الشيخ الداعية المجاهد مصطفى بلمهدي

sdgfgsfgff1018.jpg

(1943- 2022م)

هو الشيخ الداعية، وأحد رموز الحركة الإسلامية في الجزائر، وأحد قادة الإخوان الثلاثة: الشيخ الرئيس محفوظ نحناح، والشهيد محمد بوسليماني، والشيخ الداعية مصطفى بلمهدي، فهو ثالث ثلاثة من قادة العمل الإسلامي الوسطي المعتدل.

المولد، والنشأة:

والشيخ مصطفى بلمهدي من مواليد مدينة البليدة في الجزائر عام 1943م.

الدراسة، والتكوين:

- أكمل مصطفى بلمهدي دراسته الابتدائية بمدرسة الإرشاد.

- وعندما صار شاباً شارك مع إخوانه في ثورة التحرير.

- بعد الاستقلال التحق بسلك التعليم الابتدائي من 1963 إلى 1976.

- حكم عليه بالسجن في قضية الميثاق الوطني سنة 1976.

- سنة 1979 خرج من السجن برفقة الشهيد محمد بوسليماني رحمه الله.

- دخل الجامعة سنة 1964، وعمل كمدير مدرسة ابتدائية بين 1969 و 1976.

- بعد خروجه من السجن حاول أن يعود إلى التعليم فمُنع من ذلك، فلجأ إلى ممارسة التجارة.

- عضو المكتب الوطني في عهد السرية، وعضو هيئة المؤسسين في عهد الانفتاح وعيّن بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي بين 1998 و 2001.

وشغل منصب رئيس حركة الدعوة والتغير، ومراقب الإخوان المسلمين في الجزائر في آخر أيامه.

مصطفى بلمهدي مؤسسة حركة البناء في ذمة الله

   حركة البناء الوطني تنعى للشعب الجزائري وللامة الإسلامية مؤسسها الشيخ المجاهد مصطفى بلمهدي رحمه الله، وأحد قادة الصحوة الدعوة الاولين في الجزائر.

   قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} سورة آل عمران: (185)

   وورد في الحديث الشريف: “إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة، لا يسدها شيء إلى يوم القيامة”.

   بمزيد من التسليم بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ رحيل الشيخ مصطفى بلمهدي الذي توفاه الله عز وجل هذا اليوم بمستشفى الجامعي بالبليدة .

   ببالغ الأسى ننعى للشعب الجزائري وللامة الإسلامية أحد رموزها الطاهرين واحد المجاهدين الثابتين الباذلين لمهجهم وما يملكون في سبيل تحرير الجزائر وبنائها وعزة الأمة الإسلامية كلها.

   والشيخ مصطفى بلمهدي رحمه الله أحد مجاهدي ثورة التحرير المباركة وأحد عمار هذا الوطن بالعلم والتربية والدعوة والنضال المستمر والثبات على الفكرة والمنهج.

   وهو ثالث ثلاثة رفقة الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني رحمهم الله الذين اسسوا صرح الدعوة الإسلامية في الجزائر بعد الاستقلال وجمعوا بين الوطنية الصادقة والاعتدال والوسطية في رسالة الاصلاح والدعوة.

   وهو -رحمه الله- مؤسس حركة البناء الوطني، وأول رئيس لها، ورئيس هيئة مؤسسيها، وأحد الذين دفعوا عن الحريات العامة والتعددية السياسية، وعارضوا كل توجه يمس الوفاء لشهداء الجزائر ومسارها الذي خطه بيان أول نوفمبر سواء في موقعه العلمي او الدعوي أو من خلال عضويته لمجلس الأمة أو من خلال نضاله السياسي على مدار عقود من الزمن.

وإذ ننعى الشيخ المؤسس لحركة البناء الوطني رحمه الله فإننا ننعى رجلاً من رجال الأمة الإسلامية وأحد الذين أوقفوا أنفسهم للجزائر وفلسطين والدفاع عن مقدسات الأمة ووحدتها بحرصه على التقريب بين قواها والعمل لصناعة التحالفات بين أبنائها وأحزابها ومذاهبها والتنازل من أجل مصالح شعوبها وحماية دينها وثوابتها والدفاع عن قرارها والانتصار لمقاوميها.

لقد كان الفقيد الكبير رمزاً من رموز الوحدة الإسلامية، وعلماً من أعلام الفقه السياسي والدعوي ورائداً من رواد الوسطية والاعتدال وداعماً، ومسانداً قوياً لقضايا الامة، ومناصراً وعاملاً في سبيل تحرير فلسطين .

بفقده فقدت الساحة الإسلامية علماً من إعلامها، ورجلاً من رجالها الكبار.

نسأل الله العلي القدير أن يملأ الفراغ الذي تركه بأبنائه وتلاميذه.

وبهذه المناسبة أتقدم بأحر التعازي إلى أسرته الكريمة، وإلى أبناء حركة البناء الوطني وإلى جيل الصحوة والدعوة الاول وإلى السياسيين والسادة العلماء والمشايخ والفضلاء في الجزائر وفي خارجها .

رحم الله شيخنا الراحل الكبير مصطفى بلمهدي وتقبله في الصالحين وأعظم الله أجرنا وأجركم فلله ما أعطى ولله ما أخذ.

"مصطفى بلمهدي" مراقباً عاماً للإخوان المسلمين:

نقلت صحف جزائرية عن جمعة أمين ـ النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ـ قوله: أن "مصطفى بلمهدي" بات المراقب العام الجديد للإخوان المسلمين في الجزائر.

وأضاف: رأت الجماعة أن يكون هناك تكوين جديد والآن الشيخ مصطفى ومعه جماعة هم يمثلون الإخوان في الجزائر، "لا هذا ولا ذاك"، يقصد القياديين أبو جرة سلطاني، زعيم حركة مجتمع السلم "حمس"، ووزير الصناعة الأسبق عبد المجيد مناصرة رئيس حركة الدعوة والتغيير.

كانت الجماعة في القاهرة قد اضطرت عام 2009 إلى رفع الغطاء التنظيمي رسمياً عن إخوان الجزائر في ظل صراع على من يقود الإخوان هناك دار بين القياديين سلطاني ومناصرة وانتهى بانشطار الحركة.

