أمسية عرفانية بالأنوار المحمدية..

لمن أراد السعادة الكبرى

قال السالك : أيها الشيخ إننى أصلى كل يوم بأعداد كبيرة على خير البرية

ولم أبلغ مرادى فدلنى كيف الوصول إلى الحضرة المحمديه ؟

فاجابه الشيخ : الوصول هو أن تنقل نفسك من بحر العادة إلى بحر الأشواق

قال السالك : زدنى - زادك الله قربا من إمام الحضرة

قال الشيخ : كثير من المسلمين يصلون على النبى كل يوم صلاة العادة بمعنى أن ألسنتهم اعتادت كثرة الصلاة عليه وهذا أمر طيب جامع للحسنات ومذهب للسيئات وفيه يقول سيدنا رسول الله ( أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أكثركم على صلاة ) وهنا لفتة مهمة هى كلمة ( يوم القيامة ) ولكن فى الدنيا كيف يكون القرب من الحضرة المحمديه - القرب يتم عن طريق صلاة الشوق إليه وهى أن تصلى عليه بأى صيغه تحبها وبأى عدد حتى لو كان قليل المهم فيها هو الأرتباط والحضور والإنشغال ورؤيتك له على الدوام

خذ مثلا : كل يوم عشرات مرات أو مائة مره فقط صلاة عليه ولكن

استشعر أنك تراه معك فى بيتك - معك فى عملك - معك فى الطريق الذى تسير فيه - معك بين الناس - معك فى خلوتك الخاصه - معك كل زمان ومكان - معك عندما تأكل وتشرب وتنام

استشعر أنه لا يفارقك أبدا - استشعر أنه يعلم كل حركاتك وسكناتك فهو فيك حسا ومعنى كما جاء ذلك فى الكتاب العزيز ( وفيكم رسول الله ) - استشعر أنه ينظر إليك بوجهه الجميل المشرق -

استشعر أنك تخاطبه ويخاطبك فهو يرد عليك لأنه كريم الأخلاق يرد على كل من يكلمه - استشعر أنه أقرب الخلق إليك - استشعر أنه أكثر الناس خوفا عليك ومحبة لك - استشعر أنه أمامك وعلى يمينك وفى كل اتجاهاتك من حولك - استشعر إنك إذا هممت لفعل معصية أنه معك فتستحى من جنابه الشريف فتمتنع عن فعلها إجلالا لحضرته - استشعر أنه يراعى لحظه بلحظه لأنه هو الراعى الأعظم فى الكون فهو الذى قال

( كلكم راع وكلكم مسئؤل عن رعيته ) ونحن رعيته

استشعر أن جميع الموجودات من حولك تخاطبه على الدوام تقول له ( السلام عليك سيدى يا رسول الله ) صلى بهذه الكيفيه دائما فتشرق عليك أنوار الشوق إلى جنابه الشريف وتصب على قبك أنوار الإشتياق إليه وتفيض أعينك بالدمع مما عرفت فتلك هى بدايات معرفة سيدنا محمد وإلا فأنت لا تعرف عنه شئ - وهنا تعرفك الملائكه ويبلغوا سيدنا رسول الله بك فيعرفك بإسمك ويمدك بأنواره وأسراره وهنا يصدر الأمر من الحبيب الأعظم أن ( قربوا فلان من حضرتى ) فيتم لك الوصل والإجتماع ويعطيك ما تتمنى من العلم والمعرفه والأنوار والأسرار

وهنا انهمرت عيون السالك بالدموع - واضطربت أعضاؤه من الخشوع - ولانت جوارجه بالخضوع - وقال بصوت رقيق مسموع : كفى بذلك أيها الشيخ فقد نزعت منى نفسى وعطلت عنى إدراكى وحسى ورميتنى فى بحر عميق أرى فيه نجوم لامعه وفيه سيدنا الصديق

فقال له الشيخ : نعم ذلك بحر الشوق والغرام الرقيق - المتمكن فيه سيدنا أبابكر الصديق

فمن صلى على النبى بهذه الكيفية ( كيفية الشوق ) وصل إلى الحضرة المحمديه

فى أقرب وقت ونال السعادة

اللهم ارزقنا ولا تحرمنا حبه وغرامه صلى الله عليه وسلم

وسوم: العدد 875