الطبيب الداعية الدكتور جهاد عبد العليم الفرا

رئيس المجلس الإسلامي الدانماركي

clip_image002_28afe.jpg

(1960- 2015م)

    رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي دنماركي سوري الأصل، طبيب جراحة العظام يعمل في قسم جراحة العظام في مستشفى المملكة في كوبنهاغن، أكبر مستشفيات الدنمارك، وهو مؤذن ومنشد إسلامي أيضاً.

مولده ونشأته:

- ولد الدكتور جهاد عبد العليم الفرا في مدينة حمص السورية عام 1960م، نشأ وتربى في محاضن التكوين الإسلامي في سورية، وعلى أيدي دعاة وعلماء معروفين في مدينة حمص.

الدراسة، ومراحل التعليم:

ودرس في مدارس حمص مراحل تعليم المختلفة من الابتدائية حتى الثانوية.

ثم درس الطب العام في مدينة كلوج نابوكا في رومانيا، وتخرج منها عام 1987.

وبعدها تخصص في جراحة العظام في مستشفيات الدنمارك.

أعماله، والوظائف التي تقلدها:

clip_image004_9c9bb.jpg

- عمل حتى وفاته استشارياً لجراحة العظام في المستشفى الملكي الجامعي في كوبنهاجن.

- انتخب رئيساً للمجلس الإسلامي الدانمركي ما بين عامي 2002 ـ 2008م.

- شارك في أعمال الإغاثة الإنسانية والطبية في باكستان أثناء فترة الزلازل عام 2005م.

- شارك في المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم في البحرين عام 2006م، وقدم بحثا بعنوان " أزمة الرسوم لماذا؟"

- شارك في أعمال الإغاثة الطبية الإنسانية في قطاع غزة إبان العدوان على القطاع سنة 2009 رغم مخاطر العمل تحت القصف، وألّف كتابه عن هذه التجربة الذي صدر بعنوان "رحلتي إلى أرض العزة".

- له محاضرات ودروس وإطلالات إعلامية متعددة، وأنجزت العديد من وسائل الإعلام مقابلات معه، كما خصصت قناة "الجزيرة" حلقة كاملة عن حياته ضمن برنامج "موعد في المهجر".

عمل د. جهاد عبد العليم الفرا استشارياً لجراحة العظام في المستشفى الملكي الجامعي في كوبنهاغن.

ثم عمل رئيساً للمجلس الإسلامي الدانمركي ما بين عامي 2002 ـ 2009م.

وشغل في آخر حياته منصب رئيس مكتب الدعوة والتعريف بالإسلام في المجلس الإسلامي الدانمركي.

شارك في أعمال الإغاثة الإنسانية والطبية في باكستان أثناء فترة الزلازل عام 2005.

شارك في المؤتمر العالمي لنصرة النبي محمد في البحرين عام 2006م، وقدم بحثاً بعنوان "أزمة الرسوم لماذا؟ وكيف نستثمرها؟"

كما شارك في أعمال الإغاثة الطبية الإنسانية في قطاع غزة إبان الحرب على قطاع غزة عام 2009م.

مؤلفاته:

رحلتي إلى أرض العزة:

       يقول في مطلع كتابه: ( في السابع والعشرين من شهر ديسمبر من عام 2008 للميلاد، الموافق للتاسع والعشرين من شهر ذي الحجة من عام 1429 للهجرة شرعت القوات الصهيونية بمجزرة جديدة من المجازر التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني وأضيفت إلى السجل الحافل للمجازر التي ارتكبت بحق هذا الشعب الصابر المصابر حيث أغارت قوات الغدر الصهيونية الجوية المزودة بأحدث الأسلحة على قطاع غزة موقعة الهدم والتدمير في عشرات المؤسسات والبيوتات الفلسطينية والمئات من الشهداء والجرحى.