وقتها، قال المرشد العام السابق، محمد مهدي عاكف: "لقد أوقفت كل مساعي المصالحة بين الطرفين حتى يعودوا إلى الصلح"، وأنه بعث برسالة إليهما يقول فيها: "إنكم الآن لا تمثلون حركة الإخوان المسلمين ما دمتم على خصومة". وتابع: "لا أعترف منذ الآن بأحد من الطرفين، ولا أحد منهما يمثل تنظيم وفكر الإخوان المسلمين في الجزائر". لكن بعد سنوات رأت الجماعة أن تغير موقفها وتعهد لرمز إخواني آخر هو "مصطفى بلمهدي" ليقود سفينة الإخوان بالجزائر. وأوضح جمعة أمين، وهو مسؤول بالملف الخارجي للإخوان وخاصة ملف الجزائر: أن تعيين مصطفى بلمهدي مؤقت "إلى حين استكمال جمع الصف الإخواني في الجزائر"، وأضاف "الكيان نفسه هو الذي سيختار عن طريق الانتخاب مراقبا"، حسبما نقلت "جريدتي" الجزائرية. كان بلمهدي قد شارك في فعاليات المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية في العاصمة السودانية الخرطوم، 14 نوفمبر الماضي، وهو المؤتمر الذي حضرته رموز الإخوان في العالم الإسلامي، وحضره المرشد العام الدكتور محمد بديع.. وقالت التقارير أن بديع منح بلمهدي موافقة الجماعة على تولي أمر الحركة بالجزائر. وهو ما شجع الأخير على طرح مبادرة تحت عنوان (نداء البدار) تهدف إلى جمع المؤمنين بمنهج الوسطية والاعتدال الذي أرساه محفوظ نحناح بين الإخوان هناك.

ومؤخراً أعلن كل من: مصطفى بلمهدي، وعبدالقادر بن قرينة، وفريد هباز، وسليمان شنبن، تشكيل حزب "حركة البناء الوطني" الذي أذنت له وزارة الداخلية بعقد المؤتمر التأسيسي، إذاناً فيما يبدو بأنه سيمثل الواجهة السياسية الرسمية للإخوان في الجزائر، وقالت تقارير إعلامية أنه بات مفوضاً بالفعل من قبل التنظيم الدولي.

والشيخ "مصطفى بلمهدي" أحد رفقاء مؤسس الإخوان الراحل "محفوظ نحناح"، وهو يأتي في الترتيب الثالث من بين رموز الحركة بالجزائر، بعد نحناح وأبو جرة سلطاني. وسيكون على رأس مهامه خلال الفترة القادمة لملمة شتات الإخوان في الجزائر بعد انشقاقات وصراعات مريرة بين قياداتها. ويتوقع مراقبون أن تجري الدعوة خلال الفترة القادمة إلى مؤتمر عام جامع في الجزائر، تحت إشراف التنظيم الدولي للإخوان، تحضره جميع قيادات الحركة، ويمثل فيه جميع الطيف الإخواني للعمل على وحدة الصف من جديد.

المشهد الدولي المعاصر وسقوط نظرية صراع الحضارات

كنت وما زلت من المتشبثين برفض أسر حركة التاريخ في منظور فكري واحد، لكن نظرية صراع الحضارات التي أخذت مجدها في العقود السابقة (منذ 1993)

د. محمد جلال القصاص: هل الإسلام ينتشر في أفريقيا أم ينحسر؟

هل الإسلام ينتشر في أفريقيا أم ينحسر؟

د. محمد جلال القصاص

"مصطفى بلمهدي" مراقباً عاماً للإخوان المسلمين في الجزائر:

نقلت صحف جزائرية عن جمعة أمين ـ النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ـ قوله: أن "مصطفى بلمهدي" بات المراقب العام الجديد للإخوان المسلمين في الجزائر. وأضاف: رأت الجماعة أن يكون هناك تكوين جديد والآن الشيخ مصطفى ومعه جماعة هم يمثلون الإخوان في الجزائر، "لا هذا ولا ذاك"، يقصد القياديين أبو جرة سلطاني، زعيم حركة مجتمع السلم "حمس"، ووزير الصناعة الأسبق عبد المجيد مناصرة رئيس حركة الدعوة والتغيير. كانت الجماعة في القاهرة قد اضطرت عام 2009 إلى رفع الغطاء التنظيمي رسميا عن إخوان الجزائر في ظل صراع على من يقود الإخوان هناك دار بين القياديين سلطاني ومناصرة وانتهى بانشطار الحركة.

وقتها، قال المرشد العام السابق، محمد مهدي عاكف: "لقد أوقفت كل مساعي المصالحة بين الطرفين حتى يعودوا إلى الصلح"، وأنه بعث برسالة إليهما يقول فيها: "إنكم الآن لا تمثلون حركة الإخوان المسلمين ما دمتم على خصومة". وتابع: "لا أعترف منذ الآن بأحد من الطرفين، ولا أحد منهما يمثل تنظيم وفكر الإخوان المسلمين في الجزائر". لكن بعد سنوات رأت الجماعة أن تغير موقفها وتعهد لرمز إخواني آخر هو "مصطفى بلمهدي" ليقود سفينة الإخوان بالجزائر. وأوضح جمعة أمين، وهو مسؤول بالملف الخارجي للإخوان وخاصة ملف الجزائر: أن تعيين مصطفى بلمهدي مؤقت "إلى حين استكمال جمع الصف الإخواني في الجزائر"، وأضاف "الكيان نفسه هو الذي سيختار عن طريق الانتخاب مراقبا"، حسبما نقلت "جريدتي" الجزائرية. كان بلمهدي قد شارك في فعاليات المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية في العاصمة السودانية الخرطوم، 14 نوفمبر الماضي، وهو المؤتمر الذي حضرته رموز الإخوان في العالم الإسلامي، وحضره المرشد العام الدكتور محمد بديع.. وقالت التقارير أن بديع منح بلمهدي موافقة الجماعة على تولي أمر الحركة بالجزائر. وهو ما شجع الأخير على طرح مبادرة تحت عنوان (نداء البدار) تهدف إلى جمع المؤمنين بمنهج الوسطية والاعتدال الذي أرساه محفوظ نحناح بين الإخوان هناك.

ومؤخراً أعلن كل من: مصطفى بلمهدي، وعبدالقادر بن قرينة، وفريد هباز، وسليمان شنبن، تشكيل حزب "حركة البناء الوطني" الذي أذنت له وزارة الداخلية بعقد المؤتمر التأسيسي، إذانا فيما يبدو بأنه سيمثل الواجهة السياسية الرسمية للإخوان في الجزائر، وقالت تقارير إعلامية أنه بات مفوضا بالفعل من قبل التنظيم الدولي. والشيخ "مصطفى بلمهدي" أحد رفقاء مؤسس الإخوان الراحل "محفوظ نحناح"، وهو يأتي في الترتيب الثالث من بين رموز الحركة بالجزائر، بعد نحناح وأبوجرة سلطاني. وسيكون على رأس مهامه خلال الفترة القادمة لملمة شتات الإخوان في الجزائر بعد انشقاقات وصراعات مريرة بين قياداتها. ويتوقع مراقبون أن تجري الدعوة خلال الفترة القادمة إلى مؤتمر عام جامع في الجزائر، تحت إشراف التنظيم الدولي للإخوان، تحضره جميع قيادات الحركة ويمثل فيه جميع الطيف الإخواني للعمل على وحدة الصف من جديد.

زعيم مهدي عاكف الجماعة الحركة التنظيم علي عبدالعال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الجزائر المسلمون الإسلاميون في الجزائر الإخوان المسلمين مصر الإخوان المسلمين.

وفاة الشيخ مصطفى بلمهدي مؤسس حركة البناء الوطني بعد تعرضه لوعكة صحية:

   انتقل إلى رحمة الله الشيخ مصطفى بلمهدي مؤسس حركة البناء الوطني، وأحد قادة الصحوة الدعوة الأولين في الجزائر، الذي توفي مساء السبت، بالمركز الاستشفائي الجامعي بقلب مدينة البليدة، بعد تعرضه لوعكة صحية، ألزمت وضعه بمصلحة الإنعاش.

ونعى الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الفقيد قائلاً: في مثل هذه اللحظات تلامس أطياف الحزن والألم جفون المحبين إنها لحظات الفراق حيث ضاقت الأنفاس واضطربت القلوب وانثالت المشاعر وتلعثمت الذاكرة لكثرة مشاهدها حيث شريط الذكريات الجميلة مع الذي رحل عن هذه الدنيا وودعها.

وأضاف القره داغي، في منشور له على صفحته "الفيسبوك"، ألم عجزت أمامه الكلمات التي مهما كبرت عن توصيف فراقك وأمامها لا نملك إلا قول: إنا لله وإنا إليه راجعون ورحمة الله تغشاه.

وعلّق فضيلته، "حقاً قلة أولئك الذين جمعوا بين بالعلم والتربية والدعوة والنضال المستمر و الثبات على الفكرة و المنهج؛ والأقل من يعد رمزاً من رموز الوحدة الإسلامية وعلماً من أعلام الفقه السياسي و الدعوي ورائداً من رواد الوسطية والاعتدال وداعماً، ومسانداً قوياً لقضايا الأمة، ومن بين الشخصيات الأقل من القليل والتي صبرت وثابرت كان الشيخ مصطفى بلمهدي رحمه الله أحد مجاهدي ثورة التحرير المباركة الجزائرية وهو من العقد الدعوى الثلاثي المتميز مع الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني رحمهم الله الذين أسسوا صرح الدعوة الإسلامية في الجزائر بعد الاستقلال".

ويُعدُ الشيخ مصطفى بلمهدي رحمه الله، مؤسس حركة البناء الوطني وأول رئيس لها ورئيس هيئة مؤسسيها، ومدافع عن الحريات العامة والتعددية السياسية، ومعارض لكل من يتنكر لرجال التحرير، وأحد مجاهدي ثورة التحرير المباركة، وأحد عمار الجزائر بالعلم والتربية والدعوة والنضال المستمر والثبات على الفكرة والمنهج.

وبحسب حركة البناء، فأن الفقيد هو ثالث ثلاثة رفقة الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني رحمهم الله الذين أسسوا صرح الدعوة الإسلامية في الجزائر بعد الاستقلال وجمعوا بين الوطنية الصادقة والاعتدال والوسطية في رسالة الاصلاح والدعوة.

لقد كان الفقيد الكبير رمزاً من رموز الوحدة الإسلامية وعلماً من أعلام الفقه السياسي والدعوي ورائداً من رواد الوسطية والاعتدال وداعماً، ومسانداً قوياً لقضايا الأمة، ومناصراً وعاملاً في سبيل تحرير فلسطين، بحسب بيان حركة البناء.

وقد فقدت الأمة الإسلامية مجاهدا وعالماً من علمائها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء.

إنَّا لله وإنا إليه راجعون.

حركة البناء تعلن وفاة مؤسسها مصطفى بلمهدي:

الشروق أونلاين

أعلنت حركة البناء الوطني مساء السبت وفاة مؤسسها مصطفى بلمهدي والذي كان احد رفقاء الراحل محفوظ نحناح.

وجاء في رسالة نعي نشرتها الحركة:

حركة البناء الوطني تنعى للشعب الجزائري وللأمة الإسلامية مؤسسها الشيخ المجاهد مصطفى بلمهدي رحمه الله و احد قادة الصحوة والدعوة الاولين في الجزائر.

قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} سورة آل عمران: (185)

وورد في الحديث الشريف: “إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة، لا يسدها شيء إلى يوم القيامة”.

بمزيد من التسليم بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ رحيل الشيخ مصطفى بلمهدي الذي توفاه الله عز وجل هذا اليوم بمستشفى الجامعي بالبليدة .

ببالغ الأسى ننعى للشعب الجزائري وللامة الإسلامية أحد رموزها الطاهرين وأحد المجاهدين الثابتين الباذلين لمهجهم وما يملكون في سبيل تحرير الجزائر وبنائها و عزة الامة الاسلامية كلها.

