يوسف العظم: شاعر الأقصى

(1931- 2007م)

azem893.jpg

هو الأديب الشاعر الداعية والوزير النزيه يوسف العظم الذي يعدّ من الرعيل الأول لأبناء الحركة الإسلامية الراشدة في الأردن..شغل منصب أمين سر جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، وكان عضواً في مجلس النواب لعدة دورات منذ عام 1957م وتولى رئاسة تحرير جريدة الكفاح الإسلامي وأسس روضات براعم الأقصى والتي طورها فيما بعد إلى مدارس الأقصى في الأردن.

وقد اشتهر الراحل الكبير بحرصه على التربية ووضع في سبيل ذلك المؤلفات العديدة، حفاظاً على مستقبل الأجيال القادمة، كما تجلّى ذلك في تأسيسه مدارس الأقصى.

حياته، ونشأته:

اسمه، ولقبه، وكنيته:

هو يوسف هويمل محمد شحادة العظم يلقّب بالعظم، ويكنى بأبي جهاد .

ولد في مدينة معان جنوب الأردن سنة 1931م من أسرة متواضعة تنحدر أصولها من الشام حيث قدم الجد الرابع، واستقر في مدينة معان، ويقول العظم عن مسقط رأسه مَعان:

معاني إن بحث عن المعاني       لقيتَ به المرؤة والتفاني

بفتح الميم تنطق لا بضم         وتعني منزلا بالخير دانِ

نسبه:

العظم أردني المولد والنشأة، وقد رد على من نسبه إلى غير الأردن بقوله وتساءل المتسائلون عن حسن نية أو سوء قصد أمن الأردن هذا الشاعر أم من فلسطين ؟ حتى كتبتْ بعض الصحف تقدمني على أنني شاعر من فلسطين. ولعل طغيان القضية الفلسطينية وجوهرها القدس على شعره هو السبب في نسبة أصله إلى فلسطين، وهو القائل: لقد وقفت معظم شعري وقصرته على دعوة الله والجهاد في فلسطين ويقول في القدس:

إني أهيم بحبّ القدس والهفي     ليس التنكر من طبعي ومن خلقي

وفي الأقصى يقول:

وجراح الأقصى تمزق صدري     وعدو الإسلام يحتل داري

فاهتمامه بالقضية الفلسطينية جعل نسبه يتأرجح في أذهان بعض الباحثين بين الأردن وفلسطين، فكان رده واضحاً على من زعم أنه فلسطيني ومن قال أنه أردني، فهو يرى فلسطين والأردن عضوين في جسد واحد، ولاسيما أن فلسطين كانت جزءاً من الأردن، ويرى في احتلال فلسطين احتلالاً لجزء من وطنه بل داره. وهو يؤمن بوحدة الدم والعقيدة بين الأردن وفلسطين.

أسرته:

نشأ يوسف العظم في أسرة فقيرة، فكان والده حارساً يعمل في سكة الحديد، وشركة بترول العراق قديماً التي لها محطات داخل الأردن بين كركوك وحيفا، وكان حارساً في شركة البوتاس العربية، وتوفي والده وهو في الخامسة من عمره عام 1936م.

والده ووالدته:

العظم ابن أصيل لأبوين فقيرين متدينين، لأم عظيمة أنجبت له العديد من الشقيقات الحبيبات. وكان لأمه نصيب من شعره، في حين لا نجد إشارات لأبيه في شعره لأنه عاش يتيم الأب فهذه الأم متفانية لأبنائها، ولذا نرى قصيدته تفيض حباً واعترافاً لها بالجميل:

قالوا : حياتك نورٌ قلتُ: يرسله     قلبٌ كبير يشع النور مذ كانا

قالوا : حياتك حبٌّ قلب: واهبه     من هدهد القلب إشراقاً ووجدانا

قالوا: حياتك عطرٌ قلت: مصدره   من أنبت في حنايا القلب ريحانا

قالوا : حياتك برٌّ قلت: صانعه     صدرٌ كبيرٌ غدا للبرّ عنوانا

قالوا : حياتك لحنٌ قلت: تعزفه   قُمرية ملأت جنبيّ ألحانا

قالوا : حياتك نبعٌ قلت: فجّره     من فاض من موطن الإيمان إيمانا

قالوا : فمن تلك في دنياك تملأها   عطراً ونوراً وإلهاماً وإحسانا

فقلت: أمي التي هامت بها كبدي     في برّها أنزال الرحمن قرآنا

جزاك ربك يا أماه مغفرةً         وجنة الخلد تكريماً ورضوانا – في رحاب الأقصى: 221، 222 .