      وقد كنت من كوبنهاجن عاصمة الدانمرك، شأني شأن الناس في أنحاء الأرض أتابع الانتهاكات الوحشية على البشر والحجر في القطاع الجريح من أرض فلسطين السليبة، مسمراً أمام شاشات الفضائيات وما تنقله من فظائع. وهي مهما نقلت فلن تستطيع أن تغطي كل الحقيقة بل نبذة عنها، فالحقيقة ـ كما رأيتها ـ أمر وأفظع بكثير من الصور. شاركتُ في التجمعات والمظاهرات والاعتصامات التي أقامها العرب والمسلمون في الدانمرك، لكن كل ذلك لم يصل إلى الآذان الصماء في المجتمع الدانمركي أو الدولي، ولم يكن ليرقى ليقنعني بأني قدمت شيئا لإخواني وأخواتي في غزة العزة يرقى إلى عظيم صبرهم وصمودهم وتضحياتهم، ولم يكن ليشفي القلب من الشوق إلى أولئك الأحبة الأفذاذ في تصديهم لأعدائهم وفدائهم ودفاعهم عن شرف أمتهم ووطنهم، وعقيدتهم ودينهم. فكان لابد من العزم وتلبية أمر الله الذي أمرنا به....

ويتضمن الكتاب:

· بين يدي الكتاب: بقلم الأستاذ الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب.

· مقدمة بقلم الأستاذ الدكتور مفيد محمد المخللاتي عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية في غزة.

· تقديم بقلم الأستاذ عبد الحميد الحمدي رئيس المجلس الإسلامي الدانمركي.

· قصيدة بعنوان: " يا أهل غزة " للشاعر الدكتور عبد المعطي الدالاتي حمص ـ سوريا .

· قصيدة بعنوان: " دعوا أهل القبور ليستريحوا " للشاعر الأستاذ شادي الأيوبي أثينا ـ اليونان

· دقق الكتاب لغويا الأستاذ الدكتور كمال غنيم الجامعة الإسلامية غزة ـ فلسطين . والأستاذ الشاعر شادي الأيوبي أثينا ـ اليونان .

· صمم غلاف الكتاب الأستاذ يوسف الصيفي غزة ـ فلسطين .

· كما يتضمن الكتاب مجموعة من شهادات الشكر والتقدير من جهات فلسطينية رسمية وجهات شعبية إضافة إلى ألبوم صور بكاميرا المؤلف تدعم الحقائق المثبتة فيه.

نشر الكتاب: مكتب الدعوة والتعريف بالإسلام، في المجلس الإسلامي الدانمركي، على العنوان الإلكتروني التالي: [email protected]

وفاته:

      توفي الطبيب الداعية جهاد عبد العليم الفراء في إحدى مستشفيات الدانمارك إثر نزيف دماغي عجر الأطباء عن إيقافه لمدة شهر، وكانت وفاته في  06-10-2015م، وصلي عليه ودفن يوم الثلاثاء 06-10-2015م بعد صلاة العصر في مركز حمد للحضارات، وقد ودع هذه الحياة الفانية عن عمر 55 سنة قضاها في الدعوة والبذل والعلم والعطاء.

أصداء الرحيل:

رحيل قائد ومؤسس:

     {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى ربك رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}

      {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}

     بقلوب مكلومة وعيون دامعة وحزن وألم عميقين وتسليماً بقضاء الله وقدره ينعى المجلس الإسلامي الدنماركي للمسلمين عموما والمسلمين في الدنمارك خصوصا المغفور له بإذن الله تعالى الأخ الحبيب الدكتور جهاد الفرا رئيس مكتب العلاقات العامة والاعلام بالمجلس مؤسسه ورئيسه السابق علما من أعلام العمل الإسلامي في أوروبا والدنمارك رحمه الله رحمة واسعة، الذي أنتقل إلى جوار ربه فجر اليوم الثلاثاء 6 تشرين أول (أكتوبر) الجاري، بعد معاناة أليمة مع المرض الذي أصابه.

