العظماء من خلال جنازة قائدنا أحمد ڤايد صالح رحمة الله عليه

تابعت اليوم كغيري من الجزائريين جنازة قائدنا أحمد ڤايد صالح رحمة الله عليه وبكيت مرّات ومرّات كما بكاه الأحرار من الجزائريين والعرب والمسلمين:

1. أنا الآن على مشارف 54 مي عمري وكتبت عن جنائز الرؤساء الجزائريين والعرب والغربيين وأشهد أنّي لأوّل مرّة في حياتي أرى جنازة عسكرية يقودها الملايين من الشعب وبمحض إرادتهم ولم يكن ذلك من قبل في الجزائر ولا العرب ولا العجم ولا الغرب. 

2. قال عنه قائد عسكري عمل تحت إمرته: مكث الفريق أحمد ڤايد صالح رحمة الله عليه في الصحراء مدّة 30 سنة لم يعشها أحد من الجزائريين لحدّ الآن يوم كانت الصحراء دون ماء ولا كهرباء ولا وسائل إعلام.

3. نقل أستاذ عن أستاذ تكفّل بتعليم اللّغة العربية لقائده ڤايد صالح الذي قال له: يا يا ابني، نتعلّم اللّغة العربية اليوم حتّى إذا ما خاطبنا الشعب الجزائري ذات يوم خاطبناه باللّغة العربية وليس الفرنسية.

4. ظلّ المجاهد أحمد ڤايد صالح ينتقل من جهاد إلى جهاد: حارب الاستدمار الفرنسي في صغره وحارب الصهاينة في شبابه وحارب الفساد في شيخوخته فرزق حسن الخاتمة.

5. أنهى عهد الانقلابات العسكرية وقتل الأنفس البريئة وتعيين الرؤساء واستيلاء العسكر على السّلطة واستبدال الصندوق بالدبابة وأقام عهد احترام الصندوق ورعاية الانتخابات النزيهة وحقن الدماء.

6. عرضت عليه بعد أحداث الجزائر في 22 فيفري 2019 أن يرأس الجزائر ويكون الحاكم فرفض وهو القوي الذي يطلبه الجميع.

7. أنجز كلّ الوعود التي وعد بها المجتمع الجزائري: ظلّ يدعو ومن اليوم الأوّل من أحداث الجزائر إلى احترام المؤسسات الدستورية وحقن الدماء والعودة للانتخابات واحترام إرادة المجتمع عبر صناديق الاقتراع فوفّى بوعوده كلّها وأنجزها باحترافية عالية جدّا.

8. كان مخلصا في أقواله وأفعاله فأخلص له الشعب الجزائري بأن أكرمه بجنازة شعبية لم يحلم بها قائد عسكري جزائري ولا عربي ولا أعجمي ولا غربي لحدّ الآن.

9. بعض شعوب العالم طالبت قادتها بالرحيل وهم أحياء يرزقون والشعب الجزائري يطالب قائده أحمد ڤايد صالح رحمة الله عليه بعدم الرحيل والبقاء معه وهو يودّعه إلى قبره.

10. تمّت جنازته تحت الراية الوطنية الواحدة والوحيدة وفي ظلّ وحدة التراب وكما جمع الجزائريين في حياته جمعهم في مماته.

11. حين عدت من أداء صلاة الصبح لنهار اليوم تابعت على إثرها نقل الجثمان من مقرّ سكناه إلى قصر الشعب ليرى أبناءه من المجتمع الجزائري النظرة الأخيرة ويودّعونه علمت أنّ شبابا وشيوخا بأعدادا عظيمة باتت في العراء وتحت الصّقيع ينتظرون ليشهدوا جنازته.

12. كان من المفروض أن يصلى عليه صلاة الجنازة في صلاة الظهر ونظرا للملايين من المشيّعين والزحام الشديد وصعوبة اجتياز الموكب تلك الحشود العظيمة حتّى أنّها تجاوزت قدرات الجهات الأمنية ما جعل الجنازة تتأخّر عن موعدها.

13. جاء قائدنا أحمد ڤايد صالح رحمة الله الجزائر بعدما تمّ تحطيمها عن قصد مدروس ممنهج فاستطاع وضعها في الطريق الصحيح ويبعد عنها الخراب والدمار.

