الشيخ الداعية الدكتور عمر سليمان الأشقر

( ١٩٤٠ - ٢٠١٢م)

   داعية إسلامي، متخصص في الفقه المقارن، ومن رواد العمل الإسلامي بفلسطين، وأحد مؤسّسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهيئة علماء فلسطين في الخارج.

المولد، والنشأة:

ولد عمر سليمان بن عبد الله الأشقر عام 1940 بقرية برقة التابعة لمحافظة نابلس بفلسطين.

وسافر إلى المملكة العربية السعودية مبكرا، حيث درس المرحلة الثانوية بالرياض، ونال درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1964، وتتلمذ على الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ ناصر الدين الألباني، والشيخ عبد الجليل القرقشاوي.

الوظائف، والمسؤوليات:

عمل بعد تخرجه أمينا للمكتبة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ثم غادر إلى الكويت عام 1965 فاشتغل بالتدريس.

عاوده الحنين إلى الدرس والبحث فالتحق بجامعة الأزهر، فنال درجتي الماجستير، ثم الدكتوراه عام 1980، وكان موضوع أطروحته "مقاصد المكلَّفين" في الفقه المقارن.

عمل أستاذا للشريعة في جامعة الكويت حتى عام 1990، ثم عاد إلى الأردن، وعمل أستاذا في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، ثم عميدا في كلية الشريعة بجامعة الزرقاء.

التوجه الفكري:

جاء الشيخ عمر الأشقر من بيئة عائلية متدينة، وكان أخوه محمد من كبار علماء الشريعة، وتلقى تعليمه في بيئة سلفية، حيث تعلم بشكل لصيق على يد عدد من العلماء الكبار مثل عبد العزيز بن باز، وناصر الدين الألباني، ومحمد الشنقيطي.

اطلع على الكتب الدعوية والحركية المعاصرة، خاصة كتب الإخوان المسلمين، وتحديدا حسن البنا، وسيد قطب، ونظر لهذه الحركة باحترام وإعجاب.

انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينيين في الكويت في النصف الثاني من عام 1974 تقريبا، واشتغل مع سليمان حمد -الذي كان يرأس الإخوان الفلسطينيين في الكويت في الفترة من 1974 حتى نهاية 1989، وجمعهما العمل الإسلامي لفلسطين، وكانا متوافقين على الاهتمام بالشباب وتشجيعهم وإفساح المجالات لهم في العمل القيادي.

سافر عمر الأشقر، وخالد مشعل إلى السودان عام 1980، واطلعا على تجربة الحركة الإسلامية هناك، واستفادا منها كثيرا في تطوير العمل الإخواني الفلسطيني، كما اطلع على تجربة منظمة التحرير الفلسطينية من خلال بعض الشخصيات التي عملت فيها.

وفي عام 1983 شارك في مؤتمر تأسيسي للعمل الإسلامي لفلسطين، حيث وضع المؤتمر عددا من الأسس الفكرية والمنهجية والمسارات للعمل الإسلامي لفلسطين.

وبعد عامين أنشئ "جهاز فلسطين" التابع لتنظيم بلاد الشام، وهو الجهاز الذي تولى إنشاء حركة حماس وقيادتها ورعايتها، والتنسيق بين مناطق عملها الجغرافية (الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج)، وتوفير الدعم اللوجستي لها، خاصة من خارج فلسطين، ثم انتخب رئيسا لأول مجلس شورى لحركة حماس عام 1989.

التجربة الدعوية:

اهتم الأشقر بقضية تحرير فلسطين، وأسهم تكوينه في إيجاد شخصية تحمل روحا وفهما سلفيا واقعيا، ولها طبيعة ديناميكية عالية، متفاعلة مع الأحداث ومتطلعة للتغيير.

وأسهم بعشرات المؤلفات في نشر فكر الإخوان المسلمين، مع التركيز على الجوانب التربوية، وعلى الفهم السليم للعقيدة وفقه الموازنات والأولويات، وأيضا في نشر الفهم السلفي المعتدل، وفي ترشيد تياره، خاصة في الكويت، وإعطائه روحا منفتحة.

كما أسهم في ضبط البناء المؤسسي والشرعي للعمل الإسلامي لفلسطين، وتحديدا حركة حماس.

ويعد الأشقر من رواد الصحوة الإسلامية في الكويت، فإثر وصوله إليها في 1965 بادر وصديقه  عبد الرحمن عبد الخالق إلى ممارسة العمل الدعوي في مساجد الكويت ومدارسها عبر فعاليات تضم مسابقات ثقافية وتمثيليات ومسرحا وأناشيد ورياضة، إلى جانب الدروس الدينية.