      رحم الله أخانا الحبيب أبو عبد العليم وأسكنه فسيح جناته، فقد كان رمزا وقائدا ومربيا عرف بدماثة أخلاقه وعلو همته وتواضعه مع الكبير والصغير قريبا من الجميع تغطي ابتسامته وبشاشته وجهه الصبوح كبيرا في كل تصرفاته أخا وأبا لكل إخوانه بلسما لجراحهم وقدوة لهم قاد بهم سفينة التأسيس حتى أينعت ثمارها، عايش آلام المسلمين في سورية التي ينحدر منها والتي عاش حالما من أجل العودة إليها محررة من قيود الظلم والطغيان والاستبداد، كما عايش آلام الفلسطينيين، وهم يواجهون آلة حرب الاحتلال، حيث  شارك في أعمال الإغاثة الطبية الإنسانية في قطاع غزة إبان العدوان على القطاع سنة 2009 رغم مخاطر العمل تحت القصف، وألّف كتابه عن هذه التجربة الذي صدر بعنوان "رحلتي إلى أرض العزة"، كما عايش آلام المسلمين في باكستان، وشارك في أعمال الإغاثة الإنسانية والطبية في باكستان أثناء فترة الزلازل عام 2005، ودافع بقوة عن خير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، في المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم في البحرين عام 2006 وقدم بحثا بعنوان "أزمة الرسوم لماذا؟"، وقاد العمل الإسلامي في الدنمارك بانتخابه رئيسا للمجلس الإسلامي الدانمركي ما بين عامي 2002 ـ 2008.

     رحمك الله يا دكتور جهاد وأسكنك فسيح جناته وجزاك الله خير الجزاء عما قدمت من خير لدينك ولأمتك وللمسلمين عموماً فقد كنت حقاً رجل الخير وسوف تكون سيرتك الوضاءة وأعمالك الخيرية العديدة نبراسا يضيء الدرب ومدرسة تتعلم منها أجيال المسلمين في هذه الديار.

     إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عبد العليم لمحزونون، ولكن عزاءنا أنك تركت لنا من المآثر الجليلة في خدمة ديننا ما يعزينا ويبعث في نفوس أبناء مسلمي الدنمارك الأمل بالفعل والعطاء خدمة لدين الله ولقيمه في التعايش والتسامح وتمتين الروابط الاجتماعية والدينية في هذه الديار المطمئنة الآمنة.

رئيس المجلس الإسلامي الدنماركي

عبد الحميد الحمدي

«اتحاد المنظمات الإسلامبة في أوروبا» ينعى الفقيد الكبير الدكتور جهاد الفرا :

    ينعى «اتحاد المنظمات الإسلامبة في أوروبا» بوافر الحزن والألم الأستاذ الكريم والأخ الفاضل الدكتور جهاد عبد العليم الفرّا، الذي وافته المنية فجر اليوم الثلاثاء بأثر انتكاسة صحية ألمت به.

    ويتقدم «اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا» بهيئاته القيادية ومؤسساته الأعضاء، إلى أسرة الفقيد ومسلمي الدانمرك ومحبيه جميعاً في كل مكان بخالص العزاء في هذا المصاب الأليم، بافتقاد رائد من الروّاد وعلم من الأعلام.

    فزيادة على حياته المهنية الحافلة في السلك الطبي الدانمركي، شغل الدكتور جهاد الفرا مواقع قيادية متعددة في مؤسسات «اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا»، وهو الرئيس الأسبق للمجلس الإسلامي الدانمركي، وله أدوار مشهودة في خدمة الإسلام والمسلمين ومجتمعه الدانمركي وإقامة المؤسسات ورعاية المشروعات الموجهة للنفع العام.

    وقد عُرف الفقيد رغم انشغالاته المتعددة بقربه من الناس وانصرافه إلى خدمة المجتمع، مع عنايته بتحفيز الشباب والعمل معهم، وتشجيع الحوار بين الأديان والتفاهم بين مكوِّنات المجتمع.

    وقد بذل الفقيد مساهمات دؤوبة في مجالات العمل التطوعي والإنساني في أوروبا وخارجها، وكان يسارع لنجدة ضحايا الكوارث والنكبات والحروب متطوعاً في مستشفيات المناطق المنكوبة حول العالم ومخاطراً بسلامته ومضحياً بجهده ووقته لإنقاذ الأرواح وتضميد الجراح.