   والشيخ مصطفى بلمهدي رحمه الله أحد مجاهدي ثورة التحرير المباركة وأحد عمار هذا الوطن بالعلم والتربية والدعوة والنضال المستمر والثبات على الفكرة والمنهج

وهو ثالث ثلاثة رفقة الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني رحمهم الله الذين أسسوا صرح الدعوة الإسلامية في الجزائر بعد الاستقلال وجمعوا بين الوطنية الصادقة والاعتدال والوسطية في رسالة الاصلاح والدعوة.

وهو رحمه الله مؤسس حركة البناء الوطني وأول رئيس لها ورئيس هيئة مؤسسيها وأحد الذين دفعوا عن الحريات العامة والتعددية السياسية وعارضوا كل توجه يمس الوفاء لشهداء الجزائر ومسارها الذي خطه بيان أول نوفمبر سواء في موقعه العلمي أو الدعوي أو من خلال عضويته لمجلس الامة أو من خلال نضاله السياسي على مدار عقود من الزمن.

واذ ننعى الشيخ المؤسس لحركة البناء الوطني رحمه الله فإننا ننعى رجلا من رجال الأمة الاسلامية واحد الذين أوقفوا انفسهم للجزائر وفلسطين والدفاع عن مقدسات الأمة ووحدتها بحرصه على التقريب بين قواها والعمل لصناعة التحالفات بين أبنائها وأحزابها ومذاهبها والتنازل من أجل مصالح شعوبها وحماية دينها وثوابتها والدفاع عن قرارها والانتصار لمقاوميها

لقد كان الفقيد الكبير رمزاً من رموز الوحدة الإسلامية وعلماً من أعلام الفقه السياسي و الدعوي ورائداً من رواد الوسطية والاعتدال وداعماً، ومسانداً قوياً لقضايا الأمة، ومناصراً وعاملاً في سبيل تحرير فلسطين .

بفقده فقدت الساحة الإسلامية علماً من إعلامها، ورجلاً من رجالها الكبار.

نسأل الله العلي القدير أن يملأ الفراغ الذي تركه بأبنائه وتلاميذه.

وبهذه المناسبة أتقدم بأحر التعازي إلى أسرته الكريمة، و إلى ابناء حركة البناء الوطني و الى جيل الصحوة و الدعوة الأول وإلى السياسيين والسادة العلماء والمشايخ والفضلاء في الجزائر و في خارجها .

رحم الله شيخنا الراحل الكبير مصطفى بلمهدي وتقبله في الصالحين وأعظم الله اجرنا واجركم فلله ما أعطى ولله ما اخذ.

نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.

إنَّا لله وإنا إليه راجعون.

رحيل مصطفى بلمهدي.. أحد أبرز مؤسسي تيار الإخوان في الجزائر

وكتب عثمان لحياني ــ الجزائر يقول:

   شيعت الجزائر،، أمس الأحد، مصطفى بلمهدي، الذي يعد أحد مؤسسي تيار الإخوان المسلمين في البلاد.

وقبل رحيله، اضطر بلمهدي إلى ترك العمل السياسي بعد تخليه عن رئاسة "حركة البناء الوطني"، التي أسسها مع مجموعة من القيادات التي انشقت منذ عام 2008 عن الحركة الأم، "مجتمع السلم"، بعد خلافات سياسية ظهرت بعد وفاة مؤسسها محفوظ نحناح في يونيو/حزيران 2003.

ويعد بلمهدي أحد القيادات التاريخية المؤسسة لتيار الإخوان المسلمين في الجزائر منذ منتصف السبعينيات، وعارض، رفقة عدد من قيادات التيار أبرزهم محمد بوسليماني ونحناح وبوجمعة عياد، الميثاق الوطني والتوجهات الاشتراكية للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، ما دفع الأخير إلى اعتقالهم وزجهم في السجون إلى غاية صدور عفو رئاسي عنهم من قبل الرئيس الشاذلي بن جديد.

وبعد التعددية السياسية، شارك بلمهدي رفقة رفاقه في النضال، في تأسيس "جمعية الإرشاد والإصلاح" كإطار لتنظيم الإخوان في الجزائر، قبل أن تليها خطوة تأسيس حزب سياسي باسم "حركة المجتمع الإسلامي" (حماس) عام 1990. وتحولت لاحقاً إلى "حركة مجتمع السلم" التي كان أحد قيادييها، وعين لاحقاً عضواً في مجلس الأمة، وفي عام 2008، وقعت خلافات داخل الحركة اضطرته الى الانسحاب وتأسيس "حركة البناء الوطني".

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال نجله حذيفة بلمهدي، "شاء القدر أن يتوفى في يوم مولده (السابع من مايو/أيار)".

وأضاف أن والده "نشأ يتيماً منذ أن كان عمره 18 شهراً، وتحمل مسؤولية رعاية العائلة بعدما استشهد شقيقه خلال الاستعمار وكان عمره 14 عاماً، وتعلم بشكل عصامي إلى أن وصل إلى الجامعة".

أما رئيس قسم التربية في "حركة مجتمع السلم" عابد عبد الرحمن، فقال لـ"العربي الجديد" إن "المرحوم كان يطوف في الولايات لزيارة القواعد وتقديم النصيحة، الآن التحق برفيقيه المؤسسين الشيخ محفوظ نحناح والشيخ محمد بوسليماني (اغتيل في التسعينيات)".

وحضر الجنازة، أمس الأحد، رئيس "جبهة العدالة والتنمية" عبد الله جاب الله، ورئيس "حركة مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري، ورئيس "حركة البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة، والأمين العام لـ"جبهة التحرير الوطني" أبو الفضل بعجي.

وقال القيادي في "حركة البناء الوطني" أحمد الدان إن "بلمهدي شيخ وداعية وسطي، عرف بنضاله وجهوده في تأسيس العمل الإسلامي في الجزائر".

