ولْتنظُرْ نفسٌ ما قدّمتْ لغد

[ ملخّص من تفسير الآية 18 من سورة الحشر – في ظلال القرآن ]

(ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغد)..

وهو تعبير ذو ظلال وإيحاءات أوسع من ألفاظه.. ومجرد خطوره على القلب يفتح أمامه صفحة أعماله بل صفحة حياته، ويمد ببصره في سطورها كلها يتأملها وينظر رصيد حسابه بمفرداته وتفصيلاته. لينظر ماذا قدّم لغده في هذه الصفحة.. وهذا التأمل كفيل بأن يوقظه إلى مواضع ضعف ومواضع نقص ومواضع تقصير، مهما يكن قد أسلف من خير وبذل من جهد. فكيف إذا كان رصيده من الخير قليلاً، ونصيبه من البر ضئيلاً؟ إنها لمسة لا ينام بعدها القلب أبداً، ولا يكفُّ عن النظر والتقليب!.

ولا تنتهي الآية التي تثير كل هذه المشاعر حتى تلحَّ على القلوب المؤمنة بمزيد من الإيقاع:

(واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)..

فتزيد هذه القلوب حساسية ورهبة واستحياء.. والله خبير بما يعملون.

وسوم: العدد 875