     رحل الدكتور الفاضل جهاد الفرّا مخلِّفاً سيرة عطرة تتأسى بها الأجيال، فقد كان مثالاً في دفء الإيمان والعمل الصالح والخلق الرفيع، وإشاعة الخير والبرّ، والكفاءة التخصصية والتفاني والعطاء، ومحبة الناس وخدمة المجتمعات. وسيبقى الفقيد نموذجاً متجسداً للمبادئ والقيم وللمكارم والخصال الحميدة.

     ونسأل الله تبارك، وتعالى أن يجزل لفقيدنا الكريم الأجر والمثوبة، وأن يتقبّل عطاءه الوافر في موازين الأعمال الصالحة، وأن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجمعنا وإياه في مستقر رحمته.

وإنا لله، وإنا إليه راجعون

بروكسيل

الثلاثاء 23 ذو الحجة 1436 / موافق 6 أكتوبر 2015

«اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا»

الأخ الحبيب المجاهد جهاد الفرا في ذمة الله:

     ونعاه الأستاذ زهير سالم، فقال: ( انتقل إلى جوار ربه اليوم الثلاثاء 6 / 10 / 2015 الأخ المجاهد جهاد الفرا ( أبو عبد العليم ) في الدنمارك.

    الأخ جهاد من مهاجري الثمانينات وعضو وفي في جماعة الإخوان المسلمين. طبيب وداعية وإعلامي ومنشد جميل الصوت حماسي اللهجة. وأخونا أبو عبد العليم من حمص العدية الحبيبة، عذب الروح دمث الأخلاق، آلف مألوف ودود رحمه الله تعالى.

    زار غزة نصرة لها ولشعبها المحاصر في حملة لكسر الحصار عنها. وكتب عنها كتاباً     (غزة العزة ).

    اللهم ارحم أخانا أبا عبد العليم، ونقه من خطاياه كما ينقّى الثوب الأبض من الدنس واغسله منها بالماء والثلج والبرد ...

     اللهم تقبل من أخينا (جهاد) جهاده وهجرته، وصبره ومصابرته .. اللهم إنه، وفد عليك ونزل بك فاجعل قراه منك اليوم الجنة وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، وقرّ بعينه بما شئت عن حمص التي طالما أخبرني أنه مشتاق إليها ...

نعزي أنفسنا وإخواننا، ونعزي أسرة الفقيد بوفاة الأخ الحبيب، اللهم أنزل عليهم السكينة وحسن الاحتساب، واخلفه في أهله وفي أولاده بخير ...

وإنا لله، وإنا إليه راجعون ...

لندن في 6 / 10 / 2015

زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي

رابطة أدباء الشام - وسوم: 636

وفاة الدكتور (جهاد الفرا) المتخصص بإنقاذ ضحايا الحروب:

كوبنهاجن - قدس برس:

     توفي في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن، فجر اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول عام 2015م، جراح العظام العربي الدكتور جهاد الفرا، الذي اشتهر بتطوعه الإنساني في إنقاذ ضحايا الحروب وآخرها في قطاع غزة، علاوة على حضوره الواسع في ساحة العمل العام في إسكندنافيا.

    وأعلنت أسرة البروفيسور الفرا، في كوبنهاجن، فجر اليوم، عن نبأ وفاته في مستشفى "هيرلو" في العاصمة الدانماركية، الذي يأتي بعد شهر من مكوثه في العناية الفائقة بأثر نزيف حاد في الدماغ أدخله في حالة غيبوبة.

   والدكتور جهاد عبد العليم الفرا دانماركي من أصل سوري، وُلد في مدينة حمص عام 1960م، ودرس في مدارسها، ودرس الطب وتخصص في جامعات أوروبية، وعمل حتى وفاته استشارياً لجراحة العظام في المستشفى الملكي الجامعي في كوبنهاجن، وبرز في العديد من الأدوار الإنسانية والاجتماعية والثقافية والإعلامية.

    وشارك الجراح العربي في أعمال الإغاثة الطبية الإنسانية في قطاع غزة إبان العدوان على القطاع سنة 2009 رغم مخاطر العمل تحت القصف، وألّف كتابه عن هذه التجربة الذي صدر بعنوان "رحلتي إلى أرض العزة".

