الأستاذ النائب المؤرخ محمود العبد الله الجمعة

( ١٩٣٦ - ١٩٩٥م)

هو الأستاذ المؤرخ والنائب في مجلس الشعب السوري الأستاذ أبو غسان (محمود العبد الله الجمعة)، وقد تعارف عليه أهل السفيرة بلقب (محمود الحج صطوف) تعرفت عليه قبيل وفاته بعدة سنوات، فكان مثالاً للشهامة والمروءة، يسرع في قضاء حوائج الناس، وكان لطيفا متواضعا ...دمث الأخلاق.

مولده، ونشأته:

من مواليد قرية العزيزية في مدينة السفيرة التابعة لمحافظة حلب في سورية عام 1936 م.

وهو أصغر أشقائه (محمد، وأحمد: حصلا على الابتدائية) من أولاد حج مصطفى العبد الله الجمعة ذلك الرجل التقي الورع الذي كان تاجراً، ولديه خان في السوق، وأراض، وأغنام، وليس لديه درجة علمية؛ ولكنه كان يجيد القراءة والكتابة والحساب، ويحفظ القرآن، ويجوده، توفي الحاج مصطفى بعد ولده محمود بعدة سنوات عام 1999م.

وأما والدته فهي السيدة الحاجة (خدوج الموسى المطير) التي كانت أمية، ولكنها ربة بيت ناجحة، ومربية فاضلة، توفيت 1994م.

وللأستاذ محمود ثلاث أخوات: 

- فاطمة: زوجة عبد الرحمن الحج علي. 

-  أمينة: زوجة مصطفى الحج علي.

-  عائشة: زوج عبد المجيد الحج علي الحج عبد الله.

وتعود الأسرة الكريمة إلى قبيلة (القحيفات) في مدينة السفيرة، وهي تنتمي إلى البوشعبان، والتي تعود بدورها إلى قبيلة زبيد في اليمن.

دراسته، ومراحل تعليمه: 

درس (محمود مصطفى العبد الله الجمعة) المرحلة الابتدائية في ابتدائية السفيرة.

وأكمل الإعدادية، والثانوية العامة في ثانوية المأمون الداخلية.

نال الشهادة الثانوية العامة، عام 1959م، ودخل كلية التاريخ، وتخرّج من كلية التاريخ في جامعة دمشق عام ١٩٦٣م.

ثم حصل على شهادة دبلوم التأهيل التربوي من كلية التربية في جامعة دمشق.

أعماله، ومسؤولياته:

وأثناء دراسته توظّف معلماً، ودرّس في مدارس عين العرب والسفيرة.. وغيرها.

وكان مدير مخزن البادنجكي بين عامي ( 1968_ 1969).

ثم انتقل إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وكان رئيس مكتب الفلاحين.

وشغل منصب مدير الشركة الأهلية للغزل والنسيج في أوائل السبعينات.

ثم أصبح عضواً في مجلس محافظة حلب عام 1974م.

ثم صار مديراً  لمعمل السكر في ريف حلب 1976م.

ثم انتخب عضواً في مجلس الشعب عام ( 1977- 1981م)

وقد ذكر لبعض أحبابه ( السيد أسعد الجمعة) أن الرئيس الأسد الأب طلب منه تولي بعض المناصب في حلب فرفض، وقد تنبأ الأستاذ محمود حاج مصطفى بمستقبل سورية، وقال: إنه أشد ظلمة من الليل، وكان يتوقع مصيراً ومستقبلاً أسوداً في ظل العصابة الحاكمة – وقد كان ذلك بعد عقود، وصدّق الله نبوءته- ).

أحواله الاجتماعية، والأسرية: 

تزوج السيد محمود حاج صطوف عام 1966--1967 من السيدة الفاضلة (فاطمة بنت راجي الصطيف) أخت الأستاذين ( أسعد، ومرشد) رحمة الله عليهما.

وقد أنجب منها خمسة ذكور، وثلاث إناث، وهم: 

1-غسان العبد الله: طبيب بيطري.

2- عدنان محمود العبد الله:  وصل إلى الصف التاسع، ولم يأخذ الإعدادية.

3-محمد محمود العبد الله: وصل إلى المرحلة الإعدادية.

4-عبد الله  محمود العبد الله: وصل إلى المرحلة الإعدادية.

5-قصي العبد الله:  معهد تجاري وسنة ثالثة اقتصاد، ولم يتسن له  إكمال الجامعة.

وأما البنات:

6- هند العبد الله: إجازة في الأدب الإنكليزي، وزوجة د إسماعيل الدحدوح.

7-سلوى العبد الله: حصلت على إجازة في الأدب العربي، وكانت زوجة الأخ ( علي الأبو فريد)، أصيبت بالشلل عند سماعها بمرض والدها، وقد توفيت -رحمة الله عليها شابة-.

8-غادة العبد الله: حصلت على الإعدادية، وهي زوجة الأستاذ عصام مصطفى الحج علي العبد الله.

أخلاقه، وسماته:

وكان – رحمه الله – طيب القلب، لطيف المعشر، متحدثاً لبقاً، مواظباً على الصلوات، وكان يوقظ أولاده إلى صلاة الفجر، ثم يأمرهم بالدراسة.

وكان ذا  صوت عذب وعالٍ في قراءة القرآن.

وكان يعلّم أولاده الحلال والحرام، ويحثهم على الصدق والأخلاق والشجاعة وعدم قبول الظلم، وأن لا يسكتوا  عن حق لهم. 

وكان يرغّب أولاده بقراءة القرآن، ويحثهم على العلم، ويقول لهم: إن الشهادة العلمية أفضل من المال، وكان لا يتهاون معهم إذا أخطأوا، كما كان يحضهم على محبة بعضهم البعض.

وقد أكرمه الله، فحج إلى البيت الحرام عام 1983م.

ثم اعتمر ثلاث مرات، كان آخرها عام 1992م.

وفاته:

أصيب -رحمه الله- بالشلل النصفي قبل وفاته بعدة سنوات، وقد توفي عام 1995 م .

رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً .

المصدر:

أخذت المعلومات من والده د. غسان العبد الله بتاريخ ٢٠١٩م...ومن أصدقاء الراحل.

وسوم: العدد 954