إخوته:

وتتكون أسرته من أخوين شقيقين وأخوات عدة، وبعد وفاة والده كان يتولى رعايته والإنفاق عليه أخوه الأكبر (علي) الذي كان يعمل مديراً لبريد العقبة، وكان يمثل مكانة خاصة في نفسه ولهذا تراه يفيض عطفاً وحناناً عليه عندما أدخل غرفة العمليات لبتر ساقه:

يا أخا العمر يا شقيق الأماني       يامثال الرضى ونبع الحنان ِ

كم رشفنا من فيض روحك شهداً   عبقريّ الكؤوس عف المعاني

وأحلت الدموع تشرق نوراً      في حياتي تُضيء ليل الزمان

إن ساقاً فقدتها لهي عندي               بحياتي ومهجتي وجَناني

وقد عرف يوسف بالوفاء لأخيه الذي قام مقام أبيه في العناية به وتربيته، وقال فيه عند وفاته قصيدة تفيض حزناً وألماً:

وسدوه الثرى وقولوا سلاماً           وأماناً ومرقداً أبدياً

في جنان الخلود تلقى نعيماً     وترقي الرحمن براً رضيّا

كنت رمز الإخاء إذ عزّ في الكون    وحراً وصادقاً وتقيا

كلما سدد الزمان قناةً          هتف القلب ضارعاً يا أخيّا

ليرى كفك الكريمة درعاً         تتحدى الزمان حراً أبيّا

بدمي أكتب القصيد لأرثيك فأ   رثي أخي الكريم الوفيّا

ولئن كنت صابراً لا جزوعاً أتحدى الأسى بدمعي عصيّا

فأنا اليوم فوق قبر عليٍّ           فلتجودا بالدمع يامقلتيّا

ففي هذه القصيدة من الحزن والأسى والجزع على فقد أخيه، ما ينمّ عن مدى حبه له، ومدى تأثره عليه حتى أنه يكتب قصيدة في رثائه بدمه.

ويبدو أن الشاعر كان متعلقاً بإخوته محباً لهم ولأهله جميعاً وفياً لهم، وانعكس ذلك على شعره مضموناً، حيث أفرد القصائد والمقطوعات لهم في دواوينه المختلفة، فقد قال في شقيقه الأصغر (حسن):

قد كنت لي سيفاً وغمدا       وحففتَ بي شوكاً ووردا

تُدمي أكفُّ المرجفيـــــــــــــــن وتنثني عطراً ونَدّا

وتذود عني في الحمى       وتحيط بي عضداً وزندا- قناديل في عتمة الضحى: ص 86 .

وله أخوات شقيقات ذكرهن في القصيدة نفسها حيث قال:

والأمُّ تبكي والحليلة أسد         لتْ للحزن بردا

وشقائق الروح الحزانى         هدهنْ الحزنُ هدّا

عهداً عليّ أصونهن       بدمي وما أخلفتُ عهدا

بيد أنه لم يذكر أسماء أخواته ولم يذكرهن في شعره وقد يكون ذلك بسبب التنشئة الدينية والاجتماعية التي تحظر على المرء من ذكر الفتيات.

زوجاته وأولاده:

تزوج العظم من زوجتين اثنتين:

- الأولى تزوجها عام 1955م، وتزوج الثانية عام 1964م وقد خص إحدى زوجاته بشعر – ولا ندري أهي الزوجة الأولى أم الثانية – فقال يهديها شعره : إلى الوفية التي أعانتني يوماً في معركة الحياة إلى التي ربت فلذات أكبادنا على الخير، وهي تعدهم لمعركة الغد ضد أعداء الله – أعداء الخير والنور والمحبة:

ياعفة في طهرها       تزينُ صدر المجلسِ

وحرة من حرة ٍ             وومضة من قبس ِ

تنيرُ دربي كلما             أظلمَ ليلُ الغلسِ

أما أولاده فخمسة أبناء، وعشر بنات قال فيهم:

إلهي عشر من بناتي رعيتها           وغذيتها بالنور والحبّ والبرّ

وخمسة أبناء أحاطوا بمهجعي   يضيء بهم ليلي ويزهو بهم فجري

أما الذكور، فهم : جهاد، وعماد، وياسر، وعمار، ومحمد، وأما الإناث فهن: ( نسيبة، ورضوى، وساجدة، وسمية، وإشراق، وآفاق ، وأشواق، وإيثار، وأسحار، وأبرار)، فعن الابن الأول يقول:

وكان ( جهاد) منية العمر كله     فهل آن لي أن أقطف البرّ من بكري

فهو يكني بأبي جهاد أول أولاده، وأما عماد فقد قال فيه:

رقّ حتى صار عطراً وضياء ونسيما

وبدا حزماً كحدّ السيف وضّاء وسيما

وسما فوق جبين النجم ِ عنواناً كريما

رجمَ الشرّ فذل الشـــــر وارتد رجيما

ودعـــــــــا الله فلباه رؤوفــــاً ورحيما

يا عماد الدين لا تندم فقد كنت حكيما

وهذا عماد في نظر والده يجمع بين الشدة واللين والوسامة والقوة والصلابة، والصفاء والتدين والحكمة .

وقد ذكر ( نسيبة وعمار وياسر وعماد ) بقوله:

(نسيبة) في ليلي شموع أضأتها       ودرعي ( عمار) يذود قوى الشرِّ

شربتُ كؤوس الودّ من كف (ياسر) وأنسي ( عماد) طافح الوجه بالبشرِ

وعن ولده الصغير محمد الذي أهداه ديوانه ( قناديل في عتمة الضحى) يقول قصيدة بعنوان ( بين يدي البشرى بميلاد ولدي محمد):

وإذا البشر والبشير تبدى     بسمات على شفاه العذارى

أبشر اليومَ قد رزقت غلاماً         زادك الله هيبة ووقاراً

يا لسعدي بمن أطل علينا       قد شدا بُلبلاً وغنى هزاراً

قلتُ أدعوه باسم خير البرايا     عله يرتدي الأباء دثارا

وقد ذكر ستاً من بناته الإناث محاولاً خلق صفات تتماهى مع مدلولات أسمائهن فهذه إشراق والشعاع :

أحبُّ شعاع الفجر في عين إشراقِ   وأهوى عبير الورد في كف آفاق ِ

وطهر الندى في وجه إيثار قد بدا   يلاقي صفاء القلب في صدر أشواقِ

وأسحار تسبيحٌ وهمس وبسمةٌ            وأبرارُ تغريد وجرعة ترياقِ

بناتي أزاهيرُ وأنتِ خميلةٌ             يطيبُ بها عيشي وتخضرُّ أوراقي

وذكر الباقيات منهن في قوله:

نسيبة في ليلي شموع أضأتها       ودرعي عمار يذود قوى الشر

ورضوى أطلت بالحنان تحيطني   وساجدة الأسحار تحيا مع الذكر

وعن سمية يقول:

وكم أقبلت بالرفق والصبر والتقى     سمية ترعان إذا خانني صبري

وإذا كان العظم مولعاً بأبنائه وبناته ومحباً لهم كل هذا الحب، فقد أحب أبنائهم لحبه لهم، فها هو يذكر بعض أسماء أحفاده وهم صهيب وهمّام ومنذر فقال:

غدا تنبتُ الأغصان جيلَ براعمٍ     وفيهم صهيب أو همام ومنذرُ

رموز وفاء للعهود نصونها       ولا عاش فينا من يخونُ ويغدرُ

لعل هذا الشعر الذي يكتنز بذكر الأهل والإخوة والأحبة والأبناء عند يوسف العظم ينمّ عن عاطفة قوية صادقة، وعن طبيعة وفطرة فيهما من الصفاء والبساطة ما انعكس على شعره في مضمونه، عندما يحفل بالمسائل الاجتماعية وفي شكله عندما يخلو هذا الشعر من التعقيد والغرابة والغموض.

الدراسة والتكوين:

ما إن بلغ يوسف العظم الخامسة من عمره حتى أدخله والده كتاب البلدة في عام 1936م فدرس فيها القراءة، وحفظ جزءاً يسيراً من القرآن الكريم، ودرس الابتدائية والإعدادية في معان حيث أنهى الصف السابع، الأول الإعدادي في مدينة معان في عام 1943م ثم انتقل إلى عمان، وأكمل دراسته الثانوية في مدارسها في عام 1948م، ثم سافر إلى بغداد، ودرس فيها عامين في كلية الشريعة، ثم انتقل إلى القاهرة حيث نال شهادة الليسانس في اللغة العربية من جامعة الأزهر عام 1953م، وحصل على دبلوم عال في التربية من معهد التربية للمعلمين في جامعة عين شمس عام 1373هـ/ 1954م.