      وسبقت للفقيد المشاركة في مهمات إنسانية متعددة، منها أعمال الإغاثة الإنسانية والطبية في باكستان أثناء فترة الزلازل عام 2005، وخصص جهوداً وفيرة في الأعوام الأخيرة لإغاثة الشعب السوري وأفواج اللاجئين.

من أقواله في ثورات الربيع العربي:

د. جهاد عبد العليم الفرا يكتب: تونس.. النهضة المعجزة:

      كتب الأستاذ د. جهاد عبد العليم الفرا مقالة عن ثورة تونس، ونشرها في 29 أكتوبر 2011م، جاء فيها: (إنها الحركة الإسلامية الرائدة في تونس التي لوحقت واضطهدت واعتقل كبار رموزها، وحُجِرَ على كثير من رجالاتها وعلمائها، وهُجِّر الكثير من أعضائها وكوادرها في بلدان العالم المختلفة وعلى رأسهم رئيسهم الشيخ راشد الغنوشي لأكثر من عقدين من الزمن، ومورست ضدها حرب إعلامية ضروس، وتشويه ممنهج يومي لصورتها، وتشكيك في نيات أبنائها وأعضائها، وهم الشرفاء الكرماء الأجلاء الذين ضحوا بزهور أعمارهم بعيدًا عن وطنهم الذي أرادوا له الخير والحرية والمنعة والتقدم والرفاه، لقد عشنا معهم فنعمنا بصحبتهم، ورشفنا من معين إيمانهم، وسعدنا بإخوتهم، واسيناهم وواسوننا، أحببناهم، وأحبونا، آنسناهم وآنسونا، ولمسنا حبهم لوطنهم وتفانيهم في خدمة دينهم ووطنهم بل وشوقهم وحنينهم وأنينهم إلى أهلهم وربعهم في تونس الخضراء.

      وشاء الله أن يشرق فجر الربيع العربي من تونس، وأن يهرب الظالم- من ظلم كل أولئك الأبطال- من تونس، وأن تفتح تونس الثورة أبوابها على مصراعيها لتحتضن أبناءها الأفياء، وجندها المخلصين، ورجالها الشرفاء، وتعود حركة النهضة إلى وطنها بعد تغييب قسري دام أكثر من عقدين لتلم شعثها، وترص صفوفها، وترتب حركتها، وتعاود اتصالها بشعبها، وتنشط في طول تونس الخضراء وعرضها، تطرح نفسها على الساحة السياسية التونسية، وتعرض برنامجها، وكأنها في سباق مع الزمن، وتتقدم النهضة، وتتصدر النهضة، وتفوز النهضة بثقة الناخب التونسي بعد أن شاركت مع الأطياف السياسية الأخرى في التهيئة لأجواء انتهابية غاية في الشفافية والصدق، كل ذلك يجري في وقت يكاد أن يكون قياسيًا في القصر، ويتحقق قول الله سبحانه وتعالى في إخواننا التوانسة (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5)) (القصص).

     لم تفلح كل حملات التشويه والتضليل والإساءة والملاحقة على مدى 22 عامًا عاشتها الحركة في السجون والمعتقلات والمهاجر والمخابئ في شتى أنحاء الأرض، أن تنزع حب الحركة ورجالاتها من نفوس التونسيين الذين أحبوها وأحبوا رجالاتها، وكتموا هذا الحب وهذا الولاء ليعلنونه على الملأ في انتخابات حرة نزيهة أظهرت أول ما أظهرت أن النهضة عاشت في ضمائر التوانسة.

     إنها حقًّا معجزة لكن الله لا يعجزه شيء، أن تتقدم النهضة التي ظل قائدها يدور البلدان ويبحث عن كل أعضائها في كل الميادين يبعث في نفوسهم الأمل، ويوقظ فيهم الهمم بعد أن كادت النفوس تقنط من احتمال أي تغيير.

     إنها حقًّا معجزة أن يتمكن رواد النهضة وخلال وقت قصير جدًّا أن يحققوا أفضل النتائج في أفضل انتخابات جرت على الساحة العربية بعد الانتخابات الفلسطينية، والتي يشهد بشفافيتها وحسن سيرها القاصي والداني من المراقبين الدوليين والمحليين.

