الاعتصام بالكتاب والسنة

عبد الله عبد العزيز السبيعي

عبد الله عبد العزيز السبيعي

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يارسول الله كأنها موعظة مودع فأوصانا فقال: اوصيكم ونفسي بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبده وانه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة رواه ابو داوود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح والشاهد في هذا الحديث الشريف هو (عضوا عليها بالنواجذ) اي اجتهدوا في اتباع السنة المطهرة والتمسك بها الزموها واحرصوا عليها كما يلزم العاض على الشيء بنواجذه خوفا من ذهابه وتفلته. والنواجذ هي الانياب والاضراس لذلك فان التمسك والاعتصام بالكتاب والسنة من لوازم واساسيات الشريعة الاسلامية الغراء , وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع الكتاب الكريم وسنته صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين المهديين رضي الله عنهم اجمعين فهم الذين هداهم الله فكتبت احكامهم وضبطت اقوالهم وان المتقين هم الذين يعتصمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولقد قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم) وقال سبحانه وتعالى في سورة الاحزام (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) اي ان من يطع الله ورسوله فقد اجاره الله من النار وصيره الى النعيم المقيم جعلنا الله ووالدينا وجميع المسلمين ممن فازوا فوزا عظيما. ان التمسك والاعتصام بالكتاب والسنة اعظم من التمسك بالامور الدنيوية التي يحرص عليها كثير من الناس اكثر من حرصهم على الامور الدينية والعياذ بالله لذلك ففي ديننا الحنيف نجد الترغيب في اتباع الكتاب والسنة والترهيب من الحياد عنهما فالمطلوب هو الاخلاص والاتباع لا الابتداع والانقياد والقبول والطاعة عند اتباع النقل لا العقل. لذا نجد تكملة الحديث الشريف آنف الذكر عند قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة ... (اللهم ارشدنا الى الطريق  المستقيم  با تباع شرعك وسنة نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم ...