عبد الله العقيل

من أوائل الرجال الذين اهتموا بالشعر الإسلامي المعاصر، فقد وصلتني منه رسالة عندما صدر كتابنا "شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث" يهنئ ويشجع ويبارك، وكان يومئذٍ مديراً للشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف الكويتية.

بعد سنوات قصار دعي لإلقاء محاضرة في الدوحة، فأسرعت إلى السلام عليه وتقديم نفسي إليه، وحضرت المحاضرة وكان مما علق منها في ذاكرتي حكاية رمز بها إلى الفساد الذي عمّ وفشا وانتشر، قال: كان في سوق البصرة رجل يبيع السمك، جاءه مشتر أخذ يتفحص السمكة ويشمها من ذيلها ليعرف صلاحها من فسادها، قال له البائع: إنما يشم الإنسان السمكة من رأسها ليعرف حالها، قال الرجل: أنا أعلم أن الرأس قد فسد ولكني أريد أن أعلم إن كان هذا الفساد قد وصل إلى الذيل أم لم يصل...

وصلت الرسالة وضحك المستمعون.. وأنا منهم..

بقي الأستاذ العقيل حاضراً في جو الشعر الإسلامي، فقرأت له في مجلة الفيصل رواية لقصيدة الشاعر الحضرمي المتفوق علي أحمد باكثير نافثاً مواجده عندما زار اسلامبول عاصمة الخلافة الإسلامية ذلك في العدد 178 ص102 بعنوان "مآذن استانبول".

قدمت المجلة لهذه القصيدة بقولها: هذه قصيدة نادرة لم تنشر من قبل، وهي آخر ما نظم الشاعر الإسلامي علي أحمد باكثير في أثناء زيارته لتركيا في 25/5/1969، حصل عليها الشيخ عبد الله العقيل سليمان العقيل الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي من الأستاذ أمين مصطفى سراج الذي كان مرافقاً لباكثير في أثناء رحلته، وأهداها الشيخ العقيل مشكوراً لمجلة الفيصل...

وتحظى ديوانية الشيخ العقيل بحضور مميز، يفد إليها الأدباء والشعراء والكتاب الإسلاميون، يناقشون فيها ما يعن لهم من شؤون الأدب والشعر والفكر، ولا تخلو جلسة من هذه الجلسات من كتاب يوزع على الحاضرين أو من قضية تناقش تفاصيلها من المشاركين.

ويمتد تشجيع العقيل للشعر الإسلامي بالمساهمة في طباعة دواوينه، فقد ساهم في طباعة ثلاثة دواوين للشاعر اليمني حسن بن يحيى الذاري كما ساهم في طباعة المجموعة الشعرية الكاملة لشاعر العراق الكبير وليد الأعظمي عليه رحمة الله..

وهو بالإضافة إلى هذا العطاء المبارك كثير الأسفار واسع المعرفة، قابل عدداً من مشاهير رجال الدعوة والأدب والشعر، وعرف من سيرتهم زوايا لم يعرفها غيره أو عرفها عدد يسير هو واحد منهم، وقد وفقه الله للكتابة عن عدد صالح من هؤلاء الأعلام وأصدر ذلك في مجلد ضخم بعنوان "من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة" ويقع الكتاب في أكثر من سبعمائة صفحة ويضم واحداً وسبعين ترجمة لرجال وفوا بالعهد ثم مضوا للفوز بالوعد..

الأخ الصديق العقيل واحد من رجال الدعوة، يسرك أن تعرفه ويسرك أن تحضر مجلسه وأن تستمع إلى حديثه..

الداعية الحق هو الذي لا يتوقف عن العطاء.. هذا هو أخونا أبو مصطفى..

* من كتابه أدباء وعلماء عرفتهم

وسوم: العدد 851