     نعم الشعوب تريد من يضحي من أجلها ويصدقها القول ويكون أمينًا على مكتسباتها وتطلعاتها في حاضرها ومستقبلها، والشعب التونسي وضع ثقته في رجال النهضة وهم أهل لهذه الثقة الأمناء على أهداف ثورة الشعب التونسي البطل وتطلعاته في الحرية والعزة والكرامة والتقدم والرفاه لكل مواطن تونسي.

     الشعوب تريد من يحترم تراثها وتاريخها وإرثها الحضاري، وكل ذلك وجده التوانسة في النهضة، فقدموها في الصفوف، وجعلوها في المقدمة.

      لقد نلتم هذه الثقة الكبيرة- بتوفيق الله وفضله وكرمه- وأنتم أهلها بكلِّ جدارة، وحصلتم على هذه الثقة الكبيرة بجدكم ودأبكم وعملكم وصبركم وتواصل عطائكم وجهدكم وجهادكم، فإلى الأمام يا رجال النهضة، يا حاضر تونس ومستقبلها، فأنتم أمل أمتكم في الإصلاح المنشود، والتغيير نحو الأفضل.

سيروا إلى المجد عين الله تحرسكم           آن الأوان وطاب السعي والعمل

وكتب تحت عنوان ( ثورة الشعب السوري العظيم مستمرة بالرغم من تضحياتها العظام حتى تبلغ أهدافها): ( بالرغم من الآلام والجراح، بالرغم من العذابات والتضحيات، بالرغم من تخاذل العالم وتردده في نصرة الأحرار المظلومين في سوريا الجريحة، تستمر ثورة العزة والكرامة والحرية في وطننا المنكوب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، لتطوي عامها الاول وتبدأ عامها الثاني في إصرار أسطوري، وعزيمة حديدية، وثبات يفوق الجبال الرواسي على نيل الحرية والانعتاق من الفساد والاضطهاد والاستعباد.

    إنها ثورة الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته العرقية والدينية والايديولوجية والمذهبية  لتحقيق العدالة الاجتماعية، ومبدأ تكافؤ الفرص، والتنافس بالكفاءة لابالولاء الأعمى لحزب أو طائفة، والمواطنة الصالحة ضد الديكتاتورية بكل مكوناتها العرقية والدينية والايديولوجية والمذهبية.

    إنها ثورة لرفع الظلم عن كل سوري مظلوم، وضد كل سوري ظالم. لا وألف لا فليست ثورتنا ضد طائفة معينة ولافئة بعينها، وليس ما يدور في سوريا حربا أهلية ولا لتحقيق غلبة لفئة على فئة بل إنها تنشد حرية كل سوري وكرامة كل سوري وعزة كل سوري على أرض سوريا الحبيبة.

     إن ثورة قدمت أكثر من عشرة آلاف شهيد من أطهر شبابها واخلص أبنائها، وتشرد في سبيلها مئات الآلاف من أهلها داخل وخارج الوطن الحبيب، واعتقل وعذب من أجلها عشرات الآلاف من خيرة أبطالها، لهي ثورة ذات هدف اسمى وغاية اعلى من أن تكون طائفية أو مذهبية أو فئوية أو حزبية ضيقة الافق، كما هي أسمى كذلك من أن تكون حربا أهلية،  وهذا سر استمرارها ومكمن صمودها ومفتاح نصرها وتفوقها والتفاف الشعوب حولها ودعمهم وتأييدهم وتضامنهم معها وبذلهم وعطائهم من أجلها وفي سبيل تحقيق نجاحها وانتصارها وتمكينها وغلبتها على القهر والبغي والطغيان .

     إن الشعوب تدرك بصفاء فطرتها وسلامة قصدها ونقاء طويتها هذه الأهداف السامية لثورة الحرية والعزة والكرامة في سوريا المجد والخلود والفخار لذلك نراها تلتف حولها تؤيدها وتدعمها وتشد من أزرها لا ينطلي عليها تدليس المدلسين ولا كذب المكذبين ولا تشويه المشوهين وما المسيرات والمظاهرات والمؤتمرات والمهرجانات والندوات التي تقام في قارات العالم الخمس إلا مثالا من أمثلة كثيرة عن شعوب الارض المؤيدة لثورة الشعب السوري البطل.