رسمياً.. بلمهدي مراقباً عاماً لإخوان الجزائــر

بعد أقل من شهر على منحه رخصة عقد المؤتمر التأسيسي لحركة البناء الوطني

عين مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، مصطفى بلمهدي، صاحب حركة البناء الوطني "قيد التأسيس"، مراقباً عاماً لإخوان الجزائر، بعد قرابة أربع سنوات من رفع الغطاء عنهم في ظل الصراع الذي عرفوه وأدى إلى انشقاقات كثيرة وكبيرة في صفوفهم نقلاً عن صحيفة "البلاد" الجزائرية.

وحسبما أوردته تقارير صحافية مصرية أمس، فإن رفيق الراحل محفوظ نحناح، ومؤسس حركة البناء الوطني، مصطفى بلمهدي، نال رضا مكتب الإرشاد بتعيينه "مراقب عام" للإخوان في الجزائر، بعدما قام المرشد العام السابق، محمد مهدي عاكف بتجميد الصلة مع إخوان الجزائر "حتى يعودوا إلى الصلح".

مادة إعلانية

ويتعلق الأمر بكل من رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، ورئيس حزب جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، ليكلف بعدها بلمهدي بمهمة لم شمل إخوان الجزائر، حيث بدأت ملامح التكليف تظهر مباشرة بعد إعلان نتائج التشريعيات واختفاء جبهة التغيير عن الساحة السياسية، وظهور بوادر الانشقاق داخلها، وتولد من رحم “التغيير”حركة البناء التي طرحت فكرة لم الشمل.

وأضافت التقارير أن بلمهدي شارك في فعاليات المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية في العاصمة السودانية الخرطوم، شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو المؤتمر الذي حضرته رموز الإخوان في العالم الإسلامي، وحضره المرشد العام محمد بديع، حيث تحصل بلمهدي على موافقة الجماعة لتولي أمر الحركة بالجزائر خلال هذا المؤتمر.

للإشارة فقد كانت حركة البناء الوطني، تحصلت مؤخراً على رخصة عقد المؤتمر التأسيسي، وذلك بعدما أودعت هذه الأخيرة ملف اعتمادها لدى مصالح الداخلية منذ ما يقارب ثلاثة أشهر.

وبتأكد تعيين بلمهدي ممثلاً شرعياً للإخوان في الجزائر، فإن هناك العديد من الأسئلة تطرح نفسها بقوة، من بينها جدوى مسعى الصلح الذي أطلقته حركة مجتمع السلم، في سبيل لم شمل الإخوان، رغم أن أبو جرة سلطاني كان دعا كل من القيادات المنشقة عن الحركة إلى العودة من جديد والجلوس بمائدة الحوار من أجل وحدة ولمّ شمل "الحمسيين"، حيث قال "أدعو مناصرة وغول وبلمهدي للعودة للحركة والحوار ومستعد للاجتماع بهم في أي مكان يريدونه".

كما أن رسالة رئيس جبهة التغيير الوطني ـ المتوقفة عن النشاط ـ ووزير الصناعة السابق عبد المجيد مناصرة، التي بعث بها إلى رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني يحدد فيها متطلبات عودته إلى أحضان الحركة بعد تعثر مشروع حزب التغيير وانقسام قيادته، ووضعه لجملة من الشروط مقابل عودته إلى التنظيم الأم، واعداً أبو جرة بالتكفل بغطاء الإخوان المسلمين الذي ذهب إلى حركة البناء الوطني بقيادة مصطفى بلمهدي، على أساس حل حمس والتغيير والانخراط في حركة البناء الوطني، كما جاء في توصيات الإخوان، حيث يبدو أن كلاً من مبادرة سلطاني ورسالة مناصرة أصبحت دون معنى بعد اعتماد بلمهدي رسمياً من الإخوان وحصول حزبه على الترخيص من وزارة الداخلية.

الإخوان المسلمون في سورية:

د. وليد يعزي الشعب الجزائري والأمة الإسلامية بوفاة المجاهد الشيخ مصطفى بلمهدي

تقدم فضيلة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية “د. محمد حكمت وليد” بالتعزية للشعب الجزائري وللأمة الإسلامية بوفاة الشيخ المجاهد “مصطفى بلمهدي”، من مجاهدي ثورة التحرير ومن مؤسسي صرح الدعوة الإسلامية في الجزائر بعد الاستقلال، ومؤسس ورئيس حركة البناء الوطني.

وقال فضيلته في بيان التعزية الذي نشر في حسابه على موقع “تويتر” إن الشيخ مصطفى بلمهدي كان رمزاً من رموز الوحدة الإسلامية وعلماً من أعلام الفقه السياسي والدعوي ورائداً من رواد الوسطية والاعتدال وداعماً، ومسانداً قوياً لقضايا الأمة..

وفيما يلي نص التعزية:

*إن لله ما أخد وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجلٍ مُسمى*

باسمي واسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية أتقدم بأحر التعازي إلى الشعب الجزائري الشقيق، والأمة الإسلامية، بوفاة الشيخ المجاهد مصطفى بلمهدي، من مجاهدي ثورة التحرير ومن مؤسسي صرح الدعوة الإسلامية في الجزائر بعد الاستقلال، ومؤسس ورئيس حركة البناء الوطني..

لقد كان الشيخ مصطفى بلمهدي رمزاً من رموز الوحدة الإسلامية وعلماً من أعلام الفقه السياسي والدعوي ورائداً من رواد الوسطية والاعتدال وداعماً، ومسانداً قوياً لقضايا الأمة..

نتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى أهل الشيخ وأولاده وعائلته وتلامذته وكل محبيه على امتداد العالم الإسلامي.

ونسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنّاته، ويتقبل منه عمله الدؤوب في الدعوة إلى دين الله وخدمة الإسلام والمسلمين.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الدكتور محمد حكمت وليد

المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية.