14. نقل أستاذ عن القائد قوله: عقيدة الجيش الوطني مستمدة من عقيدة الجيش الوطني الشعبي ولا تنسب لأحد.

15. الجنازة الشعبية الضخمة جدّا ستعيد لا محالة الثقة بين أفراد المجتمع الجزائري وستفتح عهدا جديدا من الثقة والأمل ومحاربة الكذب والزور على المجتمع وصدّ كلّ أنواع الفساد والمفسدين.

16. أطال الله عمر قائدنا أحمد ڤايد صالح رحمة الله عليه ليرى رأي العين أنّ المهمّة العظيمة النبيلة التي خلق لأجلها قد أتمّها على أحسن وجه وباحترافية عالية جدّا ليرفعه بعد ذلك ربّنا الكريم إليه معزّزا مكرّما دون دٙيْنٍ في رقبته.

17. وقفت مطوّلا عند الكلمة التي ألقاها القائد العسكري في مقبرة العالية وهو يثني على قائده أحمد ڤايد صالح رحمة الله وممّا قاله: "لقي ربّه بالإقامة العائلية" وهذه العبارة تدل على أنّ القائد مات في بيته الكائن بالثكنة العسكرية وبين عائلته وداخل وطنه الجزائر.

18. رزق قائدنا أحمد ڤايد صالح رحمة الله خاتمة يحلم بها الكبار ويرجوها العظماء ويتمناها القادة.

19. أمسى للجيش الوطني الشعبي وللجزائر مرجعية اسمها القائد ڤايد صالح يعودون إليه في حقن الدماء وحفظ الوطن واحترام وحدة التراب الجزائري وصون الصندوق ورعاية الممتلكات.

20. تشاء حكمة ربّك أن يبدأ الشعب الجزائري أحداث الجزائر في 22 فيفري 2019 بمقولته الخالدة "الجيش الشعب .. خاوة خاوة" تحت رعاية ومرافقة القائد ڤايد صالح رحمة الله عليه وبعد 10 أشهر يرفع الشعب الجزائري نفس الشعار "الجيش الشعب .. خاوة خاوة" وهو يرافق جنازة بطله وقائده إلى المقبرة.

21. سمعت له مقطعا يتحدّث فيه عن أمله في أن ينال حسن ظن المجتمع الجزائري به ويتمناه ويرجوه فرزقه الله حسن ظن الكبار والصغار والنّساء والرجال والمدنيين والعسكريين وفي الداخل والخارج ومن الجزائري والعربي والأعجمي والغربي.

22. سمعته يقول: نحن حماة الشعب فكيف يعقل أن نقتل الشعب وهذا لن يكون أبدا. وفعلا، صدق في وعده وحقن دماء الجزائريين وحفظ ممتلكاتهم وخيراتهم.

23. أقرأ الآن عبر إحدى الصفحات أنّ360 مولود جزائري ولدوا اليوم تم تسميتهم باسم القايد صالح وهذه من حسنات القائد وهو بين يدي ربّه.

24. الجزائريون بكوا قائدهم أحمد ڤايد صالح رحمة الله وهم لا يرجون دنيا ولا منصبا ولا طمعا ما يدل على حبّ المجتمع له وتقديرهم لإنجازاته العظيمة وحقنه للدماء وصونه للأرواح والممتلكات والأعراض ووحدة التراب.

25. من كان صادقا في سريرته رزقه الله الصدق في خاتمته وأحبّه العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب.

26. سمعة الجنرال في بعض الدول سيّئة الذكر لأنّها مرتبطة بالدماء والدبابة والانقلابات وسمعة الفريق أحمد ڤايد صالح رحمة الله ناصعة البياض لأنّها مرتبطة بحقن الدماء واحترام الصندوق وحماية الانتخابات ومرافقة الشعب.

27. من شدّة حبّ الجزائريين لقائدهم أحمد ڤايد صالح رحمة الله وخاصّة بعد الجنازة أصبحت التحية العسكرية موضة الشباب يزيّنون بها صفحاتهم ويلتقطون عبر صور الفخر والاعتزاز ويعلّمونها أبناءهم.

28. رحم الله قائدنا أحمد ڤايد صالح وأسكنه الفردوس وأكرمه الله بالنظر إليه ورزقه شفاعة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكان الله في عون الجزائر ورزق أهله وأبناءه الصّبر والثبات.

وسوم: العدد 857