شيوخه وأساتذته:

لقد نشأ يوسف العظم نشأة دينية، فقد حفظ القرآن صغيراً، وتعرف على رجال الحركة الإسلامية منذ طفولته في الأردن، ثم لازم الشيخ محمد محمود الصواف أثناء دراسته في العراق، وفي مصر حضر دروس الشهيد سيد قطب، ومحمد قطب ، والإمام حسن الهضيبي، والشيخ عبد المعز عبد الستار، والبهي الخولي، وكان لهذا أثر كبير في أخلاقه حيث تربى على قيم الإسلام منذ طفولته، وفي ذلك يقول:

إن سألتم عن شوقنا وهوانا       كان طلّ الجفون بعض الجواب

ليس في الدمع ذلة لمحبّ           حين يهمي لدى فسيح الرحاب

أنا من همت في محبة ربي           لاتلومي أو تكثري من عتابي

إن هجرت المتاع واللهو عمري       وأنرتُ الحجا بهدي الكتابِ

إنما يعشق المتاع غريرٌ               يستحث الخطا لنيل السرابِ

وكان لأساتذته من شيوخ الأزهر الأثر الكبير في تشكيل شخصيته الأدبية والفكرية كما كان شديد الإعجاب بأديب مصر ومفكرها سيد قطب مما دفعه إلى الانضمام إلى الفكر الذي تدعو إليه جماعة الإخوان المسلمين الذي كان يتزعمها آنذاك سيد قطب كما شارك في تحرير مجلة الإخوان المسلمين الذي يرأسها سيد قطب وكتب فيها وكان لهذا كله أثره الكبير والعميق في حياته، وكان العظم واسع الإطلاع غزير المعرفة تأثر بالشعراء القدامى وشعراء العصر الحديث، ومن الشعراء الذين تأثر بهم حسان بن ثابت شاعر الرسالة والرسول، ومحمد إقبال فقد قرأ شعره المترجم إلى العربية، وعمر بهاء الدين الأميري صاحب كتاب مع الله الذي يفيض بالروحانية والبارودي صاحب الشعر الرصين، وحافظ إبراهيم في بعض قصائده وشوقي في إسلامياته والبحتري في وصفه، والمتنبي في حكمته، ومعروف الرصافي .

الوظائف، والأعمال:

عمل بعد عودته من مصر في الكلية العلمية الإسلامية في عمان مدرساً لمادة الثقافة الإسلامية والأدب العربي من عام 1954 وحتى 1962م.

وكان عضواً في مجلس الأوقاف الأردني، وعضواً في بعثة الحج لسنوات ثلاث وعضواً في مجلس المعهد الشرعي بعمان وأميناً للسر لدى رابطة الصداقة الأردنية الباكستانية.

ويبدو أنه كان يعمل إلى جانب كونه معلماً رئيساً لتحرير صحيفة الكفاح الإسلامي في عمان من عام 1956- 1958م كما تبوأ العظم مناصب سياسية عدة هي:

-كان عضوا في مجلس النواب الأردني عن محافظة معان لثلاث دورات: الأولى عام 1963م، والثانية عام 1967م والثالثة عام 1979م، وكان مقرراً لعدة لجان في مجلس النواب.

-عين وزيراً للتنمية الاجتماعية عام 1990م.

-أسس مع عدد من المربين والمثقفين مدارس الأقصى بالأردن عام 1964م. وقد جاوز عددها خمس عشرة مدرسة في مختلف محافظات المملكة وعمل مديراً عاماً لها.

-شارك في عشرات المؤتمرات والمواسم الثقافية في العالم العربي والإسلامي، والمؤتمرات التي تقيمها روابط الشباب المسلم في الدول الأجنبية، منها:

1- محاضرة بعنوان صور وملامح من نظام الاقتصاد الإسلامي ألقاها في جامعة صنعاء عام 1977م اليمن.

2- الموسم الثقافي لجامعة قطر عام 1979م.

3- الموسم الثقافي لجامعة أم درمان الإسلامية في السودان عام 1980م.

4-الموسم الثقافي للجمعيات العلمية بالجامعة الأردنية عام 1981م.

5- الموسم الثقافي للجمعيات العلمية في جامعة اليرموك عام 1983م.

