الفجر القادم
هايل عبد المولى طشطوش
[email protected]
اعذريني سيدتي فانا المتكئ على جدار الزمن
ارقب المصائب واعد المحن
فانا العاجز الضعيف
لا
أقوى الدفاع عنك
ورد
الظالمين ومنع الفتن
حياتي صخب ولهو
ليس
فيها إلا المجون
واللهو وعذب الشجون
أراك تتعذبين وتتنهدين
وعلى ماضي الأجداد تتحسرين
وبأوراق التاريخ استعين
وأتباهى بما قدم أجدادي من بطولات
دون أن أقدم التضحيات
واقرأ عن سيرتهم وعن الفتوحات
ولكني لست مثلهم مغوار
ليس
لدي سوى الأقوال والأفكار
حتى
أني فيما افعل فيها محتار
*
* *
املك أموالا كثيرة
وأعدادا هائلة غفيرة
وارضي واسعة وكبيرة
اكبر بكثير من تلك الديرة
فيها خيرات ودرر
فيها نفط وشجر
ينبع منها خير كثير
يعود لي منه نزر يسير
أتدرين لماذا ؟
لأني متكئ على جدار الصمت ويداي مكبلتان
وجسمي منهك تعبان
وفي
أمري حيران
أتساءل ، كيف وصل إلى القمر ذاك الإنسان؟
وأنا جالس مكاني
اندب حظي وأحزاني
أصيح بأنغام وأشجان
ليس
لي من الأمر شيء
إنهم يقتسمونها كأنها فيء
* * *
لكن
يا أماه ورغم نومي الطويل
وجسمي الضعيف العليل
سأنهض في فجر قادم
أو
ساعة الأصيل
وسأسرج حصاني الجميل
وسأقف كشجرة النخيل
وسأعبر المحيط
ورغم كل ما بي وما يحيط
وسأمخر عباب الظلمات
وسأقطع تلك الأصوات
المرعبة كالكلاب النابحات
وسأنفض عنك غبار الزمن
وستلبسين حلة من الدرر النفائس
وتضعين طرحة أجمل العرائس
وترفعين جفنك الناعس
فانا لم اعد ذاك المتقاعس
فانا الفارس ابن الفارس
وسأجعل العالم يقرا التاريخ
وسيعلم الذين صعدوا إلى المريخ
إن
صحائف قرطاس أجدادي
هي
صاحبة الفضل عليهم
عندما غاصت سنابك الخيول
ودقت على أبوابهم الطبول
عندها علمنا الدنيا ما تقول
وكان نجمنا ساطع ما له أفول
يضئ
البحار بنوره والسهول
والرواسي شامخات بها الرجال تصول
وفي القفار أشاوس تجول
يصنعون للعالم مجدا تليدا
ويكتبون بمداد دمهم تاريخا مجيدا
ولتعلمي يا عروبتي وان جن الليل واظلم
وان
أصبحت حياتي كلها دما
فانا المغوار الذي ما كبا
اصفحي عني، وجودي بالعفو وتكرمي