منوعات روحية 863

وما يعلم جنود ربك إلا هو

﴿ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين ﴾

التوبة26

﴿إلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم ﴾

التوبة40

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرا ﴾

الأحزاب9

﴿ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾

الفتح7

﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴾

المدثر31

******************************************

من اروع ماقرات

عن صلاة قيام الليل

كلام تقشعر منه الابدان

بطاقة دعوة  "من رب العباد"

استوقفتني صلاة الثلث الآخر من الليل فوجدت عجباً:

-أنّ الصلاة المكتوبة نداءها بصوت البشر، و صلاة الثلث الآخر من الليل نداءها من رب البشر.

-الصلاة المكتوبة يسمع نداءها كل البشر، وصلاة الثلث الآخر يستشعر نداءها  بعض البشر.

-الصلاة المكتوبة نداءها: (حي على الصلاة؛ حي على الفلاح)، وصلاة الثلث الآخر من الليل نداءها: (هل من سائلٍ فأعطيه..).

-الصلاة المكتوبة يُؤديها أغلبُ المسلمين؛ بينما صلاة الثلث الآخر يُؤديها من إصطفاهم الله من المؤمنين.

-الصلاة المكتوبة ربما يصليها البعض رياءً، بينما صلاة الليل لا يُصليها أحدٌ الا خُفيةً خالصةً لله.

-الصلاة المكتوبة يمتزج في أدائها التفكير بمشاغل الدنيا ووساوس الشيطان؛ بينما صلاة الثلث الآخر هي إنقطاعٌ عن الدنيا وبناءٌ للدار الآخرة.

-الصلاة المكتوبة ربما تؤديها لكي تُقابل أحدا في المسجد فتتبادل أطراف الحديث معه؛ بينما صلاة الليل تؤديها لكي تأنس بالحديث مع الله و تتكلم معه وتبث همك وسُؤلك.

-الدعاء في الصلاة المكتوبة ربما يُجاب؛ بينما صلاة الثلث الآخر من الليل وعد الله عباده بالإجابة (هل من سائل فأعطيه).

-أخيراً صلاة الثلث الآخر من الليل لا يوفق بالقيام بها الا من أراد الله له أن يأنس بالحديث معه وسماع همومه وشكواه؛ لأنه من أقرب البشر له؛ فهنيأً لمن حصل على بطاقة دعوة من رب العزة والجلال للجلوس بين يديه وسماع حديثه والتلذذ بمناجاته"

_إذآجلست في الظلآم .. بين يدي الملك العلآم ..

استعمل .. { أخلاق الأطفال !

فالطفلُ إذآ طلب شيئا ، ولم يُعْطَه .. { بكى حتى يأخُذه !

فكن أنت هذآ الطفل , وأطلب حآجتك ..

      " إبن الجوزي "

لاتحرم نفسك وغيرك فربما تشجع احدا للقيام ولك أجره نفع الله بكم

اللهم وفقنا  لصلاة الثلث_الاخير من الليل????

امين يارب العالمين

******************************************

قبل ما اشتري سيارة كان يقابلني أحد جيراني في المنطقة بسيارته فيوصلني بالرغم من عدم وجود علاقة بيننا، وفي كل مرة يقول لي:

قال رسول الله صل الله عليه وسلم (من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له).

وفي مرة سألته: هل تفعل ذلك دائما؟ فقال: منذ سمعت هذا الحديث قلت سأجعله بابا لي من أبواب الخير.

قال: وسأخبرك ببركة هذا الأمر!

نجاني الله من حوادث موت محقق وأنا أعتقد أن ذلك بفضل العمل بهذا الحديث.

وفي مرة مررت بأزمة شديدة كادت تدمر حياتي لم تقدر كل علاقاتي على مساعدتي فيها.

مرت علي الأيام فيها لا آكل ولا أنام ولا أتحدث إلى أهل بيتي.

وفي يوم كنت عائداً من المزرعة في منطقة النهضة وكنت دائما وأنا راجع

أوصل امرأة عجوز تبيع الجبن علي الطريق.

في وقت خروجي تكون قد انتهت، فآخذ منها الطبق الذي تبيع فيه وأضعه في شنطة السيارة، وأوصلها إلى مبتغاها.

في هذا اليوم لاحظت العجوز أنني كئيب على غير العادة ، ودار هذا الحوار:

- مالك يا ابني؟

عندي كرب شديد يا أمي ما لم ينتهي اليوم سأضيع

قال: فتحركت العجوز للأمام ، ونظرت من زجاج السيارة الأمامي إلى السماء وقالت:

يارب تفكله كربه اليوم.. والله لتفكله كربه !!

يقول: هزني الموقف ، وكدت أقول لها :

كيف تتكلمين مع الله هكذا ؟!

ثم تذكرت سريعا حديث (رب أشعث أغبر لا يأبه له لو أقسم على الله لأبره)

يقول: من ساعتها انشرح صدري وكأن شيئا لم يكن

عدت إلى البيت أضحك وأمزح وأكلت معهم فسألتني زوجتي: فيه جديد ؟

فقلت: لا ، لكني متأكد أن الله لن يضيعني.