6- الموسم الثقافي للاتحاد الوطني لطلاب الكويت في جامعة الكويت عام 1983م.

7- الموسم الثقافي لجامعة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1986م.

وكذلك شارك في عدد من اللقاءات والندوات والمؤتمرات المتخصصة في البلاد العربية ، منها:

1-الموسم الثقافي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمحاضرة عنوانها أين محاضن الجيل المسلم عام 1967م – دولة الكويت.

2- ملتقى الفكر الإسلامي الرابع بمدينة قسنطينة في الجزائر عام 1970م.

3-الموسم الثقافي لنادي الإصلاح في دولة البحرين عام 1975م.

4-ملتقى الفكر الإسلامي التاسع في مدينة تلمسان في الجزائر عام 1975م.

5- المؤتمر السنوي للاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية عام 1975 ماليزيا.

6- اللقاء الثالث للندوة العالمية للشباب الإسلامي حول موضوع الإسلام والحضارة المنعقد في الرياض في السعودية عام 1976م.

7- الموسم الثقافي لمكتب التوجيه والإرشاد اليمني عام 1977م.

8- مؤتمر المناهج التربوية في سلطنة عمان عام 1977م.

9-مؤتمر المناهج التربوية في سلطنة عمان عام 1978م.

10-الموسم الثقافي السنوي لرئاسة المحاكم الشرعية عام 1979م في دولة قطر.

11- المخيم الشبابي الذي أقامته الندوة العالمية للشباب المسلم عام 1979م في دولة قطر.

12- مؤتمر جمعية الدراسات والبحوث الإسلامية عام 1983 في الأردن.وموضوعه إطلالة القرن الخامس عشر الهجري.

13- الموسم الثقافي السنوي للمركز الثقافي الإسلامي عام 1984م في عمان عاصمة الأردن.

14-لقاء فكري بالمركز الثقافي بالجامعة الأردنية حول موضوع : الغزو الفكري في وسائل الإعلام عام 1984م في الأردن.

15-مؤتمر النظم الإسلامية التي نظمها مكتب التربية العربية لدول الخليج العربي عام 1984 في الإمارات العربية المتحدة.

وغيرها من الندوات في البحرين والكويت والأردن .

كما شارك في عدد من اللقاءات والندوات والمؤتمرات العامة والمتخصصة في أوربا دعا لها المسلمون العاملون في مختلف الجمعيات والمنظمات في كل من بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وألمانيا، والنمسا، وإيطاليا، مثل الجماعة الإسلامية في جنوب ألمانيا، واتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا واتحاد الطلبة المسلمين في إيطاليا.

وله جولات وزيارات عالمية من أجل الدعوة إلى الله ، منها:

زار جميع البلاد الإسلامية العربية باستثناء المغرب، وتونس، وموريتانيا وجيبوتي، والصومال.

زار البلاد الإسلامية غير العربية ( تركيا، والباكستان، وماليزيا، وإيران).

زار أمريكا خمس مرات بدعوة من اتحاد الطلبة المسلمين ورابطة الشباب المسلم العربي.

زار الدول الأوربية بدعوة من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والنمسا، وإيطاليا واليونان وسويسرا وإسبانيا وتشيكوسلوفاكيا.

كما زار من الشرق الأقصى الدول التالية في ماليزيا، وتايلاند، وسنغافورة، وهونغ كونغ..

أما في مجال الإعلام والعمل الصحفي:

كان رئيساً لتحرير صحيفة الكفاح الإسلامي في عمان، في الفترة من 1956، 1958م.

كتب في معظم الصحف الأردنية (الجزيرة، والنسر، والأردن، وعمان المساء والصباح، والأفق الجديد، والمنار، والرأي، والدستور، وصوت الشعب، والسبيل.

وكتب في كثير من الصحف العربية في مصر، والعراق، وسوريا، وليبيا، والكويت، ولبنان، وتونس، والمغرب... وغيرها.

وفي مجال الحقل الإذاعي فقد قدم في الإذاعة الأردنية أحاديث صباحية وأسبوعية فكرية، وأدبية ودينية كثيرة كما قدم عدداً من التمثيليات التي تعرض الجانب المشرق من حياة المسلمين وتراث الإسلام العظيم، ومن أبرزها ( نور على الصحراء، والفاروق عمر، وصلاح الدين الأيوبي، وعبد الحميد بن باديس، وومضات نور.وفي الحقل التلفزيوني قدم كثيراً من الأحاديث والندوات الفكرية والتربوية واللقاءات الأدبية.

