مأساتنا

كمال حسن زكي

كمال حسن زكي

عندما يغمرك الحب و الحنين

لوطنك البائس المسكين

الذي يعبث فيه قتلاً و دمارا

أسفل السافلين

لقد حبسوا الأنفاس في صدور النّاس

و خرّبوا العقول في رؤوس العاقلين

بطائفةً تقاتل شعباً سالمها فأنكرته

و شيعة شيّعت دينها  و دفنته

بعد كل ذلك

كيف للعقول أن تفكّر

دون أن تكفّر

أفكارا عفنة كفّرته

و الله تعالى حرّم علينا

أن نجادلهم   

فوجب علينا أن نبتعد عنهم

و نقول للمفكر

كفاك نوم

لن يجني لنا سوى اللوم

انهض من فراشك و حرّر

من أدراجك الأقلام و الدفاتر

ثم ابحث بين أقلامك عن قلم

يحسن التعبير بين أناملك

إن كتب أو رسم

أمسكه بقوة الحنان

يخطّ لنا صدق القول

ليبعد عنّا الألم و الهول

ثمّ يحرّرلنا الأمانة

من براثن فك الخيانة

لأن الصدق

لم يعد قادرا على النطق

اجعل من قلمك لنا سلاح

ينادي حقيقة بالكفاح

ليس كما العوّاء و النّباح

دع قلمك في الحق يقاوم

لاّن المقاومة التي كانت

لم  تعد تقاوم

لقد تحولت من دفاعها  عن وطن

إلى قتالها بجانب مجرم ظالم

أمطر البلاد و قتل العباد

بالصواريخ و القنابل

لا نعلم من قُتل ومن هو سالم

فرّق صفوف المقاتلين الأحرار

ووحّد كل المجرمين الأشرار

المشوهين دين المسلمين

 بأفعالهم الشريرة

و لعبتهم الحقيرة

ليخرج السؤال الآن

أين الضمير و الوجدان

كيف لمقاومة تدعي أنّها شريفة

و حزبها الذي يحمل اسما عظيما

وجب تشريفه

يفعل في بلاده و بلاد  الآخرين

أفعالا مخيفة

من فيض قوتهم

ذهبوا يبحثون عن خصوم

يفرغون الحقد الذي يحملوه

وينشرون  الجهل الذي تعلموه

ثم راحوا يحاربون باسم دين

أخجلوه

خرج من قلوبهم و بهم كفر

لم يعتنوا بدعائمه  في الخلق العظيم

فنفر

من جهلهم و حقدهم انقسمت الأمة

أجزاء بعد لحمتها فحزن الزمان منهم

و استنكر

توغل الجهل في عقولهم الجوفاء

حتى تحجرت

و سواد القلوب  في وجدانهم الميت

 قد بدا يظهر

أئمتهم المزيفون

أدخلوهم في تاريخ مظلم لفّقوه

يبغضونا تلاعنا مجحفا

و بدأت أسنان المشط تتكسر

كأنهم أعداء تسللوا في ديننا خداع وخفية

ثمّ زوّروا التاريخ كذبا و تلفيقاّ

تشويه للدين القويم كي يدمر

فاستباحوابلادا لا يدركون أهوالها و مدى و عورتها

التي ستعيدهم أشلاء ليعيش آبائهم

في ندم و قهر

لا تظنوا الأيام ضاحكة لكم بل إنها عليكم

و سوف تلفظكم  مشهورة بالسنين أبدا الدهر

فإن عدتم لنحمل راية الإسلام

فلكم السلام

كفاناقرونا ظلمنا فيها أنفسنا من جهلنا

حتى غرقنا في القعر

فتعالوا إلى مغفرة من الله تعالى  ومن أنفسنا

لننفض غبار الجهل عنا في سرّنا و في الجهر

 الأخلاق في محاسنها ضاقت بنا ذرعا

من مزلة أنفسنا انحرافا عن الحق

حتى أصابنا الضرر

ومن يحسب أن الله إلاهه وحده بطائفته و شوائبها

يمت  كبهيمة الأنعام جيفةً

دون تشييع و لا قبر

و القبور التي قالوا عنها ذهبوا يقاتلونا فيها

نحن من شيّدها و من يحميها منهم و أكثر

بعيدين عن طوائف الجهل 

التي غيّبت العقل

و أدخلتهم في متاهة حقد عريق

تائهين في حماقة أقوال

سترميهم في سحيق

لو خرج  منهم من يعدل

في قوله و في فعله

إلا و اغتالته يد  غدر

لا تعدل و لن تفيق

لقد ضاقت بهم محاسن الأخلاق و متعتها

من حقد دعاة جهل يجهرون بالنعيق

أحقادهم فاقت الرمال في عدائها و أعدادها

فأدمنوا القتل  بالغدر لكل غريب و كل رفيق

و ما من نفس إلا أمست منهم شاكية

لأن تاريخهم الأسود جعلهم في ثبات عميق

و حزب حمل اسما لا يدرك معناه حقا

فزلت قدمه ليسقط في لهيب النار

و سُعر الحريق

ذئاب و ضباع مسعورة

تسوقهم إلى هلاكهم

ليغدروا بشعب كريم

كان لهم خير صديق

متهمين زمان أضرّ بهم

دون صدق  ولا توثيق

فقباحة الأفعال  سوّدت وجوها بعد وسامتها

حتى أظهرت من إساءتها و شناعتها قبحاً أنيق

خذوها و جمّلوها ثم  عرّفوها

من هو العدو و من هو الصديق

فيا أيها الفتى و الرجل

لا تفعل ذلك  لا تقتل

إنما اجعل من نفسك مشعلا يبعث الشعور بالأمل

دعها تنير كل ضريرأصابه سهم شرير

نوّر له  الطريق عدوا كان أو صديق

أطفىء نار اللظى أخمد الحريق

ابعث في الموت شهيق

لتصلح لنا الخلل بفعلك الخير الكثير

أما الذين سيعتمدون الحقارة

اجعل نفسك لهم منارة

ترشدهم دون تأنيب أو حمق في العبارة

لأن الحمق في التأنيب هو توأم حقد التعذيب

التي جعلوها حرفة و صناعة

يتعيشون منها و يرتزقون في وضاعة

دون بُعد في النظر ليوم نزولهم القبر

فمن كان في الأخلاق نجيب لا يمتهن حرفة التعذيب

لأنها أحقر حرفة و شرّ  عمل

محترفها ماذا يأمل بعد ذلك العمل

من أبنائه و بناته يوم وفاته

حيث سيظهر لهم قبح لون رفاته

التي سيلتحفها السّواد أكثر من رفات الكوّاد

فيحزن خجلاَ الأولاد و الأحفاد

ليس لمماته و إنّما من قبح لون رفاته