ورغم أن الأشقر لم يكن خطيبا مفوها كغيره من الدعاة، فإنه تميز في طرح الأفكار والرؤى، وتسديد المسارات وتوجيه العمل، ومخاطبة العقول، ولذلك كان له مريدون من تلك الفئة من الناس المنشغلة بترشيد العمل الإسلامي الدعوي وتطويره، وكتب عدة مؤلفات في هذا الجانب، ومن أبرزها:

 "حكم المشاركة في الوزارة والمجالس النيابية"

 و"المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم"

 و"معالم الشخصية الإسلامية"

 و"نحو ثقافة إسلامية أصيلة"

 و"دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة"

و"الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية"

و"الواضح في شرح قانون الأحوال الشخصية الأردني".

المؤلفات:

ألّف الأشقر عشرات الكتب، منها:

 "خيار الشرط في البيوع وتطبيقه في معاملات المصارف الإسلامية"

و"الصوم في ضوء الكتاب والسنة"

 و"فقه الاختلاف"

و"القواعد والضوابط الفقهية عند ابن تيمية"

 و"القياس بين مؤيديه ومعارضيه"

و"نظرة في الإجماع الأصولي"

 و"أحكام الزواج في الفقه الإسلامي"

 و"المدخل إلى دراسة المدارس والمناهج الفقهية"

و"مسائل في الفقه المقارن"

 و"مسائل في فقه الكتاب والسنة"

و"الصيام في ضوء الكتاب والسنة"

و"جولة في رياض العلماء وأحداث الحياة"

و"مواقف ذات عبر".

كما ألّف عدة كتب تختص بالعقيدة، أهمها:

سلسلة "العقيدة في ضوء الكتاب والسنة"

 و"أصل الاعتقاد" 

و"أسماء الله وصفاته في ضوء اعتقاد أهل السنة والجماعة"

 و"مقاصد المكلَّفين في ما يُتعبَّد به رب العالمين".

الوفاة:

توفي الشيخ عمر سليمان الأشقر  بالعاصمة الأردنية عمان بعد صراع مع المرض، في 22 رمضان 1433، العاشر من أغسطس/آب 2012، ونعته حركة حماس في بيان لها مشيرة إلى أنه "أحد مؤسسي الحركة الكبار، وأحد أبرز علماء وأعلام فلسطين والأمة العربية والإسلامية في هذا العصر، وأحد أهم علماء وشيوخ حركة حماس ومؤسسيها الكبار".

رثاء الشعراء له:

كتب الشيخ حامد عبد الله العلي قصيدة رثاء الشيخ العلامة عمر الأشقر رحمه الله يقول فيها:

دمعُ العيونِ على الفقيدِ ذَرَافِ

       كنزُ العلومِ ، وسيّدُ الأشرافِ

والقلبُ يبكي ، والضلوعُ كأنهّا

     بين الصَّوارمِ ، والقَنا الرعّافِ

*

ياناشرَ النَّعْي الحزينِ بأمّـةٍ  

والشامُ تُذبحُ ، والخطوبُ سوافي

**

رانَ الذهولُ على الأنامِ : فسائلٌ  

  : هل ماتَ وارثُ منهجِ الأسْلافِ

ومُكذبٌ لا يستطيعُ سماعَها

      يرْمي النُّعاةَ بمقْصَدِ الإرجافِ

قد كانَ بين العارفينَ ككوْكبٍ

        أو نهْـرِ علمٍ من نميرٍ صافي

ألقى إليه العارفونَ بعلْمهم

      ما شئتَ من نقدٍ ومن إشرافِ

وتنوُّرٌ بالمعضلاتِ كأنّهُ

    إشراقُ شمسٍ بالضّياءِ الضّافي

نادى يجاهرُ بالجهادِ لأمّةٍ

         ويقول : كلُّ العزِّ بالأسيافِ

عُمَرٌ هدى الدّنيا بشمْسِ عُلومِهِ

      نورُ التقاة ، وقدوةُ الأخْلافِ

***

والله ما ماتَ الذي بعلومِهِ

           أحيا من الأمواتِ بالآلافِ

* الرماح التي ترعف من الدم

** مهلكة

*** الذين يخلفون ويأتون في أزمنة لاحقة

الكاتب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي

التاريخ: 11/08/2012

المصادر :

١- موقع  الجزيرة نت.

٢- موقع الشيخ حامد عبد الله العلي ( الكويت).

٣- الموسوعة التاريخية الحرة 

٤- مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 961