المؤلفات:

تعددت مؤلفات العظم حيث كتب في مجالات عدة كالأدب والسياسة والإعلام والتربية بالإضافة إلى الشعر، وكانت مؤلفاته ذات طابع إسلامي محض .

  • أقاصيص للشباب.
  • يا أيها الإنسان: مجموعة قصصية هادفة ذات طابع إسلامي، صدرت عن الدار اولسعودية للنشر والتوزيع جدة عام 1962م.
  • سلسلة مع الجيل المسلم : تتناول العقيدة والكون والإنسان صدرت عن المكتب الإسلامي في بيروت وهي:

-أناشيد وأغاريد للجيل المسلم، ط1 في عمان 1969م.

-براعم الإسلام: القسم الأول : في العقيدة.

-براعم الإسلام: القسم الثاني: في الحياة.

-أدعية وآداب للجيل المسلم : يتناول سلوك المسلم في الحياة من الصباح حتى المساء.

-مشاهد وآيات للجيل المسلم يعرض للمسلم نعم الله وآياته.

-العلم والإيمان يحث على التفكر والبحث في ما حول الإنسان من مخلوقات الله.

-ألوان من حضارة الإيمان: يعرض صوراً من حضارة الإسلام في مجال القيم والسلوك وميادين العلم، صدرت الطبعة الأولى عن دار المنار عمان 1995م.

-أخلاق الجيل المسلم من الكتاب والسنة: يتناول الكتاب لوحات أخلاقية من القيم الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة النبوية.

4-المنهزمون: دراسة للفكر المتخلف والحضارة المنهارة- دار القلم بدمشق 1979م.

5-الشهيد سيد قطب : حياته ومدرسته وآثاره : دار القلم بدمشق عام 1980م

6- أين محاضن الجيل المسلم : نص محاضرة ألقيت في الموسم الثقافي السنوي لوزارة الأوقاف في الكويت 1967، ط الدار السعودية للنشر والتوزيع جدة 1980م.

7- سلسلة التوعية الإسلامية:

8-رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر: الدار السعودية للنشر في جدة عام 1980م.

9-قواعد وأحكام في الاقتصاد الإسلامي.

10-دراسات في أدب الدعوة الإسلامية: ويتضمن :

  • الشعر والشعراء في الكتاب والسنة.
  • شعراء الدعوة الإسلامية في عهد النبوة.
  • عمر والشعر: دار النفائس في عمان 1995م.

11- مقام العقل في الفكر الإسلامي .

12- في آفاق العمل الإسلامي- دار المنار عمان 1994م.

13-بيادر وحصاد: مقالات تتناول هموم العالم الإسلامي.

14- تاريخنا بين تزوير الأعداء وغفلة الأبناء.

15- في رحاب الفكر الإسلامي.

16- مجتمع الذوق الرفيع.

17- أقلام عربية الحرف أجنبية الولاء.

18- الأدب رسالة الحياتين.

19- الإيمان وأثره في نهضة الشعوب.

الدواوين الشعرية:

1-أناشيد وأغاريد للجيل المسلم، ط1، عمان 1969م.

2-رباعيات من فلسطين.

3-في رحاب الأقصى.

4-السلام الهزيل

5-عرائس الضياء

6-قناديل في عتمة الضحى

7-الفتية الأبابيل

8-على خطا حسان

9-قبل الرحيل

10-لو أسلمت المعلقات

11-لبيك : ابتهالات شعرية .

شاعريته:

والأستاذ يوسف العظم شاعر مطبوع ، لشعره طلاوة ورونق، يجذب إليه سامعه وقارئه بمعانيه السامية وأهدافه النبيلة.

وشعره كأعماله كلها ملتزم بمفاهيم الإسلام وقيمه، تشغله قضايا أمته وتأخذ عليه لبه، استأثرت القضية الفلسطينية باهتمامه، فصدرت جميع أشعاره معبرة عن هذا الاهتمام حتى لاحظ هذا كثير من المهتمين بشعره ، فأطلقوا عليه شاعر الأقصى.