وبعد منتصف الليل اتصل بي أحد الأصدقاء الذين كانوا يسعون في حل المشكلة بلا فائدة وأخبرني أنه قضى لي حاجتي وحلت المشكلة.

هذه بركة تعلم حديث واحد والعمل به وتعليمه.

فكيف بمن تعلم دين الله وعمل به وعلمه؟

وإذا عجزت عن ذلك فليكن لك حديث تعمل به وتبلغه. وتذكر ماذا قدمنا للإسلام؟

جعلنا واياكم ممن اقتدى بنبي الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم

******************************************

العنوان  : استودع الله الذي لا تضيع ودائعه .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليدعُ كل واحد منا بهذا الدعاء

*أستودعُ الله -الذي لا تضيع ودائعه- ديني ونفسي وأولادي وأمانتي وخواتيم عملي وأهلي وذريتي وإخوتي وأهليهم وذرياتهم وبيتي وأحبتي ومالي وجميع  ما أنعم الله به عليّ .*

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

******************************************

" التأدب مع الله في الإعراب "

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله :

سألني مدرس النحو وأنا طالب في المرحلة الابتدائية قائلا:

أعرب يا ولد "رأيت الله أكبر كل شيء" ؟؟

فقلت على عجل:

رأيتُ: فعل وفاعل، والله منصوب على التعظيم!

وحدثت ضجة من الطلبة، ونظرت مذعورا إلى الأستاذ،

فرأيت عينيه تذرفان بالدموع! كان الرجل من القلوب الخاشعة،

وقد هزّه أني التزمت الاحترام مع لفظ الجلالة كما علموني ،

فلم أقل إنه مفعول أول، ودمعت عيناه تأدُّباً مع الله!

كان ذلك من ستين سنة أو يزيد... رحمه الله وأجزل مثوبته

بعض علماء اللغة والنحو اختاروا مسلكاً في الإعراب، عدلوا فيه عن المشهور من لفظ الإعراب؛ تأدباً مع الله عز وجل، ومع كتابه، وإجلالًا لكلام الله، واحتراماً لهُ، وملازمة الأدبِ معه .

ومن ذلك :

- قولهم: في نحو قوله تعالى : ( خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ) قالوا : خُلِقَ فعل ماض مبنيٌّ لما لم يسمَّ فاعله، بدل "مبنيّ للمجهُول" .

- وفي نحو قوله : (واتَّقُوا اللهَ)، وأستغفر اللهَ، وسألتُ اللهَ ، قالوا : اسم الجلالة منصوبٌ على التعظيم، بدل: "مفعول به" .

- وفي نحو قوله : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ، ( اغفر لي )، قالوا : اهدنا/اغفر : فعل "طلب/دُعَاءٍ"، بدل "فِعل أمر" .

- ونحو : ( لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ ) قالوا : اللام للدعاء، بدل " لام الأمر" .

- ونحو : ( لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )، قالوا : لا حرف دعاء، بدل " لا الناهية" .

- وقالوا : إنَّ «عسى» من الله تُفيد التحقيق،

بدل "الترجي" .

- ومن ذلك التَّورعُ من القول في حرفٍ من القرآن إنه حرفٌ زائدٌ، كقوله تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) فالكافُ صلةٌ، أو حرف توكيدٍ .

قال ابن هشام : "وينبغي أن يجتنب المُعْرِبُ أن يقول في حرفٍ في كتاب الله تعالى: إنه زائدٌ، لأنه يسبق إلى الأذهان أنَّ الزائدَ هو الذي لا معنى له، وكلامُه سبحانه مُنزَّهٌ عن ذلك ".

ومنعوا تصغير أسماء الله عز وجل وصفاته الحُسنى .

" لا يجوز تصغير اسم الله إجماعاً"

نقله ابن حجر في الفتح .

ونحو ذلك ،

وممن سلك هذا المسلك : ابن مالك ، وابن هشام ، والطبري ، والآثاري ، والأزهري ، وغيرهم .

قال ابن المُسيب رحمه الله : " ما كان لله فهو عظيم حسن جميل " .

عن الأدب المفقود أتحدث ياسادة ...

******************************************

من أعظم أولويات الخطباء والمربين والدعاة في زماننا:

١. تمكين قيمة تعظيم الله.

٢. تجذير اليقين بقدرة الله وحكمته.

٣. بث معاني التفاؤل والأمل.

٤. تأكيد وجوب الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله.

٥. بيان أهمية الصلاح الفردي والدعوة (الإصلاح).

٦. تعميق معاني الأخوة ونبذ الخلافات.

٧. ترسيخ قيمة الاعتزاز بالقرآن والسنة وتراث الأمة.

٨. الإشارة إلى خطورة شياطين الإنس والجن.

٩. التحذير من صفات النفاق والمنافقين.

١٠. بيان أهمية استعادة الهيبة والمكانة لأمة الإسلام.

١١. التحذير من الشخصيات والأفكار الهدامة.

١٢. التأكيد على خطورة الظلم والاستبداد.

١٣. بيان قيمة العلم والوعي في صناعة النهضة.

١٤. تثبيت قيمة التوبة والاستدراك لما فات.

د. محمد سعيد بكر

وسوم: العدد 863