     فالشكر كل الشكر لكل الإخوة والأخوات، والأساتذة والمعلمات، والمربين والموجهات، وعلى رأسهم العلماء العاملين الأجلاء في كل أنحاء المعمورة، نشكركم نيابة عن شعبنا السوري الحبيب الذي يضحي صباح مساء بفلذات أكباده وأغلى مايلمك من أجل نيل حريته، نشكركم نيابة عن الابطال الاحرار والشهداء الابرار والمعتقلين خلف الاسوار والمهجرين بعيدا عن الديار. وننادي بأعلى صوتنا أحرار العالم والمجتمع الدولي أن يكون اكثر جدية وأكثر حزما في وقوفه إلى جانب ثورة شعبنا الابي البطل ونعاهد شعبنا الحر الأبي أن نمضي قدما مع ثورته العظيمة حتى تحقيق اهدافها مهما بلغت التضحيات وعظم الخطب.

عاشت سوريا لكل أبنائها حرة ابية شامخة

وعاش شعبنا السوري الأبي حراً عزيزا ً كريماً

والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار

وتحية الإجلال والإكبار لكل أحرار سوريا الأبطال

بين حمص ..وغزة:

كتب  د.جهاد عبد العليم الفرا يقول رابطاً بين جراح غزة وبين حمص:

     شهد العالم في مثل هذه الأيام قبل ثلاث سنوات حرباً وحشية واعتداء غاشماً من قبل قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة حرك ضمير العالم، وهز قلوب الملايين من البشر بدمويته وساديته وفظائعه ومشاهده المؤثرة ومواكب شهدائه اليومية التي لم تستثن طفلا أو شيخا أو امرأة ، ففي السابع والعشرين من شهر يناير من عام 2008 للميلاد، الموافق للتاسع والعشرين من شهر ذي الحجة من عام 1429 للهجرة شرعت القوات الصهيونية بمجزرة جديدة من المجازر التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني وأضيفت إلى السجل الحافل للمجازر التي ارتكبت بحق هذا الشعب الصابر المصابر حيث أغارت قوات الغدر الصهيونية الجوية والبرية والبحرية المزودة بأحدث الأسلحة على قطاع غزة موقعة الهدم والتدمير والقتل في عشرات المؤسسات والمساجد والبيوتات الفلسطينية والآلاف من الشهداء والجرحى وخلفت الآلاف من المعاقين والأرامل والثكالى والايتام .

     وقد كنت من كوبنهاجن عاصمة الدانمرك، شأني شأن الناس في أنحاء الأرض أتابع الانتهاكات الوحشية على البشر والحجر والشجر في القطاع الجريح من أرض فلسطين السليبة، مسمراً أمام شاشات الفضائيات وما تنقله من فظائع وجرائم دموية تقشعر لها الأبدان. وهي مهما نقلت فلن تستطيع أن تغطي كل الحقيقة بل نبذة عنها، فالحقيقة كما رأيتها فيما بعد أمر وأفظع بكثير من الصور والمقاطع التي بثتها وسائل الإعلام. شاركتُ في التجمعات والمظاهرات والاعتصامات التي أقامها العرب والمسلمون في الدانمرك، لكن كل ذلك لم يصل إلى الآذان الصماء في المجتمع الدانمركي أو الإقليمي أو العربي أو الدولي، ولم يكن ليرقى ليقنعني بأني قدمت شيئا لإخواني وأخواتي في غزة العزة يرقى إلى عظيم صبرهم وصمودهم وتصديهم للظلم وتضحياتهم العظام، ولم يكن ليشفي القلب من الشوق إلى أولئك الأحبة الأفذاذ في تصديهم لأعدائهم وفدائهم ودفاعهم عن شرف أمتهم ووطنهم وأهلهم وعقيدتهم ودينهم. فكان لابد من العزم وتلبية نداء الواجب. الواجب الإنساني، والواجب القومي، والواجب الديني، فذهبت إلى هناك، وتمكنت مع من تمكن من الطواقم الطبية والقوافل الإغاثية من الدخول إلى قطاع غزة الحبيب بعد رحلة شاقة عسيرة اعترضتها كل عوائق الحصار المطبق الخانق الكثيرة التي تحيط بالقطاع الجريح، وشاركت مع من شارك في إسعاف الجرحى والمصابين ومواساة أهل غزة الصابرين المحتسبين.