الشيخ مصطفى بلمهدى رئيس الحركة في حوار مع جريدة" العرب":

حركتنا جاءت من أجل التأسيس لعمل دعوي متكامل ولا تهمنا المناصب

2009-09-05

يتحدث مصطفى بلمهدي رئيس حركة الدعوة والتغيير، المنشقة عن حزب إخوان الجزائر «حركة مجتمع السلم» المعروفة اختصارا بـ «حمس»، عن الأسباب والدوافع التي جعلته مع مجموعة من القياديين، الانشقاق وتشكيل حركة موازية، وبالتالي أصبح إخوان الجزائر برأسين، الأمر الذي لم يرض المرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف، الذي جمد مكتب الجزائر، ودعا الطرفين إلى الصلح. مؤكدا أن حوارات الصلح دامت عاما كاملا، ووصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض قيادات «حمس» لكل مساعي لجنة الوساطة الخارجية المستقلة والداخلية.

كما شدد بلمهدي التأكيد على أن «الدعوة والتغيير»، لم تولد البارحة، وأن منهاجها يمتد في عمق فكر الوسطية والاعتدال الذي مثله رائد ومنشر الفكر الإخواني بالجزائر محفوظ نحناح، الذي قال إن منهجه مبني على مشروعية المبادئ قبل مشروعية الهياكل.

نافيا أن تكون المناصب غاية مؤسسي «الدعوة والتغيير» أو الذين التحقوا بها.

وقال بلمهدي الذي يعد من المؤسسين الثلاثة الأوائل لحزب إخوان الجزائر، إلى جانب الراحلين نحناح ومحمد بوسليماني، إن الهدف من إنشاء «الدعوة والتغيير»، هو وصول أغلبية تيار التغيير في «حمس» إلى ضرورة تأسيس عمل دعوي متكامل وقيادة المشروع الإسلامي في الجزائر.

¶ لم يمض على ميلاد «الدعوة والتغيير» إلا بضعة أشهر، ومع ذلك فلها حضور إعلامي مكثف، ألا ترون أنه من الأفضل التركيز على العمل الميداني بدل الدعاية الإعلامية؟

أولا نود أن نصحح هذا المفهوم الخاطئ حول ميلاد الدعوة والتغيير حيث إن حركة الدعوة والتغيير تمتد في التاريخ منذ سنوات قليلة بعد استقلال الجزائر، وهي امتداد حقيقي لميراث الشيخ محفوظ نحناح، وكل المؤسسين للحركة في بداية السبعينات هم موجودون في حركة الدعوة والتغيير، وبذلك فإن هذه الحركة من حيث الرجال لم تولد البارحة، ومن حيث المنهج والأفكار هي أيضا تمتد في عمق فكر الوسطية والاعتدال الذي مثله الشيخ محفوظ نحناح في الجزائر، والجديد في الموضوع هو تشكيلنا لحركة جديدة من حيث الشكل، وليس من حيث المضمون، لأننا قمنا بهذا العمل من أجل المحافظة على الموروث التاريخي للدعوة بعد سلسلة الانحرافات التي لاحظناها في سقوط حركة الأمس، وأما ما يتعلق بكثافة الحضور الإعلامي فهو ظاهرة صحية عندما يصاحبها العمل، وتصبح سلبية عندما تفتقر إلى العمل وتتحول إلى دعاية، ونحن نحضر إعلاميا من خلال سلسلة أعمالنا وبرامجنا التي تغطيها الصحافة الوطنية والدولية، كما نحضر إعلاميا بقوة من خلال موجات الالتحاق بالحركة والهجرة الكبيرة نحو حركة الدعوة والتغيير وسلسلة بيانات التأييد والانخراط الجماعي، وهذه كلها مظاهر إيجابية في موضوع الحضور الإعلامي.

¶ جاء في البيان التأسيسي للدعوة والتغيير، أن خلافكم مع أبوجرة منهجي بالدرجة الأولى ثم سياسي، ولكن المطالب التي قدمت أثناء حوارات الصلح كانت أغلبها حول توزيع المناصب، ولم ترد مطالب منهجية أو سياسية واضحة، فلم؟

حركة الدعوة والتغيير لا تهمها المناصب في شيء على الإطلاق، وهذا لا يعني أننا ملائكة، ولكن يعني أننا نقدم مصلحة الدعوة على مصلحة الأفراد، ومكاسب الدعوة على المكاسب الشخصية، ولو أراد أفرادنا، سواء في مواقع قيادية أو قاعدية، البحث عن المناصب لبقوا في حركة الأمس، حيث إن القادمين إلينا بمختلف أشكالهم يعلمون جيدا. أما هذه الحركة أحرص ما تكون على الابتعاد عن المطالبة بأي منصب أو جعل المنصب مقياسا للولاء، ولذلك كنا دائما حريصين على أن قيادة العمل تكون أكثر تورعا وابتعادا عن المناصب والتركيز والاهتمام بتربية الأفراد ورعاية شؤون الدعوة ودعم القائمين على شؤونها وتكوين جيل من القياديين وعدم احتكار المسؤولية الدعوية والتربوية بأي شكل من الأشكال، لأن ذلك يبدأ كأنانية سياسية ثم يتحول إلى انحراف يجعل معه المسؤول نفسه محور الدعوة. والأصل أننا خدام للدعوة وليست الدعوة خادمة لنا، وأما ما يتعلق بعملية الصلح فإننا اعتقدنا من بداية الطريق بأن المسألة لم تكن موضوعة على أسسها، وبذلك لم نتشجع لها، وأثبتت الأيام صدق توقعاتنا، ولعل المخلصين يدركون جيدا ما آلت إليه العملية بأكملها، ويعرفون أن الطرف الذي كان صادقا في كل المراحل هو حركة الدعوة والتغيير.

فما جاء من حوارات الصلح هي قرارات لجنة العلماء الحكماء لإصلاح ذات البين الذين شخصوا المرض ووصفوا الدواء الشافي كعلاج جذري رأوه من أجل إعادة الاعتبار للمؤتمر الرابع الذي كان مختل التوازن بسبب الممارسات اللاأخلاقية واللاشرعية المنافية للوائح التنظيمية، ولم تكن المناصب من مطالب المعارضة لا من قبل مؤسسي حركة الدعوة والتغيير، ولا من قبل الذين التحقوا بها، ولو كانت المناصب هي غايتهم لبقوا متشبثين بحركة حمس، فالانفصال محص الصف، وميز بين من لهم أطماع في المناصب، ومن كان هدفهم خدمة الدعوة والمنهج.

