منوعات روحية 918

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها.

المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 5991

شرح الحديث

يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ليس الواصلُ بالمُكافئ، أي: ليس الإنسانُ الكاملُ في صلةِ الرَّحِم والإحسانِ إلى الأقاربِ هو الشَّخصَ الَّذي يقابِلُ الإحسانَ بالإحسانِ، ولكنِ الواصلُ أي: ولكنِ الإنسانُ الكاملُ في صلةِ الرَّحِمِ هو الَّذي إذا قطَعَتْ رحِمُه وصَلها، أي: إذا أساء إليه أقاربُه أحسَن إليهم ووصَلهم.

في الحديثِ: أنَّ الصِّلةَ إذا كانتْ نظيرَ مكافأةٍ مِن الطَّرَف الآخَر لا تكونُ صِلةً كاملةً؛ لأنَّها مِن باب تبادُلِ المنافع، وهذا ممَّا يستوي فيه الأقاربُ والأباعدُ.

وفيه: عدمُ المعاملةِ بالمِثلِ، بل بالإحسانِ إلى المسيءِ والمُقصِّر.

(مصدر الشرح: موقع الدرر السنية)

***************************************

الحديث الشريف ١٧٦٥

عن عائشة رضي الله عنها: أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هَلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ:

" *لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أشَدُّ مَا لَقيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيْلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْني إِلَى مَا أرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأنا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلا وأنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، وَإِذَا أنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإذَا فِيهَا جِبريلُ- عليه السلام، فَنَادَاني، فَقَالَ: إنَّ الله تَعَالَى قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَد بَعَثَ الله إلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بمَا شِئْتَ فِيهِمْ. فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إنَّ اللهَ قَدْ سَمِع قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأنا مَلَكُ الجِبال، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبِّي إلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إنْ شئْتَ أطْبَقْتُ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ*".

فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:

" *بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا*.

متفقٌ عَلَيْهِ.

((الأخْشَبَان)): الجَبَلان المُحيطان بمكَّة. وَالأخشبُ: هُوَ الجبل الغليظ.

لما مات أَبو طالب توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وطلب منهم أَن يؤوه حتى يبلغ رسالة ربِّه فردوا عليه أقبح رد فرجع صلى الله عليه وسلم وهو مهموم إِذ فاته ما طلب منهم فلم ينتبه إلا وهو بقرن الثعالب، وهو قرن المنازل ميقات أَهل نجد.

وفي الحديث: بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على قومه، وعفوه عنهم، ومزيد صبره وحلمه قال الله تعالى: { *وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ*} [الأنبياء: 107]، وقال تعالى: { *فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ*} [آل عمران: 159].

***************************************

إن العبد إذا خلصت نيته لله تعالى وكان قصده وهمه وعمله لوجهه سبحانه كان الله معه؛ فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، ورأس التقوى والإحسان إخلاص النية لله

ابن القيم

***************************************

عرضت امرأة على "  الإمام  الرازي " :

أن تتصدق بزيت لسراج المسجد

فقال : تريدين نور صدقتك أن يصل إلى سقف المسجد

أو إلى العرش...

قالت : إلى العرش

قال : إن جعلتها زيتا في السراج وصل نورها إلى سقف المسجد وإن جعلتها في بطن جائع وصل نورها إلى العرش..

***************************************

اللهم أنت الذي بقدرتك خلقتنا  وبلطفك هديتنا وبجميل سترك سترتنا وفي أحسن صورة صورتنا  ومن خير أمة أخرجتنا فأتم علينا نعمك التي لاتعد ولاتحصى وأجعلنا ممن هدى واهتدى وسمع ووعى وممن سبقت لهم  منك الحسنى وممن نال أفضل مايتمنى ولا تجعلنا ممن ضل وغوى ولا ممن ضل سعيهم  في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا

***************************************

اللهم

ارحم ضعفنا وآمن روعنا وأسعد قلوبنا وفرج همومنا

واصرف عنا مايقلقنا ويعكر صفونا وارزقنا صبراً جميلاً وألبسنا لباس الصحةوالعافية

وارزقنا قلبا خاشعاً وعملاً صالحاً وارزقنا عفوك وغفرانك ورضاك والجنة

                    اللهم

أنت القريب وأنت الصاحب والحبيب وأنت الوحيد المجيب وأنت الشافي الطبيب وأنت الذي تعلم ما نريد

                    آمين

وسوم: العدد 918