ عيونــه

تختفي الأشباحُ بين طياتـه

تضيءُ الملاهي في جنباتـه

فيرتمي العشاقُ في أحضانه

سُمّارُ اللـيلِ منتشرون في كلِّ البـقاعِ

يزحفون نحـو الأوكار سِراعاً كالأفاعي

يخفـون وجوهاً لا تخجلُ خـلف قناعِ

يغشون المخـابئ وينسحبون بلا وداعِ

هناك عـرضٌ وبيعٌ للرذيله

هناك موتٌ وخنقٌ للفضيله

بأبخـس الأثمـان

على يد الشيطان

كـؤوسُ خمرٍ تزيـغُ العقـول

تميتها، تلفها، في كَـفَنِ الذهول

عربدةٌ في كلِّ رُكـنٍ وفـجور

حط في المكانِ الحمائمُ والنسور!

هنا ضـيع النـاسُ صوابـهم

هنا بددوا عقولهم ونقودهـم

إلا واحداً منهم

مازال صـاحياً في ضـوءِ البريق

صاحبُ الحـانة الماكر، حُرٌّ طليق

عينـاهُ الصغيرتان، تتلصصان

جيوبَ السكارى المتعبةِ ترقبان

تبتـزها، تمـتصها

تحيلها إلى فقاعات هوائيه.

بعـد لَأْيٍ يغـادرون المكان

وقد فقـدوا الشعور بالزمان

يحملون رؤوسا ثقيلة من غير عقول

لا يعرفون أين القصـد ولا الحلول

غارقون، تائهون، في لجة الضياع

ليس فيها مجـداف ولا شـراع!

وسوم: العدد 935