¶ تحدثتم كما تحدث جل قيادات «الدعوة والتغيير» عن منهجية سياسية جديدة تبعد الحركة عن عباءة السلطة، ولكن أول مواقف كتلتكم البرلمانية كان تأييد العهدة الثالثة للرئيس بوتفليقة، فما الفرق بينكم وبين أبوجرة، إذن؟

نحن سياستنا تقوم على أساس أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، وموقفنا اتجاه العهدة الثالثة هو موقف مبني على رؤية واضحة، وعلى مبادئ واضحة، ساندنا من أجلها رئيس الجمهورية الذي نعتبره قد حقق إنجازات كبيرة في موضوع المصالحة الوطنية والتنمية في البلاد، ولا يعني ذلك أبداً أننا لتأييدنا للعهدة الثالثة قد فقدنا خصوصياتنا السياسية التي تقدم المجتمع على السلطة وتحرص على التميز باستمرار. وقد نلتقي في بعض المواقف مع حركة الأمس. كما نلتقي مع غيرها من الحركات، فمواقفنا تحكمها المبادئ، وليست ردود أفعال تخالف غيرنا من أجل المخالفة.

¶ هل لنا أن نعرف، السبب الحقيقي لانفصالكم عن حركة مجتمع السلم، لأن شعار الانحراف الذي رفعتموه لتبرير الانشقاق، هي حجة قديمة تحجج بها البعض للاستقالة والانسحاب، حتى في عهد مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح؟

هناك أسباب كثيرة تراكمت فوق بعضها البعض حتى اتسع الخرق على الراقع، ولعل أهم الأسباب هو الانحرافات عن المنهج الذي كان يتعامل به الشيخ محفوظ نحناح والخروج عن المشروعية التي هي مشروعية المبادئ قبل مشروعية الهياكل، فنحن ننتمي إلى حركة هدفها الأساسي هو الدعوة التي يجب أن نخدمها بكل الوسائل والإمكانيات، وليس أن نسخرها في خدمة الأشخاص مهما كان وضعهم. وبالتالي فالذين خرجوا عن القيم هم الذين يمثلون الانشقاق.

¶ تم الحديث كثيرا عن مبادرة الصلح، التي قادها عدد من القيادات البارزة في حركة «حمس»، وفي مقدمتهم رئيس لجنة المؤسسين عبدالحميد مداود، فهل لنا أن نعرف تفاصيلها، وأسباب إعراضكم عنها؟

مبادرة الصلح التي تتحدث عنها جاءت خارج الوقت وبعد أن رفض الطرف الثاني وساطات علماء ومرجعيات إسلامية وطنية ودولية، ونحن لا نريد أن نبقى نراوغ في مكاننا، وقد عبرت حركت حمس الأيام الأخيرة عن عدم استقلالية هذه اللجنة حين قالت بأنها تعتبرها واحدة من فروعها، وهي التي تقرر حلها أو استمرارها.

فخيوط تحريكها بيد ممثل المكتب الوطني الذي ثبت أنه كان يقودها من وراء الستار، ودليل ذلك سحب الثقة منه من قبل المكتب الوطني ومجلس شورى حركة حمس أخيرا.

¶ قال أبو جرة، بمناسبة إطلاق تنظيم شباني جديد سمي «شباب مجتمع السلم»، قبل أسابيع، إنه مستعد لترك منصب الرئاسة في «حمس» والتخلي عنه خلال المؤتمر القادم، إذا ما كان ذلك سيخدم الحركة ومستقبلها السياسي. كما وعد بمنحكم مناصب قيادية إذا ما عدتم من أجل وحدة الحزب، وأنه موافق على 13 شرطا التي عرضت عليه من طرف لجنة الوساطة والصلح، فما موقفكم من هذه التنازلات؟

نحن لا نريد الحديث عن المناصب من أي طرف كان، ولا نحتاج هذا الوعد بالمناصب من أي إنسان، لأننا متعلقون بالله سبحانه وتعالى، وهو الذي يعطي ويمنع، وأما الحديث عن قبول الشروط فأعتقد أنه يمكنكم التوجه بهذا السؤال إلى الذين يتحدثون عنه، وستجدون عندهم أجوبة مغايرة تماما لهذا الحديث.

ونحن لا تهمنا المغادرة أو البقاء فلا مانع عندنا إذا كان البقاء يخدم الحركة ومستقبلها فقيادة «حمس» أعلم بنفسها، ومجلس شوراها له السيادة في التقدير، أما حركة الدعوة والتغيير فلا دخل لها في الموضوع. أما الحديث عن المناصب والموافقة على 13 شرطا، فقد أعلنا من اليوم الأول أننا لسنا طلاب مناصب، وإنما تلك الشروط الـ 13 من قرارات لجنة الوساطة والصلح كعلاج لما أصاب المؤتمر من انحرافات، ورفضت في حينها من قبل قيادات حمس.

ثم أن هذه الدعوة لا تتفق وتصريحات قيادة حمس أن حركة الدعوة والتغيير لا تمثل إلا %3 أو أقل، كما جاء في تصريح قيادة مجلس الشورى الوطني فهذه النسبة المؤوية الضئيلة –في نظرهم- لا تؤثر على وحدة حركة حمس إذا كان ذلك صحيحا، وبالتالي لا داعي للتخوف وإثارة هذه الضجة.

¶ بعد أن وجد أبو جرة، رفضا من قبلكم لكل تنازلاته، عاد الأسبوع الماضي، وصرح بأن مرحلة الصلح الجماعي قد انتهت، ولم يبق سوى الاتصال الفردي والحوار المنفرد مع أصحاب النوايا الحسنة. كما اتهمكم ببلوغ مرحلة متقدمة من الإفلاس في تقديم الحجج، فما ردكم عليه؟

نحن ليس لدينا الوقت لندخل في الردود، وأخلاقنا تمنعنا من كثرة المراء والجدال، ونعتقد أن من واجبنا أن نتوجه إلى المئات والآلاف من الأفراد القادمين إلى الحركة من أجل العمل على تكوينهم وتربيتهم والمساهمة من خلالهم في الأدوار الاجتماعية التي يحتاجها المجتمع. فمن أسس لجنة المصالحة له الحق في إنهاء عملها ومهامها، وقد أعلن ذلك في مجلس الشورى الوطني لحمس أخيرا.