      ثلاث سنوات مرت ليشهد العالم اليوم اعتداء وحشيا آخر، وقمعا دمويا آخر، وقصفا وقتلا وحصارا آخر من قبل نظام يدعي المقاومة والممانعة والصمود والتصدي ضد شعب ثار ضد ظلم هذا النظام بسبب ما نال منه من إجرام وقهر وفساد واستبداد وخلف أكثر من ستة آلاف شهيد وعشرات آلاف أخرى لم تحص إلى الآن من الجرحى والمعتقلين والمهجرين والارامل والثكالى والأيتام والمعاقين ومن فقد المعيل والتي تزداد اعدادهم مع كل ساعة تمضي ومع كل يوم يمر، كل هذا والحصار مطبق أكثر بكثير من حصار غزة، وخانق أكثر بكثير من حصار غزة فلا وسائل إعلامية تغطي فداحة الخطب وعظيم المصاب كما حصل في غزة خلا الهواتف النقالة البسيطة التي يستعملها الثوار الابطال لنقل جزء بسيط مما يجري على الارض، وبث قسط ضئيل من معاناة الناس وصراخاتهم ونداءاتهم واستغاثتهم وآلامهم في حمص بكل أحيائها المنكوبة، ودرعا بكل مناطقها الجريحة، وإدلب وكل مناطقها المحاصرة، ودير الزور وكل قراها المكلومة بل سوريا كلها من القامشلي إلى بانياس ومن الحسكة إلى السويداء من اقصى شمالها إلى اقصى جنوبها ومن أقصى شرقها إلى أقصى غربها تحاصرها الدبابات تقصف مدنها وقراها وتعبث بها قوى النظام من جيش وشبيحة تعتقل رجالها وشبابها وتروع نساءها وأطفالها وشيوخها وتقصف بيوتها ومساجدها وأحياءها وتحاصر كل مناطقها ولا من طواقم طبية ولا فرق إسعاف دولية ولا قوافل إغاثية.

      وأتحرق على مدينتي الجميلة حمص العدية، حمص البطولة والعزة والفخار والمجد، أتحرق على مرابع الطفولة ومروج الصبا وبساتين الفتوة ،وأتشوق إلى ضفاف العاصي وساقية الري في بابا عمرو كم قضينا عليها من نزه جميلة وسيارين ” السيران باللغة الحمصية : الرحلة مع الاصدقاء” ممتعة في بساتينها الخضراء، نتعلم فيها اللغة والأدب ومعاني الاخوة والرجولة والبطولة والفداء ، أتحرق على اهل حمص أرحامي وعشيرتي وأقربائي ماذا حل بهم تحت الحصار والقصف والدمار، وأتحرق على الجرحى المساكين والمصابين المتألمين من يداوي مصابهم ويضمد جراحهم ويواسي مصابهم . أتحرق أن أكون بينهم أداوي جرحاهم وأواسي مرضاهم لكن ما من سبيل وما من طريق.

     وتصمد حمص كما صمدت غزة، وستنتصر حمص كما انتصرت غزة، وسيعلو فيها صوت الحق والقوة والحرية كما علا بغزة، وسينتشر فيها العدل والاخوة والمساواة والتسامح بعد أن نشر فيها نظام البغي العداوة والتفرقة والأحقاد، ومن حمص إلى كل سورية ستنتشر الحرية والعزة والكرامة ليعيش السوريون كل السوريين في ظل نظام عدل تعددي مدني ديمقراطي يحقق العدالة الاجتماعية وينشر الخير والرفاه لكل مواطن سوري.

مصادر الترجمة:

1-             موقع رابطة أدباء الشام.

2-             موقع سوريا الحرة.

3-             مركز الشرق العربي – زهير سالم.

وسوم: العدد 869