همسات القمر 191

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*ومن عجائب النفس أن الذاكرة التي في داخلها لا يهدأ سكانها، ولا يعرفون للسكون سبيلا

ينشطون في الليل أشباحا تبدأ حفلاتها الصاخبة لحظة لجوء النفس إلى محراب نومها

يتزاحمون متكئين على جدران أجفانها لتبقى مصلوبة تشاهد رقصاتهم السمجة وتتأذى بألحانهم النشاز

هرج ومرج، فوضى وضوضاء، ونفس تتمنى عتقا من هذا العناء

أما من مخدر لهم أو موت يحيق بهم ويحتويهم؟

*يطول صيام النفس ويطول انتظارها وترقبها لصوت مدفع غروب الحزن معلنا عن وجبة شهية من فرح!

*ما سر المشاعر الدافئة في الجو البارد الماطر؟

ولماذا تهيم النفس في خواطرها وكأنها مغيّبة عما حولها مكتفية بعالمها الشفيف؟

في انبعاث الروح من بحيرتها الراكدة تجديد للأمل .. وفي انطلاقتها نحو سماوات الحلم عهد آخر مع الحياة.

*يتلاشى الألم من ظواهر نفوسنا فنظنه زال، في حين يغوص إلى أعماقها مستكينا منزويا متخذا له مكانا ثابتا وكأنه مثواه الأخير

ما إن نتعمق بذواتنا نجده كوشم لا يفنى، يحملق فينا بقسوة وكانه يتعمّد بث الفوضى وبعثرة الكيان

هكذا هي المشاعر الحقيقية الصادقة، قد تغفو، قد تنكمش، قد تتوارى، ولكنها والنسيان خطان متوازيان لا يلتقيان!

*تربكني بعض تفاصيل الحياة وتضعني بين حيرة النفس وتمتمات الشفاه

ألوذ بعزلتي متحدية  يدا قاسية تدفعني مع حشود العابرين

أسدل ستار أفكاري وأحتمي بخيالي لأكون أنا وذاتي على بساط الحلم المستحيل

وفي المستحيل، حمامة بيضاء لا زالت تعلل نفسها بهمس وهديل

*وكأن الأمل آخر غصن نضر متبقٍ لنا في شجرة الحياة

إن تركناه يجف، نهوي وإياه إلى سحيق العناء لنغدو والموتى سواء

*حين يداعب لحن جميل أوتار القلب تهتز المشاعر وتتسلل لخدوش النفس ترممها وتمسح عنها غبار الأنين

وعندما ينقطع وتر منها على حين رجفة، أشد بيد اللهفة ما تبقى، أضمها للنفس الحائرة، أتلو عليها تعويذة وأتخذ لي زاوية في محراب الآملين..

وسوم: العدد 754