الأديب والثائر المصري الشيخ أمين الخولي

clip_image001_5268b.jpg

تذكر سيرة الشيخ أمين الخولي في أحد جوانبها البارزة، بسيرة الشيخ الأزهري رفاعة الطهطاوي، الذي عرفه العالم بعد عودته من رحلته الشهيرة إلى فرنسا، في أول بعثة مصرية إلى أوروبا في عصر محمد علي باشا، حيث كان موجهاً دينياً للبعثة المصرية.

ولهذه المهمة ذاتها أُرسل الشيخ أمين الخولي في عهد الملك فؤاد باشا إلى إيطاليا عام 1923م، بعد صدور مرسوم ملكي بتعيين أئمة للسفارات المصرية، شملت إلى جانبه الشيخ عبد الوهاب عزام إماماً وموجهاً دينياً للسفارة المصرية في لندن، والشيخ محمد البنا للسفارة المصرية في باريس، والشيخ محمد حلمي طمارة لواشنطن.

وفي روما تعلم الخولي اللغة الإيطالية وأجادها، كما تعلم من قبل الطهطاوي اللغة الفرنسية وأجادها أيضاً قراءة وكتابة وترجمة. وفي عام 1926م نقل الخولي إلى ألمانيا مكلفاً بالمهمة الدينية نفسها التي كان يشغلها في إيطاليا، وفيها تعلم الألمانية كذلك، ونشر بعض المقالات القليلة بالألمانية.

ولد الأديب والثائر المصري الشيخ أمين الخولي في الأول من أيار عام 1895م. وكان من كبار حماة اللغة العربية، ومناضل شارك في ثورة 1919م ونُفي مع سعد زغلول إلى سيشل.

عُرف بزيه الأزهري المميز، ووقاره المهيب، وبريق عينيه وملامحه المتفردة. وبحكم رياسته للقسم ووكالته لكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) والقيام بأعمال العميد لفترات قصيرة.

أمين إبراهيم عبد الباقي عامر إسماعيل يوسف الخولي وُلد للمزارع "إبراهيم الخولي" والسيدة "فاطمة بنت الشيخ علي عامر الخولي" من عائلة "الخولي" أبا وأما من "قرية شوشاي – مركز أشمون – محافظة المنوفية" –.

كان "أمين" طالبا بمدرسة القضاء الشرعي وقريبا من قلب وعقل ناظرها "عاطف بركات" ابن شقيقة زعيم الأمة "سعد زغلول". اعتقل مع (سعد باشا) في 8 آذار 1919م في سيشل واشتعلت الثورة بداية من يوم 9 آذار 1919م حمل (أمين الخولي) علم مدرسة القضاء الشرعي، وقاد المظاهرة إلى (الأزهر)، حيث تقرر أن يتجمع طلاب مدارس القاهرة. وحاصرهم حكمدار القاهرة بجنوده وهددهم بإطلاق الرصاص إذا لم يتفرقوا. وتقدم إليه (الخولي) قابضاً على العلم وكاشفا صدره قائلً: (ها أنا ذا) وتماسك الطلاب وتراجع الحكمدار وانسحب الجنود وسارت المظاهرة تهتف للاستقلال وبحياة سعد، وتطالب بالإفراج عن زعيم الأمة، وعندما وصلت المظاهرة إلى ميدان باب الحديد (رمسيس حاليا) قاد (الخولي) المظاهرة إلى حي الفجالة، وهو يهتف بصوته القوي بحياة الأقباط، الإخوة في الوطن، وبحياة الهلال مع الصليب. كان (أمين الخولي) وظل يرى: (أن الشخصية المصرية عقيدة يخفق بها قلب المصري، ويرى أن ما بين مسلمي مصر وأقباطها أقرب مما بينهم وبين المسلمين الأتراك الاتحاديين). وقتل الإنجليز صبياً صغيراً لأب فقير يبيع القباقيب. حملت المظاهرة جثمان الصبي واندفع (الخولي) يهتف (فلتسقط بريطانيا السفلى)، وعندما ولد (فاروق) عام 1920م ومنحت المدارس إجازة للاحتفال بهذه المناسبة حرض (الخولي) طلاب المدرسة ألا يشاركوا في الإجازة. وأن يحضروا إلى المدرسة مشاركة في الهمس العام الذي كان يحيط بظروف مولد (فاروق).

كان (أمين الخولي) ابن قرية (شوشاي) وابن (مدرسة) القضاء الشرعي مصرياً أصيلاً معادياً للاحتلال الإنجليزي مطالباً باستقلال الوطن ومؤمناً بوحدة الشعب العظيم، وابنا باراً للثورة الشعبية الكبرى 1919م. ووقف في صف الديمقراطية فرأى عسكر 23 تموز أن يبعدوا (الخولي) عن الجامعة فأصدر قرار في 22 حزيران عام 1953م بأن ينقل (أمين الخولي) إلى دار الكتب مستشاراً – لا يستشار- ثم مديراً عام لإدارة الثقافة التابعة لوزارة التربية والتعليم إلى أن أتم الخدمة الحكومية في أول أيار عام 1955م. وكانت وفاة هذا الأديب المناضل يوم  9 آذار عام 1966م.

وسوم: العدد 858