وحوارات الصلح الحقيقية دامت عاما كاملا ووصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض قيادات حمس لكل مساعي لجنة الوساطة الخارجية المستقلة والداخلية قبل احتوائها، ونحن في حركة الدعوة والتغيير لم نطلب أية تنازلات من أحد، وليست لنا رغبة فيها، وإن كنا بلغنا –كما يدعى- مرحلة متقدمة من الإفلاس فلينتظر من كان يهمه إفلاسنا، فالبعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير.

¶ هناك تضارب في الأرقام بخصوص عدد مناضلي «حمس» الذين التحقوا بكم، ففي وقت يؤكد أبوجرة أنها لم تتجاوز نسبة %3، صرح نائبكم عبدالمجيد مناصرة الأسبوع الماضي، أنها وصلت إلى %60، فأين هي الحقيقة بين هذا البون الشاسع في النسبتين؟

في الحقيقة أن الصحافة تلقت عشرات البيانات بقوائم الإطارات التي التحقت بالحركة، وهي جواب واضح لكل من أراد التشكيك في حقيقة هذه الأرقام، وإذا كان صحيحا هذا الرقم المعبر عنه بالمئات، فهل يعقل أن يتنازل رئيس حزب لـ %3 كل هذه التنازلات التي كنتم تتكلمون عنها، وأنا أطمئنكم بأن الحركة تعد بالآلاف وعشرات الآلاف.

¶ قال أبوجرة في حوار لـ «العرب» قبل شهرين، إن قيادة الإخوان العالمية، أحسنت صنعا لما رفعت الغطاء عن الطرفين، لأنها بذلك قطعت الطريق عنكم للتحدث باسمها، فما تعليقك؟

الإخوان قبل أن يكونوا تنظيما هم أخلاق ومبادئ وقيم وسلوكات تمثل الوسطية والاعتدال والحرص على الأمة والتكفل بقضاياها الكبرى، كقضية فلسطين. ونحن نعتز بالتعاون مع هذه الحركة العظيمة ولا نعتبر أبداً أنه من حسن العمل أن يقطع العلماء والصالحون الصلة مع أحد، لأن ذلك دليل على عدم أهلية وصلاح هذه الجهة التي قطعت معها الصلة.

¶ العديد من القيادات في «الدعوة والتغيير»، لا يترددون في التأكيد على أن هدف الحركة، هو قيادة المشروع الإسلامي في الجزائر، ألا ترون أن هذا هدف كبير لحركة لم تحسم لحد الآن في طبيعتها إما جمعية أو حزب أو هما معا؟

المشروع الإسلامي هو مشروع أفكار، وليس مشروع أشياء، وهو مشروع مبادئ ودعاة، وليس مشروع هياكل وتنظيمات. ونحن نعتبر أن المشروع الإسلامي في الجزائر صمام أمان لاستقرار البلاد، وأحد الأسس الرئيسية في التعبير عن التطلعات في الشارع الجزائري، ويشرفنا أن نطمح لقيادة المشروع الإسلامي في الجزائر، لأن ذلك معناه التعاون مع جميع الأطراف، والتنسيق مع جميع الأطراف، والتشاور مع جميع الأطراف، وتطبيق سياسة الإيثار مع جميع الأطراف، وليس أبداً التفرد بالرأي أو التفرد بالزعامة.

وحركة الدعوة والتغيير هي امتداد لحركة الشيخ محفوظ نحناح، رحمه الله أسسها بعد الاستقلال، ومرت بأسماء مختلفة، فلا تغيير في المشروع والطموح والآمال.

¶ كيف تبررون، أن عدة قيادات قد نأت بنفسها عن حركتكم، رغم أنها كانت تنشد التغيير إلى جانبكم منذ المؤتمر الثالث لـ «حمس»، ألا يعتبر هذا دليلا على أنكم تبحثون عن الانفصال وتغلقون كل أبواب الصلح؟

لا يوجد عدة قيادات كما جاء في سؤالكم، هناك أفراد معدودون كانوا في المؤتمر الرابع معنا يناشدون التغيير من داخل الحركة، فلما استحال التغيير من الداخل، وتوقفت مساعي الصلح الحميدة من أجل بقاء الوحدة بسبب تعنت الطرف الرافض لتطبيق قرارات هذه المساعي، ورأت أغلبية تيار التغيير بضرورة تأسيس عمل دعوي متكامل تشبث هؤلاء الأفراد برأيهم، ورفعوا لواء عملية المصالحة من جديد، وقد أعلن عن فشلها مؤخرا بإنهاء مهامها من قبل قيادة حركة حمس ومجلس شوراها الوطني، وهم ما زالوا مع التغيير، ولم ينضموا إلى حركة الدعوة والتغيير، لأنهم لم يشاركوا في تأسيسها وموقعهم الحقيقي والصواب والمنسجم مع رغبتهم في التغيير هو حركة الدعوة والتغيير، وإن لم يعلنوا ذلك ونحن في انتظارهم.

¶ تردد مؤخراً، عن استعداد لجنة عقلاء حركة «حمس» لتقديم تقرير مفصل عن تحركات وعلاقات قيادات حركة «الدعوة والتغيير» بجهات في السلطة، فما ردكم على هذه الاتهامات؟

نحن نستغرب مثل هذه التصرفات من جهة، لأنها تعبر عن أخلاق دنيئة جدا، ومن جهة أخرى نحن لا نخفي علاقاتنا بالسلطة الجزائرية، ولا نعتبر العلاقة بالسلطة الجزائرية تهمة كما يراها الذين يتحدث عنهم السؤال، بل نحن نتعاون مع جميع الأطراف والمكونات للمنظومة الوطنية من أجل مصلحة العباد والبلاد.

مصادر الترجمة:

  • الموسوعة التاريخية الحرة .
  • موقع حركة الإصلاح والتغيير.
  • موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
  • موقع إخوان سورية.
  • مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1018