وانحصرت اهتمامات شاعرنا في شعره في موضعين : فلسطين ومقدساتها ومأساة أهلها، والأوضاع الاجتماعية المتردية التي تعيشها أمتنا أو يراد لها أن تعيشها، ونلمس في أثناء تناوله لهذين الموضوعين شدة اعتزازه بإسلامه وبالرجال الذين حملوا هذا الإسلام للعالمين:

وفؤاد الأقصى الجريح ينادي أين عهد اليرموك والقادسية

أين رايات خالد وصلاح       وزحوف لطارق وأمية

وعلي يزجي الصفوف ويعلي   في ذرى المجد راية الهاشمية

أين عهد الفاروق غير ذليل ٍ     عف قولاً وطاب فعلاً ونيّة

ونداء للتائهين حيارى       أين خنساؤنا وأين سميّة

ورماح في كف خولة تزهو     وسيوف في راحة المازنية

وعن الحالة المتردية التي يعيشها اللاجئون يقول:

في خيمة عصفت ريح الزمان بها   لمحت بعض بني قومي وقد سلموا

فأسلموا لنيوب الليث ضارية             البرد والجوع والإذلال والألمُ

ويرى الشاعر أن عملية إغاثة المنكوبين من أبناء فلسطين بواسطة ما سموه وكالة الغوث أكبر سبة يرتكبها المجتمع الدولي وأكبر عار يدين دول العالم المتحضر.

ويعتبر الشاعر هذه العملية إذلالاً مقصوداً لشعبنا خطط له عدونا الماكر الحقود، وقد ساءت شاعرنا مناظر الأطفال والنساء والشيوخ يتحلقون ويتدافعون حول موزعي الوكالة، فانطلق شعره يصور هذه المأساة، ويؤكد أن شعبنا لن يذل ولن يهون:

وسألت   القوم عن ضجتهم     قبل يبغون دقيقاً وطعاماً

منكب منهم يحاذي منكباً     وعظام دفعت منهم عظاما

كم كميّ عربيّ ثائرٍ         كبلوا في كفه الدامي الحساما

وجواد عربي قد غدا       يمضغ السرج ويقتات اللجاما

ويقول معللاً سبب النكبة:

جعت في يوم فأرسلت يدي     لرغيف البؤس من خبز الوكالة

ومضغت العار سمّاً ناقعاً               وشربت الكأس ذلاً للثمالة

سلبت أرضي وعاشت طغمة     في ربوعي تدعي روح العدالة

إنما مزقنا أعداؤنا               حين بدلنا الهدى درب الضلالة

ثم يؤكد أن شعبنا لا يرضى بالعودة بديلاً :

نحن شعب قد سلبنا الوطنا     نحن في عري وآلام وجوع

وطعام الغوث لا يشبعنا       نحن لا يشبعنا غير الرجوع

وانطلاقاً من التزام الشاعر المسلم بالمبادئ الإسلامية العظيمة فإن شاعرنا يوجه شعره في الموضوعات التي يتيه فيها الشعراء نحو غايته ويوظفه في خدمة أهدافه، انظر روعة هذا التوجيه في غزله:

ساءلتني في حمانا ظبية     أتحب الشوق في عين صبية ؟

قلت لا أعشق طرفاً ناعساً         وخدوداً وشفاهاً قرمزية

إنما أعشق صدراً عامراً     يحمل الموت ويزهو بالمنية

أدركت سري وقالت ظبيتي   أنت لا تعشق غير البندقية

قضية فلسطين:

اهتم يوسف العظيم بقضية المسلمين الأولى ألا وهي قضية فلسطين وكتب أكثر من ديوان عن تلك الديار المقدسة مثل في رحاب الأقصى الفتية الأبابيل وهو أول من كتب عن انتفاضة الأقصى وخلدها بشعر وقديما كتب نشيد فلسطين الذي يقول فيه:

فلسطيني فلسطيني فلسطيني

ولكن في طريق الله والإيمان والدين ِ

أهيم براية اليرموك أهوى سيف حطينِ

تفجر طاقتي لهباً غضوباً من براكين ِ

لأنزع حقي المغصوب من أشداق تنينِ

فلسطيني فلسطيني فلسطيني

قتلت الحقد من قلبي فأنبت زهر نسرين

أحب القدس والجولان أهوى ثلجَ صنين ِ

وأعشق أمة التوحيد والقرآن يهديني

وفي قلبي كتاب الله يسعدني ويشفيني

ياقدس:

يقول الشاعر عن ظروف نظمها في أعقاب صلاة فجر خاشعة ومن أعماق الذكريات في رحاب الأقصى، تناولت القلم لينساب صوراً أليمة، وألواناً متمردة ترفض الخنوع وتأبى الاستسلام:

ياقدس يامحراب يامنبر               يانور يا إيمان ياعنبر

أقدام من داست رحاب الهدى     ووجه من في ساحها أغبر؟

وكف من تزرع أرضي وقد   حنا عليها ساعدي الأسمرُ ؟

من لوث الصخرة تلك التي     كانت بمسرى أحمد تفخرُ ؟

وأمطر القدس بأحقاده           فاحترق اليابس والأخضرُ

ودنس المهد على طهره               إلا عدوّ جاحد أكفرُ

ويستذكر الشاعر سورة الأنفال التي تتناول موضوع الجهاد والرباط فيقول:

ياسورة الأنفال من لي بها       قدسية الآيات تستنفرُ

جنداً يذوق الموت عذب المنى   كالصبح عن إيمانه يسفر

ومن يبع لله أزكى دم         يمت شهيد الحق أو ينصرُ

والبغي مهما طال عدوانه         فالله من عدوانه أكبر

ويتذكر الشاعر يوسف العظم مسرى الرسول ومهد المسيح ويعجب من تبدل الوجوه التقية بالوجه الكالحة الشقية:

ياقدس يامحراب يامسجدُ           يادرة الأكوان يافرقدُ

سفوحك الخضر ربوع المنى   وتربك الباقوت والعسجد

كم رتلت في أفقها آية           وكم دعانا للهدى مرشدُ

أقدام عيسى باركت أرضها   وفي سماها قد سرى أحمدُ

أبعد وجه مشرق بالتقى           يطل وجه كالح أسودُ

وبعد ليث في عرين الشرى يحل كلب راح يستأسدُ؟

وبعد شعب دينه رحمة           يحلُّ من وجدانه يحقد ؟

يا أفرع الزيتون في قدسنا   كم طابت في أفيائها الموعدُ

ويؤكد أن الشعب المسلم لن يسكتين ولن يخلد للذل والهوان:

إن مزق الغاصب أرحامنا     وقومنا في الأرض قد شردوا

فما لنا غير هتاف العلى:               إنا لغير الله لا نسجدُ

وفاته:

توفي يوم الأحد 15 رجب 1428هـ / الموافق 30 يوليو 2007م وشيع جثمانه يوم الاثنين بعد صلاة الظهر من مسجد الجامعة الأردنية بعمان وتوفي وهو يؤدي الصلاة بعد صراع مع المرض استمر عدة أشهر .

أصداء الرحيل:

ولهذه المكانة الأدبية التي تحلى بها العظم فقد مدحه بعض الشعراء بقصائد كثيرة، أذكر منها قصيدة د. زكي الشيخ عثمان كتانة يقول فيها:

ياشاعر القدس يامن صغت من شغفٍ   عباءة القدس تغريداً وألحانا

يامن رفعت لواء الحق مزدانا       بسحر شعرك في أسماع دنيانا

فدفع شعرك شوك أم سهام ردى     بالثأر تصرخُ يا إسلام ..أقصانا

يمناك بالأدب قد حملتْ             غصا الكليم على المغرور ثعبانا

لقد نشأت على الإيمان ياقبساً              غذّى الفؤاد أحاديثاً وقرآنا

لقد غدوت مع الأيام متشحاً            وشاح تقوى بدا للعظم عنوانا

يا يوسف العظم قم عانق بساحتنا   مواكب الشعر أفواجاً ووحدانا

إني أخوك زكي الشيخ المحبُّ غدا     يدعو لك الله إحساناً ووجدانا

مصادر الترجمة:

  • شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث: ج 4/ ص 5، 25.
  • يوسف العظم شاعراً: رسالة ماجستير تقدّم بها الطالب محمد أحمد الحمايدة، إشراف الدكتور إبراهيم البعول، جامعة مؤته،كلية الآداب، قسم اللغة العربية.
  • يوسف العظم شاعر القدس : ص 7 وما بعدها.
  • أحمد محمد عبد الله: مجلة المجتمع الكويتية، ع 138، تاريخ ( 20 فبراير 1973م ، الكويت.
  • صحيفة اللواء : العدد 67، تاريخ 12/ 2/ 1974م، عمان.
  • الأعمال الشعرية الكاملة ، مقدمة أحمد الجدع، ص 5، 8.

وسوم: العدد 893